الأحد 14 ديسمبر 2025 05:28 مساءً في ظل الأجواء الكروية الحماسية التي تعيشها المنطقة العربية، ومع توالي المباريات المثيرة في بطولة كأس العرب، تتجه الأنظار إلى التحليلات الفنية والتكتيكية التي تواكب هذا الحدث الرياضي الكبير..البطولة، التي تقام وسط تنظيم استثنائي واستضافة متميزة، لا تقتصر على التنافس داخل المستطيل الأخضر فحسب، بل تعكس أيضًا تطور البنية التحتية الرياضية في الدول العربية، ومدى شغف الجماهير بكرة القدم.
ولأن الحديث عن كرة القدم لا يكتمل دون الاستماع إلى آراء أهل الخبرة، كان لنا هذا اللقاء الخاص مع المدرب القطري القدير عبدالله مبارك، أحد أبرز الأسماء في الساحة التدريبية الخليجية، وصاحب البصمة الواضحة في تطوير عدد من الفرق القطرية. في هذا الحوار، يفتح لنا الكابتن عبدالله مبارك رؤيته الفنية حول مجريات البطولة، ويحلل أداء المنتخبات المشاركة، كما يتحدث عن التنظيم العربي للبطولة، ودور الجمهور في إنجاح الحدث.
من تقييمه لحظوظ المنتخبات في الوصول إلى منصة التتويج، إلى رصده للمفاجآت التي قلبت موازين التوقعات، يقدم لنا المدرب عبدالله مبارك قراءة فنية معمقة، لا تخلو من الواقعية والحنكة التي اكتسبها عبر سنوات طويلة من العمل الميداني. كما يتطرق إلى أهمية مثل هذه البطولات في تعزيز التلاحم العربي، وتطوير مستوى اللعبة في المنطقة.
في السطور التالية، نأخذكم في جولة تحليلية مع مدرب يعرف جيدًا خبايا الكرة العربية، ويضع يده على نبض البطولة بكل تفاصيلها.
الحوار مع المدرب عبدالله مبارك يعكس نضجًا فنيًا ورؤية شاملة لمستقبل الكرة العربية. البطولة العربية لم تكن مجرد منافسة رياضية، بل منصة للتقارب الثقافي، والتأكيد على أن الكرة العربية قادرة على أن تكون في الواجهة إذا ما توفرت لها البيئة المناسبة…
*بداية كابتن عبدالله، كيف ترى النسخة الحالية من البطولة العربية؟
-أعتقد أننا أمام واحدة من أقوى النسخ على الإطلاق. البطولة هذا العام تشهد تنافسًا عاليًا من حيث المستوى الفني، والمنتخبات جاءت مستعدة بشكل جيد…هناك تطور واضح في الأداء الجماعي والانضباط التكتيكي، وهذا يعكس مدى تطور الكرة العربية في السنوات الأخيرة.
*كيف تقيم التنظيم القطري للبطولة؟
-ربما تعتبر شهادتي مجروحة لكن التنظيم كان أكثر من رائع… قطر أثبتت مجددًا أنها قادرة على استضافة أكبر الأحداث الرياضية بأعلى المعايير... الملاعب، المرافق، النقل، وحتى التفاصيل الصغيرة مثل تجربة الجماهير، كلها كانت على أعلى مستوى... وهذا ليس بغريب على قطر، خاصة بعد النجاح الكبير في تنظيم كأس العالم 2022.
*ما رأيك في الحضور الجماهيري؟ وهل ترى أنه كان له تأثير على أداء المنتخبات؟
_ بالتأكيد. الجمهور هو اللاعب رقم 12، ووجوده بهذه الكثافة والحماس أعطى البطولة طابعًا خاصًا.. شاهدنا مدرجات ممتلئة، وهتافات لا تتوقف، وهذا يرفع من معنويات اللاعبين ويزيد من حدة التنافس. الجمهور العربي يعشق كرة القدم، وهذه البطولة كانت فرصة رائعة ليُظهر هذا الحب.
*من وجهة نظرك، من هو المنتخب الأقرب للتتويج باللقب؟
- من الصعب التنبؤ، لأن البطولة مليئة بالمفاجآت، لكن إذا نظرنا إلى الأداء حتى الآن، نجد أن منتخبات مثل المغرب والسعودية والإمارات والأردن قدمت مستويات مميزة. المغرب تحديدًا يمتلك مجموعة متجانسة من اللاعبين، معظمهم محترفون في أوروبا والخليج، ولديهم خبرة كبيرة في البطولات الكبرى. السعودية أيضًا أثبتت أنها قادرة على المنافسة، خاصة مع وجود عناصر شابة ومدرب يعرف كيف يوظف إمكانياتهم.
*هل هناك منتخبات فاجأتك بمستواها؟
- نعم، هناك أكثر من منتخب قدم أداءً يفوق التوقعات…. المنتخب الفلسطيني مثلًا كان مفاجأة سارة، بروح قتالية وتنظيم دفاعي مميز. كذلك المنتخب السوري أظهر تطورًا لافتًا، ونجح في إحراج خصومه... هذه المفاجآت تعكس أن الفوارق بدأت تضيق بين المنتخبات، وأن العمل القاعدي بدأ يؤتي ثماره.
*من هو اللاعب الذي لفت انتباهك حتى الآن؟
- هناك أكثر من اسم، لكن اللاعب السعودي سالم الدوسري قدم أداءً رائعًا، وأظهر نضجًا كبيرًا في وسط الملعب... أيضًا الأردني يزن النعيمات ك عاد بقوة، وسجل أهدافًا حاسمة… وحزين لغيابه بالاصابة وأتمنى عودته سريعا..لا ننسى كذلك الحارس السوري هدايا، الذي كان له دور كبير في تأهل منتخب بلاده.
*كيف ترى تأثير هذه البطولة على مستقبل الكرة العربية؟
- البطولة تمثل منصة مثالية لاكتشاف المواهب وصقلها. كما أنها تمنح اللاعبين فرصة للاحتكاك بمستويات مختلفة، وتزيد من خبراتهم…على المستوى الإداري، التنظيم الناجح يعزز من ثقة الاتحادات العربية في قدرتها على استضافة بطولات أكبر... أعتقد أن هذه البطولة ستترك أثرًا إيجابيًا طويل الأمد.
*تجاوز المليون في الحضور الجماهيري ؟
-فخورون بكل تأكيد بهذا الإنجاز بعد ان شهدت النسخة الحالية لبطولة كأس العرب المقامة في العاصمة القطرية الدوحة نجاحاً كبيراً على صعيد الحضور الجماهيري، وكسرت البطولة حتى الآن حاجز المليون مشجع خلال مباريات مرحلة المجموعات، وتبقت إحصاءات الأدوار النهائية، وختام البطولة يوم 18 ديسمبر …الذي يتوقع معه أن يرتفع الرقم إلى أكبر من ذلك بكثير.
*هل تعتقد أن البطولة تحتاج إلى تطوير في بعض الجوانب؟
-لا يوجد عمل كامل، دائمًا هناك مجال للتحسين... ربما يمكن التفكير في زيادة عدد المنتخبات المشاركة، أو إدخال تقنيات تحليل الأداء بشكل أوسع. أيضًا، يمكن تعزيز التغطية الإعلامية بلغات متعددة للوصول إلى جمهور أوسع خاصة بعد النجاح الكبير في التغطية الإعلامية.
*كلمة أخيرة توجهها للجمهور العربي؟
-أشكر كل الجماهير التي حضرت وآزرت منتخباتها، سواء من داخل الملاعب أو خلف الشاشات. أنتم روح البطولة، وبدونكم لا طعم للمنافسة…أتمنى أن تستمر هذه الروح، وأن نرى مزيدًا من البطولات العربية بهذا الزخم والحماس… خاصةً بعد تجاوز المليون في عدد الجمهور الذي حضر.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




