الأحد 28 ديسمبر 2025 05:17 مساءً في عام 2025، واصلت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ترسيخ دورها المحوري في قيادة مسيرة التحول الرقمي بدولة قطر، محققةً عامًا استثنائيًا حافلًا بالإنجازات النوعية التي عكست التزام الدولة بتنفيذ رؤيتها الوطنية، وتعزيز جاهزيتها الرقمية، وتكريس مكانتها كمركز إقليمي ودولي رائد في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
وشهد العام تطورًا ملحوظًا في منظومة التحول الرقمي الوطني، حيث أسهمت المبادرات والسياسات التي قادتها الوزارة في إحداث نقلة نوعية على مستوى العمل الحكومي، وتحسين جودة الخدمات، ورفع كفاءة الأداء المؤسسي، بما يتماشى مع أولويات التنمية المستدامة وأفضل الممارسات العالمية. وجاء هذا التقدم نتيجة نهج استراتيجي متكامل يوازن بين التطوير التقني، وبناء القدرات البشرية، وتعزيز الأطر التنظيمية، وتوسيع الشراكات الدولية.
أهداف استراتيجية واضحة ومتكاملة
وانطلقت إنجازات الوزارة خلال 2025 من أهداف استراتيجية محكمة، ركزت في مقدمتها على دعم التحول الرقمي الآمن والمستدام في الجهات الحكومية، بما يضمن حماية البيانات، واستمرارية الخدمات، ورفع مستوى الثقة الرقمية. كما أولت الوزارة أهمية كبرى للاستثمار في رأس المال البشري الرقمي، من خلال بناء القدرات الوطنية، وتأهيل الكوادر القطرية، وتمكينها من قيادة المستقبل الرقمي بثقة وكفاءة.
وفي هذا السياق، عملت الوزارة على تعزيز موقع دولة قطر كمركز إقليمي ودولي للابتكار الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة، عبر مواءمة السياسات الرقمية الوطنية مع المعايير الدولية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي كأداة فاعلة لتحسين كفاءة العمل الحكومي وجودة الخدمات المقدمة للجمهور، بما يواكب التحولات العالمية المتسارعة في هذا المجال.
اعتراف دولي بالريادة القطرية
وحظيت جهود دولة قطر في مجال التحول الرقمي باعتراف دولي بارز، تمثل في اعتماد الأجندة الرقمية 2030 كإحدى أفضل الممارسات العالمية للتحول الرقمي لدى الأمم المتحدة، وهو إنجاز يعكس نضج التجربة القطرية وريادتها في هذا المجال. كما جرى نشر الأجندة الرقمية 2030 على الموقع الرسمي للأمم المتحدة كنموذج يُحتذى به للدول الساعية إلى تطوير منظوماتها الرقمية، بما يعزز الحضور الدولي لدولة قطر ويؤكد مكانتها في صياغة مستقبل التحول الرقمي عالميًا.
«جوائز تعكس التميز المؤسسي»
وعلى الصعيدين المحلي والإقليمي، حصدت الوزارة خلال عام 2025 سلسلة من الجوائز المرموقة، أبرزها الجائزة العربية للاقتصاد الرقمي ضمن فئة السياسات الوطنية الرقمية، تقديرًا للدور الريادي الذي تضطلع به دولة قطر في صياغة وتطبيق سياسات رقمية متقدمة وشاملة. كما حصلت الوزارة على ثلاث جوائز في مجالات التحول الرقمي ضمن فئات جائزة الحكومة الرقمية لدول مجلس التعاون الخليجي، التي استضافتها دولة الكويت عام 2025.
وفي إطار دعم الابتكار والتميز في القطاع الرقمي، شهدت الدوحة تكريم 15 فائزًا ضمن 13 فئة مختلفة في النسخة التاسعة من جائزة قطر للأعمال الرقمية، احتفاءً بالمبادرات والمشروعات الرائدة في مجال التكنولوجيا، وتشجيعًا للقطاعين الحكومي والخاص على مواصلة الابتكار.
فعاليات دولية تعزز الحضور العالمي
وشكل عام 2025 محطة بارزة في استضافة وتنظيم الفعاليات الدولية الكبرى، حيث استضافت دولة قطر لأول مرة مؤتمر MWC25 الدوحة، ليكون أول انعقاد له في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما عزز مكانة الدولة على خريطة المؤتمرات العالمية المتخصصة في الاتصالات والتكنولوجيا.
كما نظمت الوزارة النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي “قطر 2025”، والتي جمعت نخبة من صناع القرار والخبراء والمبتكرين من مختلف دول العالم، وأسهمت في تعزيز الحوار الدولي حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته. وفي خطوة غير مسبوقة، أطلقت قطر أول مسابقة هاكاثون دولية للحوسبة الكمية، تأكيدًا على توجهها نحو التقنيات المستقبلية المتقدمة.
شراكات واستراتيجيات داعمة للتحول
وعلى مستوى السياسات والاستراتيجيات، أطلقت الوزارة تقرير مؤشر الشمولية الرقمية 2024، الذي يهدف إلى قياس مدى شمول الخدمات الرقمية ووصولها إلى مختلف فئات المجتمع. كما جرى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتوثيق الرقمي وخدمات الثقة، بما يعزز البنية التحتية للهوية الرقمية والمعاملات الإلكترونية الآمنة.
وشهد العام أيضًا إطلاق البرنامج الحكومي للذكاء الاصطناعي، إلى جانب إرساء شراكات عالمية ومحلية فاعلة لدعم تبني استخدامات الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية، وتسريع وتيرة التحول نحو حكومة ذكية قائمة على البيانات والتقنيات المتقدمة.
تطوير الكفاءات الرقمية
وفي مجال تطوير الكفاءات، حققت الوزارة إنجازًا لافتًا بتخريج الدفعة الأولى من برنامج تبني مايكروسوفت كوبايلوت، الذي أسهم في إحداث تحول ملموس في بيئة العمل الحكومي. وبلغ عدد المستخدمين النشطين للمنصة نحو 9,000 مستخدم يوميًا، فيما جرى تنفيذ 1.7 مليون مهمة عبر “كوبايلوت”، ما أدى إلى توفير نحو 240 ألف ساعة عمل، ورفع كفاءة الأداء بنسبة اعتماد وصلت إلى 62% بين المستخدمين المستهدفين.
نحو مستقبل رقمي واعد
وتؤكد هذه الإنجازات مجتمعة أن عام 2025 شكّل محطة مفصلية في مسيرة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عكست خلالها رؤية دولة قطر الطموحة لبناء اقتصاد رقمي متقدم، وحكومة ذكية، ومجتمع معرفي قادر على المنافسة إقليميًا وعالميًا، لترسخ بذلك أسس مستقبل رقمي مستدام يقوده الابتكار وتدعمه الكفاءات الوطنية.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




