السبت 13 ديسمبر 2025 10:28 مساءً صدر الصورة، Getty
-
- Author, جيمس غالجر - مراسل العلوم والصحة، وكاترين سنودن - مراسلة الشؤون الصحية
- Role, بي بي سي نيوز
-
قبل 8 دقيقة
يلجأ بعض الرجال إلى التبرع بالحيوانات المنوية لإنجاب أعداد كبيرة من الأطفال. وقد نقلت بي بي سي هذا الأسبوع عن رجلٍ احتوت حيواناته المنوية على طفرة جينية تزيد بشكل كبير من خطر إصابة بعض أبنائه بالسرطان.
وكان من أبرز جوانب التحقيق، إرسال حيوانات الرجل المنوية إلى 14 دولة، ما أسفر عن ولادة 197 طفلاً على الأقل. وقد شكل هذا الكشف نظرة نادرة على حجم صناعة التبرع بالحيوانات المنوية.
ويُتيح التبرع بالحيوانات المنوية للنساء، أن يصبحن أمهات عندما قد لا يكون ذلك ممكناً بطريقة أخرى، إذا كان شريكهن عقيماً، أو إذا كن في علاقة من نفس الجنس، أو إذا كن يربين أطفالهن بمفردهن.
وقد أصبحت تلبية هذه الحاجة تجارة رائجة. وتشير التقديرات إلى أن قيمة سوق تلك التجارة في أوروبا، ستتجاوز ملياري جنيه إسترليني بحلول عام 2033، وتُعد الدنمارك من كبار مصدري الحيوانات المنوية.
إذاً لماذا ينجب بعض المتبرعين بالحيوانات المنوية هذا العدد الكبير من الأطفال، وما الذي جعل الحيوانات المنوية الدنماركية أو ما يسمى بـ "الفايكنج" أن تحظى بشعبية كبيرة، وهل تحتاج هذه الصناعة إلى كبح جماحها؟
معظم الحيوانات المنوية لدى الرجال ليست جيدة بما فيه الكفاية
إذا كنت رجلاً وتقرأ هذا المقال، فنحن آسفون لإخبارك بهذا: إن جودة حيواناتك المنوية ربما ليست جيدة بما يكفي لتصبح متبرعاً، فأقل من خمسة من كل 100 متطوع ينجحون بالفعل في الوصول إلى المستوى المطلوب.
أولاً، عليك إنتاج كمية كافية من الحيوانات المنوية في العينة - ويكون هذا هو عدد الحيوانات المنوية لديك-، وبعدها عليك اجتياز الفحوصات المتعلقة بمدى جودة سباحتها، حركتها، وشكلها أو بنيتها.
كما يتم فحص الحيوانات المنوية للتأكد من قدرتها على البقاء بعد تجميدها وتخزينها في بنك الحيوانات المنوية.
وقد تكون معدلات الخصوبة لديك ممتازة ولديك ستة أطفال، وعلى الرغم من ذلك، لن تكون مناسباً.
صدر الصورة، Getty Images
تختلف القواعد في جميع أنحاء العالم، ولكن في المملكة المتحدة يجب أن تكون صغيراً نسبياً، أي يتراوح عمرك ما بين 18 و45 عاماً؛ وأن تكون خالياً من العدوى مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسيلان، وألا تكون حاملاً لطفرات يمكن أن تسبب حالات وراثية مثل التليف الكيسي وضمور العضلات الشوكي ومرض فقر الدم المنجلي.
وبشكل عام، هذا يعني أن عدد الأشخاص الذين يصبحون في النهاية متبرعين بالحيوانات المنوية قليل. وفي المملكة المتحدة، يتم استيراد نصف الحيوانات المنوية.
لكن علم الأحياء يعني أن عدداً قليلاً من المتبرعين، يمكنهم إنجاب أعداد هائلة من الأطفال. ويكفي حيوان منوي واحد لتخصيب البويضة، ولكن هناك عشرات الملايين من الحيوانات المنوية في كل قذفة.
سيأتي الرجال إلى العيادة مرة أو مرتين في الأسبوع أثناء تبرعهم، والذي قد يستمر لأشهر في كل مرة.
وقالت سارة نوركروس، مديرة مؤسسة بروجريس التعليمية الخيرية التي تعمل في مجال الخصوبة وعلم الجينوم، إن نقص الحيوانات المنوية المُتبرع بها جعلها "سلعة ثمينة" و"تعمل بنوك الحيوانات المنوية وعيادات الخصوبة على زيادة استخدام المتبرعين المتاحين لتلبية الطلب.
صدر الصورة، Allan Pacey
بعض الحيوانات المنوية أكثر شعبية
من بين هذه المجموعة الصغيرة من المتبرعين، تحظى الحيوانات المنوية لبعض الرجال بشعبية أكثر من غيرها.
فلا يتم اختيار المتبرعين عشوائياً. إنها عملية تشبه الواقع القاسي لتطبيقات المواعدة، حيث يجد بعض الرجال عدداً أكثر بكثير من شريكات حياة مناسبات لهم مقارنة بغيرهم.
وبحسب بنك الحيوانات المنوية، يمكنك تصفح الصور والاستماع إلى صوتهم ومعرفة وظيفتهم، هل هم مهندسون أم فنانون؟ - والتأكد من طولهم ووزنهم والمزيد.
ويقول خبير خصوبة الذكور البروفيسور آلان باسي، الذي كان يدير بنكاً للحيوانات المنوية في شيفيلد، "كما تعلمون، إذا كان اسمهم سفين ولديهم شعر أشقر، وطولهم ستة أقدام وأربع بوصات (1.93 متراً) وهم رياضيون، ويعزفون على الكمان ويتحدثون سبع لغات، فأنتم تعلمون أن هؤلاء بالنسبة لي، يُعدون أكثر جاذبية بكثير من كونهم متبرعين".
ويضيف: "في نهاية الأمر، يقوم الناس بالضغط على الزر إلى اليسار أو اليمين، عندما يتعلق الأمر بمطابقة المتبرعين". (كما في تطبيقات المواعدة).
كيف سيطر حيوان "الفايكنج" المنوي على العالم؟
صدر الصورة، Getty Images
تُعد الدنمارك موطناً لبعض أكبر بنوك الحيوانات المنوية في العالم، وقد اكتسبت سمعة طيبة في إنتاج "أطفال الفايكنج".
يقول أولي شو، مؤسس بنك كريوس الدولي للحيوانات المنوية الدولي، البالغ من العمر 71 عاماً، حيث تتراوح تكلفة قارورة واحدة من الحيوانات المنوية سعة 0.5 مل ما بين 100 يورو إلى أكثر من 1000 يورو، إن ثقافة التبرع بالحيوانات المنوية في الدنمارك تختلف اختلافاً كبيراً عن البلدان الأخرى.
ويقول شو: "إن السكان أشبه بعائلة واحدة كبيرة، وهناك قدر أقل من المحظورات حول هذه القضايا، ونحن مجتمع متفانٍ، فالعديد من المتبرعين بالحيوانات المنوية يتبرعون بالدم أيضاً".
صدر الصورة، Cryos International
يقول أولي شو شو إن ذلك سمح للبلاد بأن تصبح "واحدة من الدول القليلة المصدرة للحيوانات المنوية".
لكنه يجادل بأن الحيوانات المنوية الدنماركية تحظى بشعبية أيضاً بسبب العوامل الوراثية. فقد صرح لبي بي سي بأن جينات "العيون الزرقاء والشعر الأشقر" الدنماركية هي من الصفات المتنحية الوراثية، ما يعني أنها يجب أن تورث من كلا الوالدين حتى تظهر على الطفل.
كما يوضح شون أنه نتيجة لذلك، فإن سمات التي تمتلكها الأم، كالشعر الداكن، "قد تكون سائدة في الطفل الناتج".
ويضيف أن الطلب على الحيوانات المنوية المُتبرع بها، يكون يُطلب بالدرجة الأولى من "نساء عازبات، ذوات تعليم عالٍ وفي الثلاثينيات من العمر".
وهن يشكلن حالياً 60 في المئة من الطلبات.
الحيوانات المنوية تعبر الحدود
كان أحد جوانب التحقيق في قضية متبرع الحيوانات المنوية الذي نُشر في وقت سابق من هذا الأسبوع هو كيفية جمع الحيوانات المنوية لرجل في بنك الحيوانات المنوية الأوروبي في الدنمارك ثم إرسالها إلى 67 عيادة خصوبة في 14 دولة.
وتختلف قوانين الدول فيما يتعلق بعدد مرات استخدام الحيوانات المنوية للرجل الواحد. ففي بعض الأحيان، يرتبط ذلك بأجمالي عدد الأطفال، بينما في دول أخرى، يقتصر الأمر على عدد معين من الأمهات (بحيث يمكن لكل عائلة إنجاب العدد الذي ترغب فيه من الأطفال ذوي القرابة).
كان الهدف الأصلي من هذه القيود هو تجنب لقاء الأخوة غير الأشقاء - الذين لم يكونوا على علم بقرابتهم - وتكوين علاقات وإنجاب أطفال.
لكن لا يوجد ما يمنع استخدام الحيوانات المنوية لنفس المتبرع في إيطاليا وإسبانيا ثم هولندا وبلجيكا، طالما يتم اتباع القواعد في كل دولة.
ويخلق هذا الوضع ظروفاً تسمح للمتبرع بالحيوانات المنوية بإنجاب عدد كبير من الأطفال قانونياً، مع أن الرجل غالباً ما يجهل هذه الحقيقة.
وتقول سارة نوركروس، التي تجادل بأنه سيكون من "المعقول" تقليل عدد الأطفال الذين يمكن أن ينجبهم متبرع واحد، إن "كثير من المتلقين، وكذلك المتبرعين، لا يدركون أنه يمكن استخدام الحيوانات المنوية لمتبرع واحد بشكل قانوني في العديد من البلدان المختلفة - يجب شرح هذه الحقيقة بشكل أفضل".
صدر الصورة، Getty
ورداً على التحقيق في أمر متبرع الحيوانات المنوية الذي نقل جيناً أدى إلى إصابة بعض الأطفال الـ197 الذين أنجبهم بالسرطان، دعا مسؤولون في بلجيكا المفوضية الأوروبية إلى إنشاء سجل لمتبرعي الحيوانات المنوية على مستوى أوروبا لمراقبة الحيوانات المنوية التي تنتقل عبر الحدود.
وقال فرانك فاندنبروك، نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاجتماعية والصحة العامة في بلجيكا، إن هذه الصناعة أشبه بـ "الغرب المتوحش" وأن "المهمة الأولية المتمثلة في منح الناس إمكانية تكوين أسرة قد أفسحت المجال أمام تجارة الخصوبة الحقيقية".
وقد اقترحت الجمعية الأوروبية للتكاثر البشري وعلم الأجنة تحديد عدد الأسر، التي يمكن لكل متبرع إنجابها بـ50 أسرة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، سيظل بإمكان هذا النظام السماح للمتبرع الواحد بالحيوانات المنوية بإنجاب أكثر من مئة طفل إذا رغبت الأسر في إنجاب طفلين أو أكثر.
صدر الصورة، Getty
وقد أُُثيرت مخاوف بشأن تأثير ذلك على الأطفال المولودين عن طريق التبرع بالحيوانات المنوية. فبعضهم سيفرح، بينما قد يشعر آخرون بضيق شديد عند اكتشافهم المزدوج لكونهم مولودين بحيوانات منوية متبرع بها، وكونهم واحداً من مئات الإخوة غير الأشقاء.
وينطبق الأمر نفسه على المتبرعين، الذين غالباً لا يدركون أن حيواناتهم المنوية تُوزع على نطاق واسع.
وتتفاقم هذه المخاطر بفضل سهولة الوصول إلى اختبارات الحمض النووي لتحديد النسب، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح للأفراد البحث عن أبنائهم أو إخوتهم أو المتبرع.
ففي المملكة المتحدة، لم يعد هناك ضمان لسرية هوية المتبرعين بالحيوانات المنوية، وهناك إجراءات رسمية تُمكّن الأطفال من معرفة هوية والدهم البيولوجي.
يجادل أولي شو، مؤسس بنك كريوس الدولي للحيوانات المنوية الدولي، بأن فرض المزيد من القيود على التبرع بالحيوانات المنوية سيؤدي فقط إلى "لجوء العائلات إلى السوق الخاص وغير المنظم تماماً".
وقال الدكتور جون أبلبي، وهو متخصص في أخلاقيات الطب في جامعة لانكستر، إن تداعيات استخدام الحيوانات المنوية على نطاق واسع تشكل حقل ألغام أخلاقي "واسع".
وأضاف أبلبي إن هناك قضايا تتعلق بالهوية والخصوصية والموافقة والكرامة وغيرها، مما يجعلها "عملية موازنة" بين الاحتياجات المتنافسة.
كما أوضح أن صناعة الخصوبة تتحمل "مسؤولية السيطرة على عدد مرات استخدام المتبرع"، لكن الاتفاق على لوائح عالمية سيكون "صعباً للغاية" بلا شك.
كما أضاف أن إنشاء سجل عالمي للمتبرعين بالحيوانات المنوية، والذي تم اقتراحه، يأتي مصحوباً بـ"تحديات أخلاقية وقانونية" خاصة به.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

