اخبار العرب -كندا 24: الاثنين 8 ديسمبر 2025 10:52 صباحاً رحلة أثرية متفردة يقدمها «المعرض الدوري لآثار دول الخليج العربية»، الذي فتح أبوابه بمدينة الرياض، ويتيح استكشاف تطور حياة الإنسان في الخليج العربي، ويقدم من خلال أروقته الزاخرة بالمعروضات النادرة والقطع الثمينة، مشهداً ثقافياً مشتركاً يجمع حضارات الخليج العربي عبر العصور المختلفة.
ويتناول المعرض، الذي تشارك فيه الجهات المعنية بالآثار والمتاحف في دول «مجلس التعاون الخليجي»، مسيرة الإنسان بالمنطقة خلال حقب زمنية متعاقبة؛ تبدأ من العصور الحجرية، وقدرته على التكيّف مع بيئته، ثم التحولات الحضارية في الألف السادس ما قبل الميلاد، فالنهضة التي شهدتها الألفية الثالثة ما قبل الميلاد مع اكتشاف المعادن، وصولاً إلى فترة ما قبل الإسلام، وما مثّلته من تحولات ثقافية واجتماعية واقتصادية مهدت لظهور الإسلام، ودور المنطقة المحوري في العالم الإسلامي.
ويقدم المعرض مجموعة واسعة من القطع الأثرية التي تشمل الأدوات الحجرية والفخارية، والنقوش والكتابات، وأعمال الفنون والعمارة، والحليّ، وأدوات الاستخدام اليومي... إضافة إلى برامج يومية وأنشطة تفاعلية تستخدم تقنيات رقمية ووسائط حديثة تتيح للزوّار تجربة معرفية معاصرة تعيد تمثيل المشاهد التاريخية وتعمّق فهمهم المسار الحضاري للجزيرة العربية.
تجمع شواهد الإنسان في الخليج رحلته التي تمتد آلاف السنين، وتحكي مسيرة حضارية مشتركة صنعت ملامح المنطقة عبر العصور، يسردها المعرض من خلال قاعاته المتنوعة في حقبها ومعروضاتها وموضوعاتها... ففي قاعة العصور الحجرية، يبدأ الزائر رحلته من حقبة ما قبل التاريخ، فيتعرف على بدايات الإنسان بمنطقة الخليج وكيف تفاعل مع بيئته المحيطة، ويكتشف كيف كانت حياة شعوب منطقة الخليج العربي خلال العصور الحجرية، وكذلك الأدوات التي استخدمها الإنسان الأول.
وفي قاعة العصرين البرونزي والحديدي سفرٌ عبر الزمن إلى العصرين البرونزي والحديدي، وشهادة على منطقة الخليج العربي ورحلة تشكّلها، من خلال قطع أثرية من المعادن والفخار تُمثل نشاط التجارة بمنطقة الخليج العربية خلال هذين العصرين، إلى جانب نماذج من الأدوات التي كانت تستخدم في التجارة وتبادل السلع.
وتروي «قاعةُ الألف الأول ما قبل الميلاد إلى فترة ما قبل الإسلام» حكايةً عن تكوّن الممالك العربية الأولى، ومشاركتها في الأنشطة التجارية بالمنطقة، وتقدم معروضات توثّق الأدوات والقطع التي تعود إلى تلك الفترة، وتعكس التبادل التجاري والثقافي مع الحضارات الأخرى. وفي «قاعة العصر الإسلامي» شهادةٌ على رحلة التحول الحضاري التي مرت بها منطقة الخليج العربي خلال العصر الإسلامي، وتحفظ سيرتها قطع أثرية تعكس دور منطقة الخليج العربي في نشر الإسلام، وأبرز التحولات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها مع بزوغ فجر الإسلام ورسالته الخالدة.
تشارك دول الخليج في إبراز خزائنها من الآثار ومعروضاتها من التراث، حيث تُبرز معروضات جناح دولة الكويت في «المعرض الدوري لآثار دول الخليج العربي» مسارَ تطوّر المجتمعات القديمة في دولة الكويت عبر فترات تاريخية متعددة، وذلك عبر عرض مقتنيات أثرية تسلط الضوء على التحوّل الحضاري والاقتصادي في المنطقة.
ويقدّم جناح دولة قطر في المعرض مجموعة من القطع الأثرية التي توضح ملامح التطوّر التاريخي لدولة قطر، وما تعكسه من تحوّلات في البيئات والمجتمعات عبر الحقب الزمنية المختلفة.
وفي جناح مملكة البحرين، تكشف قطع أثرية مختلفة تطوّر الأنشطة الإنسانية في البحرين عبر العصور، وتبرز مسار التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية التي شكّلت هوية المجتمع البحريني. فيما يفتح جناح سلطنة عُمان نافذة على تراثها الأثري الغني، من خلال عرض مقتنيات أثرية توثّق محطات تاريخية مهمة في مسيرة الحضارة العمانية، بوصفها من أقدم الشواهد المكتشفة على ازدهار الممالك والمراكز الساحلية.
وفي مساحة ثقافية ثرية، يستكشف زائر المعرض الإرث الحضاري للسعودية، حيث تتجلى قيمة التاريخ الوطني عبر مقتنيات أثرية نادرة تجسّد مسيرة الإنسان وتطوّر الحضارات على أرض المملكة.
يأتي تنظيم المعرض ضمن جهود «هيئة التراث في السعودية»، وبالتعاون مع «المتحف الوطني» و«هيئة المتاحف»، وبشراكة استراتيجية مع «الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية»؛ بهدف تعزيز حضور الهوية الثقافية للمنطقة على المستويين الإقليمي والدولي، ودعم استدامة العمل الخليجي المشترك في المجال الثقافي. وهذه ثاني مرة تستضيف فيها السعودية هذا المعرض، بعد الاستضافة الأولى عام 2009؛ مما يؤكد الدور الريادي للسعودية في دعم مسارات العمل الثقافي الخليجي المشترك، وتعزيز التعاون في مجالات التراث والآثار، وإبراز الهوية الحضارية للمنطقة بما ينسجم مع توجهات «رؤية 2030».
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير





