اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 06:15 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أخذت فيا أربوليدا خطوةً إلى الوراء لتتأمل شجرة عيد الميلاد المتلألئة التي ترتفع مترين تقريبًا في غرفة معيشتها.
مع أنّ أوراق أشجار الـ"نارا" على أرصفة مانيلا لم تكن قد تساقطت بعد، إلا أنّ أربوليدا كانت بين العديد من الفلبينيين الذين بدأوا في إخراج زينة عيد الميلاد استعدادًا لـ25 ديسمبر/كانون الأول.
في سبتمبر/أيلول، بدأت الزينة الملونة بالظهور على طول مسارها نحو العمل، ما رفع معنوياتها خلال موسم الأمطار.
وقالت أربوليدا البالغة من العمر 27 عامًا، والمتخصصة في مجال الإعلانات من مانيلا، لـCNN: "نحن نؤمن بأنّه كلما كان الاحتفال أكبر، كلما كان ذلك أفضل".

تتمتع الفلبين بأطول فترة احتفالات خاصة بعيد الميلاد في العالم، فهي تمتد من سبتمبر/أيلول إلى يناير/كانون الثاني.
ومع اقتراب نهاية الصيف، تتزين مراكز التسوق بالزينة احتفالاً بموسم الأعياد.
لكنّك لن ترى مشاهد مغطاة بالثلوج كما يحصل في الدول الغربية، إذ يصل متوسط درجات الحرارة في مانيلا خلال ديسمبر/كانون الأول إلى 28 درجة مئوية، وفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الفلبينية "Pagasa".

ومع استعداد العائلات لتجمعاتها السنوية في الأعياد، يبدأ الأقارب بتنسيق الأطباق التي سيحضرونها للولائم الجماعية، وطباعة قمصان تذكارية خاصة بهذه المناسبة.
سيحمل قميص عائلة أربوليدا عبارة "حفل لم شمل عائلة أربوليدا للعام 2025".
هذا التجمع مميز جدًا لكثير من الأشخاص، فبحسب منظمة العمل الدولية، يعمل نحو 10% من القوى العاملة في الفلبين خارج البلاد، لتوفّر رواتب أعلى ومزايا أفضل في الخارج.
يرسل هؤلاء العمال تحويلات مالية تُعزّز معيشة عائلاتهم في الفلبين، مساهمين بنسبة 9% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وأوضحت أربوليدا: "يعود بعض الأقارب إلى الوطن مرة واحدة في السنة للاحتفال بعيد الميلاد، فيما يتمكن آخرون من الزيارة مرة فقط كل عشر سنوات. إنّه حدث مهم، لذا نستعد لتناول الطعام والاحتفال حتى تمتلئ بطوننا".

تشمل الأطباق التقليدية المقدَّمة في هذه المناسبة يخنة "كالديريتا" المصنوعة من لحم الماعز، والبطاطا، والجزر، والزيتون، والبازلاء، إضافةً للنسخة الفلبينية لمعكرونة السباغيتي.
وعلى خلاف الطبق الإيطالي، تُصنع هذه النسخة بصلصة طماطم مُحلاة بصلصة كاتشب الموز، والسكر البني، والنقانق.
وقالت أربوليدا: "لا بدّ من وجود الأرز على المائدة، أمّا التحلية، فغالبًا ما تكون عبارة عن سلطة فاكهة مصنوعة بالحليب المكثَّف والقشدة".
وتُستأجر أجهزة الـ"كاريوكي" للغناء بشكلٍ جماعي خلال احتفالات عيد الميلاد.
وأكّدت أربوليدا: "الفلبينيون يعشقون الغناء. يمسك الأعمام والعمات الميكروفون بعد احتساء مشروب، ويغني الصغار أمام الأجداد ويحصلون على هدايا نقدية موضوعة داخل ظروف".
كما تُشغّل موسيقى تحمل روح موسم عيد الميلاد في محلات السوبر ماركت والأماكن العامة.
وبحلول نوفمبر/تشرين الثاني، يُقيم حي "BGC" الراقي في مانيلا عرضًا أسبوعيًا للألعاب النارية يجذب العائلات من جميع أنحاء المدينة لمشاهدة السماء تتلألأ، بينما تنضم العلامات التجارية الكبرى إلى الاحتفالات بتزيين أشجار عيد الميلاد بطرقٍ مميزة.
وفي مركز تسوّق "SM Mall of Asia" الأكبر في البلاد، تتخذ الاحتفالات طابعًا مسرحيًا.
استُلهم موضوع هذا العام من فيلم "Wicked: For Good" الجديد، فتزيّنت الممرات باللون الوردي الذي يُمثل شخصية "غليندا"، واللون الأخضر الذي يُمثل شخصية "إلفابا"، بينما استوحيت شجرة عيد الميلاد من مدينة الزمرد.
تُمثل هذه المراكز التجارية ذات الطابع الخاص ذكرى طفولة مميزة لميشيل نيري، البالغة من العمر 26 عامًا، التي نشأت وتلقت تعليمها في مانيلا، مسقط رأس والديها.
قد يهمك أيضاً
تتفوق نيري على أربوليدا عندما يأتي الأمر لبدء موسم الأعياد مبكرًا، لأنّها تُبقي شجرة عيد الميلاد الخاصة بها منصوبة طوال العام تكريمًا لتقليد عائلي فلبيني.
وقالت موضحةً لـCNN: "خلال نشأتي، كانت والدتي تُبقي الزينة معلقة طوال العام، لدرجة أنّ قضبان السلالم كانت تبقى مغطاة بالأكاليل".
وأضافت: "كانت (أمي) تُبقي الشجرة مُزينة. لكنني أقوم بإزالة الزينة، بينما تظل شجرتي مُرتبة ومنتصبة".
عادت نيري، وهي محلِّلة تقنية تعمل في كاليفورنيا، إلى مانيلا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وكان هدفها الوحيد، إلى جانب الالتقاء بالأصدقاء، زيارة جميع مراكز التسوق المزينة بأبهى حلل عيد الميلاد.
وقالت: "عيد الميلاد هنا لا يضاهي أي مكان آخر. إنّه أشبه بمدينة ديزني لاند".
الجذور الدينيةيرتبط عيد الميلاد في الفلبين ارتباطًا وثيقًا بالمسيحية، التي تُحيي ذكرى ميلاد المسيح في 25 ديسمبر/كانون الأول.
ووفقًا للتعداد السكاني في البلاد للعام 2020، أبلغ نحو 80% من السكان، أي أكثر من 85 مليون نسمة، أنّهم من الروم الكاثوليك.
ويُقام القداس الإلهي على نطاقٍ واسع في 24، و25، و31 ديسمبر/كانون الأول، إضافةً للأول من يناير/كانون الثاني.
يمثل قداس ليلة عيد الميلاد ذروة "قداس الليل"، أو "سيمبانغ غابي"، وهو تقليد يستمر لتسعة أيام، يبدأ في 16 ديسمبر/كانون الأول بصلوات يومية قبل الفجر تنطلق عند الساعة 2:30 صباحًا.
بعد القداس، يتسنى لك تناول أطعمة عيد ميلاد غير مألوفة لكن شهية، بحسب أربوليدا، مثل كعك "بيبينكا" المُقدم مع البيض المملح، وحلوى بنفسجية اللون تُدعى "بوتو بومبونغ" مصنوعة من الأرز اللزج، وتُقدَّم مع جوز الهند المبشور، وسكر "مسكوفادو"، والكثير من الزبدة.
تعتنق كلا من نيري وأربوليدا الجانب الروحي والاحتفالي للموسم.
وأكّدت نيري: "يرغب الفلبينيون بالاحتفال بكل شيء. نحن شعب سعيد فحسب".
قد يهمك أيضاً
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




