اخبار العرب -كندا 24: الأحد 14 ديسمبر 2025 07:27 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يشبه حيوان الـ"بيتونغ" كثيف الذيل كنغرًا مصغّرًا، ولديه بالمثل جراب يحتفظ فيه بصغيره.
لكن لا تدع مظهره اللطيف يخدعك، فهذا الحيوان الصغير ليس بريئًا كما يبدو، فعندما يهدده مفترس، يقوم هذا الحيوان بقذف صغيره من جرابه ومن ثمّ الفقز بعيدًا للهروب.
وقد تبدو التضحية بصغيرك أمرًا وحشيًا، لكنها استراتيجية بقاء أساسية لكائنٍ كان حتى وقتٍ قريب، منقرضًا في شبه جزيرة يورك بجنوب أستراليا.
كان الـ"بيتونغ" منتشرًا عبر مساحة تتجاوز 60% من البر الرئيسي لأستراليا.
ولكن جلب الاستعمار الأوروبي معه قططًا وثعالب مفترسة، كما أنّه أدّى إلى تدمير معظم موائل الحيوان الطبيعية من الأراضي العشبية والغابات.

وبين عامي 1999 و2010، انخفضت أعداد هذا النوع بنسبة 90%، وأشارت بعض الأبحاث إلى أنه قد يكون ناجمًا عن انتشار طفيليات الدم، إلى جانب عوامل أخرى.
اليوم، يقتصر وجوده على بضعة جزر ومناطق برية معزولة في جنوب غرب أستراليا.
مبادرة "مارنا بانجارا"قال مدير مشروع "مارنا بانجارا"، وهي مبادرة مخصصة لاستعادة التنوع البيئي التاريخي لشبه جزيرة يورك، ديريك ساندو:"نحن في مهمة لإعادة بعض هذه الأنواع المحلية التي اختفت من بيئتنا منذ الاستعمار الأوروبي".
وتم إطلاق المشروع، الذي كان يُعرف سابقًا باسم "Great Southern Ark"، في عام 2019، وأُعيدت تسميته لتكريم شعب "نارونجا" الأصلي في المنطقة، والذين يساهمون في المبادرة بشكلٍ كبير.
ووضع الفريق في البداية سياجًا بطول 25 كيلومترًا للتحكم في المفترسات عبر الجزء الضيق من شبه الجزيرة، لإنشاء ملاذ آمن بمساحة 150 ألف هكتار لأول نوع يتم إعادته، أي الـ"بيتونغ" كثيف الذيل، والمعروف باسم "يالجيري" لدى شعب "نارونجا".
وأوضح ساندو: "قمنا بحدّ أثر الثعالب والقطط إلى مستوى يسمح بإعادة توطين اليالجيري، وتمكينها من العثور على الملجأ، والغذاء، والنجاة".

بين عامي 2021 و2023، أَدخل الفريق 200 حيوان "بيتونغ" تقريبًا إلى المنطقة المحمية.
مهندسو النظام البيئي
تتغذى حيوانات الـ"بيتونغ" على البصيلات، والبذور، والحشرات، لكن مصدر طعامه الأساسي هو الفطريات الموجودة تحت الأرض، التي يعثر عليها بالحفر.
وقال ساندو إنّ هذه الحيوانات أشبه بـ"بستانيي الطبيعة الصغار، فيمكن لفرد واحد قلب ما بين طنين إلى 6 أطنان من التربة سنويًا".
لهذا السبب، كان الحيوان من أولى الأنواع التي أُعيد إدخالها إلى المنطقة، فيساعد الحفر الذي يقوم به على تهوية التربة، وتحسين ترشيح المياه، ومساعدة الشتلات على النمو، ما يفيد الأنواع الأخرى في النظام البيئي.

وحتى الآن، يبدو أن برنامج إعادة التوطين تجاوز التوقعات، وفقًا لساندو.
تبيَّن أنّ نحو 40% من الأفراد الذين التُقِطوا كجزءٍ من مسح حديث كانوا من نسل المجموعة التي أُدخلت للمنطقة في الأصل.
قد يهمك أيضاً
وعُثِر على صِغار في جيوب 22 من الإناث (من بين 26). ويعني هذا أنّ الحيوانات "تتكاثر وهي بصحة جيدة".
وإذا سارت الأمور بحسب الخطة، يأمل الفريق في إعادة المزيد من الأنواع المنقرضة محليًا خلال السنوات القادمة، بما في ذلك جرابيات أخرى.
يصرّ ساندو على أن تحسين النظام البيئي من خلال إعادة توطين الأنواع والتحكم في المفترسات يمكن أن ينعكس إيجابًا على صناعات مثل السياحة.
وأوضح: "يمكنه أن يفيد الأعمال التجارية والزراعة المحلية، بالإضافة إلى توفير فوائد متعلقة بالحفاظ على الطبيعة".
قد يهمك أيضاً
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير



