«لا خاسر» في مونديال العرب

الخميس 18 ديسمبر 2025 06:40 مساءً في لحظة تاريخية جمعت شغف الكرة بروح العروبة، أسدلت بطولة كأس العرب الستار على نسخة استثنائية استضافتها دولة قطر، لتؤكد مجددًا أن الرياضة قادرة على توحيد الشعوب تحت راية المنافسة الشريفة والاحتفاء بالهوية المشتركة. لم تكن البطولة مجرد حدث رياضي عابر، بل كانت تظاهرة كروية وثقافية وإنسانية، أعادت إلى الأذهان وهج البطولات الكبرى، وفتحت آفاقًا جديدة لمستقبل الكرة العربية.

وسط هذا الزخم، كان لا بد من الوقوف عند أبرز ملامح النجاح، من التنظيم القطري الذي أبهر العالم، إلى الحضور الجماهيري العربي الذي صنع الفارق، مرورًا بالمستويات الفنية التي قدمتها المنتخبات المشاركة، والتي أظهرت تطورًا لافتًا وروحًا تنافسية عالية. ولأن لكل نجاح رجالًا يقفون خلفه، كان لنا هذا الحوار الخاص مع سعادة الشيخ تميم بن محمد آل ثاني، نائب رئيس نادي أم صلال السابق، وأحد الوجوه البارزة في المشهد الرياضي القطري، للحديث عن كواليس البطولة، وأبعادها التنظيمية، ورسائلها الرياضية والإنسانية.

في هذا اللقاء، يتحدث الشيخ تميم بصراحة واعتزاز عن فخره بالاستضافة القطرية، ويؤكد أن «لا خاسر في مونديال العرب»، مشيدًا بالدور المحوري للجمهور العربي الذي كان «كلمة السر» في نجاح البطولة، وبالمنتخبات التي أظهرت وجهًا مشرقًا لكرة القدم العربية.

وأكد سعادة الشيخ تميم بن محمد آل ثاني نائب رئيس نادي أم صلال السابق أن قطر أصبحت لديها خبرة وتجارب عديدة في استضافة البطولات، مشيرا إلى أن هذه النسخة من كأس العرب شهدت نقلة كبيرة في الناحية التنظيمية، خاصة أنها تقام في قطر بعد النجاح الباهر لاستضافة كأس العالم 2022، والنسخة الماضية من كأس العرب 2021 وكأس آسيا التي كانت الأفضل في التاريخ، وستكون كأس العرب امتدادا لهذا النجاح الكبير، وشهدت تفاعلا وأجواء جماهيرية تعيد إلى الذاكرة المونديال وكأس آسيا.

كما تطرق إلى الأثر الذي تركته البطولة على المستويين المحلي والإقليمي، ويستعرض رؤيته لمستقبل البطولات العربية في ظل هذا النجاح اللافت.

حوار يحمل بين سطوره روح الفخر، ونبض الملاعب، وصوت الجماهير.. فإلى التفاصيل:

* بدايةً، كيف تقيّمون بطولة كأس العرب التي استضافتها قطر؟

- أستطيع القول بكل ثقة إن بطولة كأس العرب كانت حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس.. لقد أثبتت قطر مجددًا قدرتها على تنظيم بطولات كبرى بمعايير عالمية من حيث التنظيم، الملاعب، الحضور الجماهيري، وحتى التغطية الإعلامية، كانت البطولة بمثابة مونديال مصغر، بل أكثر من ذلك، كانت احتفالًا حقيقيًا بالهوية العربية.

* وصفت البطولة بأنها «مونديال العرب».. هل ترون أنها حققت هذا الوصف؟

- بالتأكيد.. البطولة جمعت منتخبات من مختلف الدول العربية، وشهدت تنافسًا عالي المستوى، وحضورًا جماهيريًا غير مسبوق.. الأجواء كانت أشبه بكأس عالم مصغر، ولكن بنكهة عربية خالصة ولهذا أقول: لا خاسر في مونديال العرب، لأن الجميع خرج فائزًا، سواء المنتخبات أو الجماهير أو حتى المنظمون.

* كيف ترون صدى التنظيم القطري للبطولة؟

- التنظيم القطري كان حديث الجميع، وهذا ليس بغريب على قطر، نحن نؤمن بأن التفاصيل تصنع الفارق، وقد حرصنا على أن تكون كل جزئية في البطولة على أعلى مستوى.. من لحظة وصول المنتخبات، إلى جودة الملاعب، إلى الخدمات المقدمة للجماهير، كل شيء كان مدروسًا بعناية، وقد سمعنا إشادات من لاعبين، مدربين، إعلاميين، وحتى الجماهير، وهذا مصدر فخر لنا.

* ما الذي تعنيه لكم استضافة هذه البطولة على أرض قطر؟

- نحن فخورون جدًا بهذه الاستضافة التاريخية. كأس العرب ليست مجرد بطولة رياضية، بل هي مناسبة لتجسيد وحدة الشعوب العربية، وتعزيز الروابط الثقافية والرياضية بينها.. أن تستضيف قطر هذا الحدث وتنجح فيه بهذا الشكل، هو إنجاز وطني وعربي في آنٍ واحد.

* مواصلة النجاح والتفوق في الاستضافة؟

⁠- قطر شيدت ملاعب من الطراز العالمي، وبنية تحتية مؤهلة وهي رسائل ودلائل قدمتها دولة قطر من أجل انجاح العرس العربى، وبيّنت قدرتها على إبهار العالم من خلال مونديال عربي اتفق الجميع أنه الأفضل، خصوصاً بعد النجاحات الكبيرة التي تحققت خلال استضافة بطولات سابقة.

* ثم ماذا بعد؟

- دعنا نقدم التهنئة للجنة المحلية المنظمة وهي لا تترك شيئا للظروف وقطر تواصل كالعهد بها التواصل مع العالم الواسع عبر رؤية حضارية متقدمة وتخطيط علمي سليم. وأثبتت جدارتها لاستضافة حدث دولي ضخم، ونافست دولا كبرى ورائدة وتفوقت عليها بفضل الإستراتيجية والسياسة الرشيدة والنبيلة التي تنتهجها.

* كيف تقيمون دور الجمهور العربي في نجاح البطولة؟

- الجمهور العربي قال كلمته وأثبت أنه الأفضل. الحضور الجماهيري كان مذهلًا، سواء من حيث الأعداد أو الحماس أو التفاعل. رأينا جماهير من مختلف الدول العربية تتوافد إلى الملاعب، ترفع الأعلام، وتغني للأوطان. هذا الجمهور كان كلمة السر في نجاح البطولة، لأنه منحها روحًا خاصة، وجعلها أكثر من مجرد مباريات كرة قدم.

* شهدنا مباريات حماسية حتى اللحظات الأخيرة.. كيف ترون الجانب الفني للبطولة؟

- الإثارة كانت حاضرة حتى نهاية مباراة الأمس، وهذا دليل على قوة المنافسة.. شاهدنا منتخبات تقدم مستويات رائعة، ومباريات حُسمت في الدقائق الأخيرة، وأخرى امتدت لركلات الترجيح.. الزخم الكروي كان حاضرًا بقوة، وهذا ما جعل البطولة ممتعة للجميع، سواء داخل الملاعب أو خلف الشاشات.

* هل تعتقدون أن هذه البطولة يمكن أن تكون نموذجًا لبطولات قادمة؟

- بلا شك.. ما تحقق في هذه النسخة من كأس العرب يجب أن يكون نموذجًا يُحتذى به. لقد أثبتنا أن البطولات العربية يمكن أن تكون على مستوى عالٍ من التنظيم والمنافسة. وأتمنى أن تستمر هذه البطولة بشكل دوري، وأن تحظى بالدعم الذي تستحقه، لأنها تمثل منصة مهمة لتطوير كرة القدم العربية.

*ما الرسالة التي توجهونها بعد ختام البطولة؟

- رسالتي هي الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث: من القيادة الرشيدة التي وفرت كل الإمكانيات، إلى اللجنة المنظمة، إلى المتطوعين، إلى الجماهير، وإلى المنتخبات التي قدمت أفضل ما لديها. لقد أثبتنا أن العرب قادرون على التميز عندما تتوفر الإرادة والرؤية. وأكرر: لا خاسر في مونديال العرب، لأننا جميعًا خرجنا رابحين.فخورون بالاستضافة التاريخية للبطولة العربيةالإثارة كانت حاضرة من البداية.. والزخم الكروي العنوان الأبرز