على الرغم من وجود آلاف الخيارات المحتملة للألوان، فإن أكثر من 90٪ من جوازات السفر حول العالم تقتصر على أربعة ألوان رئيسية فقط؛ الأحمر، الأزرق، الأخضر، والأسود، وكل لون يحمل دلالاته التاريخية والثقافية والسياسية، ويخدم أيضا غرضا عمليا يتعلق بالأمان والمتانة.
وفي هذا السياق، أكد أخصائي السفر جيمي فريزر من شركة Wildpacks أن سبب اختيار ألوان جوازات السفر أعمق بكثير مما يعتقده الكثيرون، فبدلا من اختيار اللون بناء على التفضيل الشخصي لكل دولة، تحمل الألوان دلالات محددة.
فاللون الأحمر يعكس غالبا الهوية الأوروبية أو الروابط السياسية التاريخية، في حين يستخدم الأزرق على نطاق واسع في الأمريكتين، ويرتبط اللون الأخضر بالدول الإسلامية، ويتم اختيار اللون الأسود لأسباب عملية أو تقليدية.
وقال فريزر: “مع توسع السفر العالمي في القرن العشرين، بدأت الدول في توحيد ألوان جوازات السفر لتسهيل التعرف عليها بسرعة عند الحدود، ما يتطلب ألوانا متسقة بصريا، رسمية، وسهلة التعرف عليها من قبل ضباط الهجرة”.
ويشير خبراء الطباعة في شركة Carrick Signs إلى أن هناك عوامل عملية وراء اقتصار ألوان جوازات السفر على نطاق محدود، موضحين أن الألوان الداكنة مثل الكحلي، والأسود، والقرمزي الغامق، تخفي الأوساخ والخدوش والتلف بشكل أفضل من الألوان الزاهية، وهو أمر ضروري لوثيقة يتم استخدامها باستمرار على مدار خمس إلى عشر سنوات.
وأضاف الخبراء أن الواقع الصناعي يلعب دورا مهما أيضا؛ إذ يجب أن تصنع أغلفة جوازات السفر من ورق عالي المتانة وخالٍ من المواد المبيضة ضوئيا، مع ألياف أمان مدمجة، وطبقات لمينيت مضادة للتلاعب، وأحبار مقاومة للتحلل تحت أشعة الشمس فوق البنفسجية.
وتؤدي هذه المواد أفضل أداء مع الألوان الداكنة والمتجانسة، لذلك لا يمكن ضمان متانة أو أمان

