اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 08:03 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما يُفتتح مركز أوباما الرئاسي في جنوب مدينة شيكاغو الأمريكية في فصل الربيع، ستساهم سلسلة من الأعمال الفنية التي أنشأها بعض أبرز الفنانين المعاصرين في الولايات المتحدة بتحديد طابع هذا المجمع الثقافي والمدني، الذي يمتد على مساحة تتجاوز 80 ألف متر مربع.
يُعتبَر عمل الفنان الأمريكي ثيستر غيتس آخر هذه المشاريع المُعلنة، وسيكون عبارة عن لوحة ضخمة تحتفي بالحياة السوداء، مع تكريم خاص للنساء ذوات البشرة الداكنة، ويُستوحى العمل من أرشيفين فوتوغرافيين كبيرين يحتويان على صور قديمة منشورة في مجلتي إيبوني وجت.
سيتكون العمل الفني الطويل من جزأين، وسيتم طباعة الصور على سبائك الألومنيوم، ليُعلّق داخل مبنى المنتدى في المركز. ويقع هذا العمل في البهو الذي سيستضيف الفعاليات العامة، والمسمى باسم "هاديا بندلتون"، الفتاة التي شاركت في موكب تنصيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمرة الثانية وتوفيّت نتيجة العنف المسلّح بعد أيام قليلة، في العام 2013.

وسيتمكن المارة على طول شارع ستوني آيلاند من رؤية العمل، وهو شارع يقع في الجهة الجنوبية من المدينة ويحمل تاريخًا ثقافيًا غنيًا، كما يضم أيضًا معرض الفنان غيتس ومساحة أرشيفية باسم Stony Island Arts Bank.
على مدى نحو عقد من الزمن، كان الفنان المولود في شيكاغو ثيستر غيتس القائم على رعاية الصور والدوريات الصادرة عن شركة جونسون للنشر، وهي شركة إعلامية مملوكة للسود أفلست لاحقًا، وكانت وراء مجلتي "إيبوني" و"جت"، والتي باعت أصولها في العام 2016. بدأت المجلتان كمصادر أساسية للأخبار والثقافة البصرية والجمال والأناقة لدى الأمريكيين ذوي البشرة الداكنة بعد الحرب العالمية الثانية، وقد عزّزتا كرامة وحياة المجتمع الأسود، بحسب الفنّان الأمريكي.
عاد غيتس باستمرار إلى أرشيف الشركة في أعماله الفنية، ضمنًا أحدث معارضه المزدوجة في متحف "سمارت" للفن (المستمر حتى فبراير/شباط) ومعرض "غراي شيكاغو". في مركز أوباما، اختار حوالي 20 صورة من الأرشيف، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية لهوارد سيمونز، المصوّر والصحفي الذي التقى به غيتس قبل نحو ثلاث سنوات.

وقال غيتس عن أعماله الجديدة: "عندما أُتيحت لي هذه الفرصة للتفكير في ما يمكنني تقديمه، أدركت أن الأرشيف، أي الطموح الصحفي والفني للمبدعين من ذوي البشرة السوداء في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، يمثل فترة لا مثيل لها"، مضيفًا: "كان الناس يلتقطون الصور ليس من أجل المال، بل للحفاظ على الثقافة ونقل قصة الثقافة".
ويعيد غيتس وضع هذه الصور في سياق العمل الفني الأكبر، مع اللعب بالحجم والمواد، لأنها "ليست مجرد قطع تاريخية؛ بل هي الصور الأساسية التي تشكّل الحياة السوداء".
بالنسبة لغيتس، الذي يعمل عبر تخصصات فنية عدة، كان التكليف فرصة لتطوير عمله كحافظ للمجموعات الثقافية، التي تشمل، بالإضافة إلى أرشيف شركة جونسون للنشر، 60 ألف شريحة زجاجية تغطي التاريخ الفني والمعماري من جامعة شيكاغو، ومجموعته الشخصية من ألبومات الفينيل للموسيقار الراحل فرانكي نكلز، و4,000 قطعة من "نيغروبليا"، أشياء تحمل إساءة للأشخاص ذوي البشرة الداكنة، جمعها عضو مجلس أمناء متحف شيكاغو إدوارد ج. ويليامز وزوجته آنا لإزالتها من التداول العام.
وقال غيتس: "أحاول إيجاد طرق للفن لا ترتبط ببيع المنتجات في السوق. العمل في الأرشيفات يشبه دور المؤرخ غير الرسمي. علينا الحفاظ على الحقائق التاريخية حية حتى لا تُقوّضها الأكاذيب المنتشرة اليوم، فتذكير الناس بأن السود قاموا بأشياء عظيمة منذ زمن طويل هو جزء من عملي".
الفن وسيلة تواصل عظيمةأشارت فيرجينيا شور، أمينة لجنة تكليفات الفن في المركز، إلى أن استخدام غيتس للصور يبرز قوة وإمكانات الحداثة السوداء، لا سيما في شيكاغو. وأضافت أنّ الرئيس السابق كان مشاركًا بشكل كبير في اختيار كل فنان ومناقشة الأعمال الفنية.
وفي أيلول /سبتمبر الماضي، أعلن المركز مشاركة فنانين مشهورين مثل نيك كايف، وجيني هولزر، وكيكي سميث، من بين سبعة آخرين. وفي وقت سابق، كشف المركز عن أن الرسامة جولي مهرِتو ستعمل على الزجاج لأول مرة لإنشاء نافذة يبلغ ارتفاعها نحو 25 مترًا، مكوّنة من 35 لوحة تجريدية مطلية.
قالت لويز برنارد، مديرة متحف مركز أوباما الرئاسي: "خلال إدارة الرئيس أوباما، رأينا أن الفن والفنانين كان لهم أهمية كبيرة بالنسبة للثنائي أوباما ورسالتهما. الفن هو وسيلة مثالية للتواصل، تجمع الناس وتحفزهم على التفكير بأفكار جديدة ومبتكرة. لذلك نحن نبني مركزًا رئاسيًا فريدًا من نوعه، حيث يتم تفعيل الموقع بالكامل من خلال الفن".
تحتفل الأعمال الفنية المكلفة بمجموعة متنوعة ومرموقة من الفنانين الأمريكيين، الذين يكرّمون النسيج الثقافي والتاريخي للولايات المتحدة خلال فترة عصيبة للفنون، خاصة للفنانين الملونين والمؤسسات الداعمة لهم خلال إدارة ترامب الثانية.
وختمت برنارد بالقول: "نطلب من جميع الزوار الذين سيأتون إلى المركز أن يروا أنفسهم كصانعي تغيير".
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير


