اخبار العرب -كندا 24: السبت 20 ديسمبر 2025 07:15 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نشرت مجلة "فانيتي فير" الأمريكيّة لقطات مقرّبة للغاية لدائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أظهرت نظرات واسعة، وبشرة غير متجانسة، وشفاه ممتلئة ومساحيق تجميل كثيفة لشخصيات مثل كارولين ليفيت، وسوزي وايلز ،وجي دي فانس وماركو روبيو، وأثارت هذه الصور ضجة على الإنترنت ضمن تحقيق صادم يكشف خفايا البيت الأبيض.
ليس من الصعب فهم سبب ضجة هذه الصور. فهذه النظرة الصريحة إلى بعض أكثر الشخصيات نفوذًا في البلاد أصبحت نادرة، فليفِيت، على سبيل المثال، غالبًا ما تظهر بصفتها المتحدثة باسم البيت الأبيض من مسافة ثابتة أمام الكاميرا، في صورة مدروسة بعناية أمام الجمهور الأمريكي.

التقط المصوّر الصحافي كريستوفر أندرسون هذه الصور لترافق تحقيقًا موسعًا من جزأين أعدّه الصحافي كريس ويبل، استند إلى عام كامل من المقابلات الصريحة مع سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض. وتنوّعت بورتريهات أندرسون بين لقطات رسمية بعيدة وأخرى مباشرة وصادمة، تكاد تكون مزعجة. وفي ظل هيمنة فرق العلاقات العامة وصناعة الصورة بعناية فائقة، يطرح السؤال نفسه: كيف وصلت هذه الصور إلى النشر؟
قد يبدو الأمر غير مألوف، لكن أندرسون يمارس هذا الأسلوب منذ أكثر من عقدين، مستخدمًا عدسته لكشف واجهة السياسة والمسرح السياسي عبر إدارات متعددة.

بدأ أندرسون مسيرته مع وكالة "ماغنوم فوتوز" كمصوّر صراعات، لكن بورتريهاته السياسية لفتت الأنظار في أواخر العقد الأول من الألفية، حين ملأت صوره القاسية بالأبيض والأسود صفحات "نيويورك تايمز" بلا تجميل، مظهرة كل العيوب والتفاصيل.
عاد أندرسون في كتابه "ستامب" الصادر العام 2014، إلى هذه الصور بشكل أكثر حيادًا، مقدمًا بورتريهات لشخصيات مثل مِت رومني، وباراك أوباما، وكريس كريستي، وجو بايدن، وكوندوليزا رايس، من دون نصوص مرافقة أو إشارات إلى انتماءاتهم السياسية. ووصفت وكالة "ماغنوم" هذه الصور بأنها "أيقونات بالأشعة السينية"، أي صور تحاول كشف ما وراء المظهر الرسمي للسياسة الأميركية. وظلّ هذا الأسلوب، سواء بالأبيض والأسود أو بالألوان، سمة أساسية في مسيرته الفوتوغرافية.
ولاقى أسلوب أندرسون القاسي مع ضوء الفلاش العالي، الذي لا يخفّي العيوب أو يجمّل الملامح، ترحيبًا واسعًا من محرري الصور خلال العقد الثاني من الألفية، في وقت كانت فيه الساحة السياسية تزداد درامية.

وحرصت مؤسسات إعلامية كبرى مثل "نيويورك تايمز"، و"نيويورك ماغازين"، و"تايم" على نشر بورتريهاته لشخصيات سياسية غير مصقولة، إلى جانب أعمال زملائه، مثل صور مارك بيترسون الغارقة في الظلال لسارة بالين تمسك بالميكروفون بنبرة حادة، أو لهيلاري كلينتون بنظرة فارغة وإصبع على شفتيها.
لم يقتصر هذا الأسلوب على الحملات الانتخابية، بل امتد إلى مواضيع بعيدة عن السياسة مثل الموضة، والمناسبات الاجتماعية، وحتى عروض الكلاب. وقد أكد أندرسون أنه يوجّه عدسته إلى الجميع بالمستوى نفسه، بغض النظر عن الانتماء الحزبي، ويتعامل مع الحزبين الرئيسيين بالعين النقدية نفسها، وإن خرجت بعض الشخصيات من أمام عدسته بأضرار أقل من غيرها.
إنّ هدف أندرسون ليس التقاط صور "غير جميلة" عمدًا، ويمكن أن يتغير أسلوبه حتى داخل الجلسة نفسها. فالصور التقليدية لسوزي وايلز ومن معها، ضمن تقرير "فانيتي فير"، مرّت من دون ضجة.

وبصفته مصوّرًا صحفيًا، لا يتحكم أندرسون في كيفية تقديم الشخصيات لأنفسهم، أو خبراء التجميل، أو توقيت أي إجراءات تجميلية. بخلاف المصور التجاري الذي قد يزيل كل عيب، فمهمته الأساسية هي الكشف، لا الإخفاء.
تصدّر تقرير "فانيتي فير" حديث واشنطن، من تصريحات وايلز عن الرئيس ووصفه بـ"شخصية مدمن كحول"، إلى كشفها ضغوطه لتغيير النظام في فنزويلا. ويبدو الحوار والصور متناقضان مع إدارة فضّلت الإعلام "الصديق" وقيّدت وصول بعض المؤسسات التقليدية للبيت الأبيض والبنتاغون، ومع ذلك لم تتوقف عن التواصل مع وسائل إعلام كبرى، في رقصة مستمرة بين مهاجمة الإعلام والسعي إلى شرعيته.
كما مارس ترامب ضغوطًا على الصور واللوحات التي اعتبرها غير منصفة، مثل غلاف حديث لمجلة تايم أظهر الشمس تتخلل شعره الخفيف، ولوحة فنية في مبنى الكابيتول بولاية كولورادو لم تُجسّد ملامحه بدقة. وبعد أسبوع، أصدرت "تايم" غلافًا جديدًا بصورة لترامب أرضته. لكن هذا الأمر يُمثل سابقة خطيرة، إذ يبيّن كيف يمكن لإدارة رئاسية التأثير على الصور التي لا تعجبها، بينما يجب على الجمهور أن يرى الحقيقة خلف المظاهر.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير



