"حياة الماعز": فيلم يجسد معاناة الهنود في دول الخليج

"حياة الماعز": فيلم يجسد معاناة الهنود في دول الخليج
"حياة الماعز": فيلم يجسد معاناة الهنود في دول الخليج

السبت 13 أبريل 2024 02:55 مساءً صدر الصورة، Aadujeevitham

التعليق على الصورة، "أدوجيفيثام" فيلم يحكي قصة مهاجر هندي إلى السعودية، اختفى وأجبر على العمل كالعبيد
Article information
  • Author, ميريل سيباستيان
  • Role, بي بي سي نيوز - كوتشي، الهند
  • قبل 3 دقيقة

أدوجيفيثام هو فيلم باللغة المالايالامية الهندية، يصور محنة فقراء الهند الذين يسعون لطلب الرزق في الشرق الأوسط، وقد حاز اهتمام حشود من المشاهدين في دور السينما.

وكلمة "أدوجيفيثام" تعني (حياة الماعز)، وهو اسم مقتبس من الكتاب المالايالامي الأكثر مبيعاً لعام 2008، وهو من بطولة بريثفيراج سوكوماران الذي يلعب دور (نجيب)، المهاجر الهندي إلى السعودية، الذي اختُطِف واستُعبِد ليعمل راعياً للغنم في الصحراء.

والقصة مستوحاة من محنة حقيقية لرجل يحمل نفس الاسم، اختُطف في البلاد في التسعينيات، وتمكن من الفرار بعد عامين.

وقد أصبحت الرواية المثيرة حجر الزاوية الثقافي في ولاية كيرالا جنوبي الهند التي تتحدث اللغة الماليالامية، حيث صدرت منها الطبعة الـ 250 هذا العام، وحازت إشادة واسعة النطاق، كما أثارت نقاشاً حول قسوة حياة المهاجرين في الخليج.

وبلغ من نجاح الفيلم الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات، أن حقق في الأسبوع الأول من طرحه أكثر من 870 مليون روبية (أي ما يعادل 8.23 مليون جنيه إسترليني، أو 10.4 مليون دولار) في جميع أنحاء العالم.

وقد وصف النقاد هذا العمل بأنه "دراما البقاء المدهشة" و"صورة سينمائية" طال انتظارها "للنضال وسط وحشية قاسية".

في الفيلم، يظهر (نجيب) معزولاً عن العالم، وحيداً مع سيده وحيواناته، يكتوي بالحرارة الشديدة في صحراء قاسية، على بعد أميال من أقرب طريق، دون أن يتمكن من الوصول إلى هاتف أو ورقة أو قلم للكتابة، ودونما صديق، يشرب الماء من نفس الحوض الذي تشرب منه حيواناته.

الفيلم مستوحى من محنة حقيقية لرجل استُعبد في السعودية

صدر الصورة، Aadujeevitham

التعليق على الصورة، الفيلم مستوحى من محنة حقيقية لرجل استُعبد في السعودية

"من فضلك دعني أعود"

يتوسل (نجيب) في مشهد مؤثر يمزق القلب، والدموع تنهمر على وجهه وهو يحكي كيف باع كل شيء وغادر عائلته، كل ذلك سعياً وراء وظيفة موعودة؛ لكن كلماته باللغة المالايالامية لم تجد صدى لدى رئيسه الذي لا يتحدث سوى العربية.

وفي محادثة على موقع يوتيوب، قال نجيب، البطل الحقيقي للكتاب والفيلم، إنه لا يستطيع العودة أبداً إلى الأماكن الموصوفة في الرواية.

وهناك الكثير من الكتابات التي توضح ظروف العمل القمعية في دول الخليج.

وجدير بالذكر أن نحو مليوني هندي و100 ألف من ولاية كيرالا يعيشون في الخارج، هاجر منهم ما يقرب من 90 في المئة إلى دول الخليج، متأثرين بالعلاقة طويلة الأمد التي امتدت لأكثر من خمسة عقود، والتي تربط الولاية بالبحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات في شبه الجزيرة العربية.

والعديد من هؤلاء العمال ينحدرون من أسر فقيرة كادحة، تعيش في ظل نظام الكفالة في هذه البلدان، الذي يضمن للكفيل السيطرة التامة على إقامتهم وتحركاتهم، ما يجعلهم عرضة للإساءة والاستغلال.

ومما لا شك فيه، أن الأجور التي أرسلها العمال إلى ذويهم في كيرالا، ساهمت في دعم اقتصاد الولاية؛ حيث أظهر مؤشر مؤسسة بحثية حكومية أن الولاية لديها أدنى معدل للفقر في الهند.

ويقول محمد شفيق كارينكورايل من مركز مانيبال للعلوم الإنسانية، الذي أجرى أبحاثاً حول هجرة اليد العاملة: "يؤخذ منك جواز سفرك، ولا يمكنك العودة، وبالتالي فأنت تحت تهديد الموت باستمرار".

حقق الفيلم في الأسبوع الأول من طرحه في الأسواق، أكثر من عشرة ملايين دولار في جميع أنحاء العالم

صدر الصورة، Aadujeevitham

التعليق على الصورة، حقق الفيلم في الأسبوع الأول من طرحه في الأسواق، أكثر من عشرة ملايين دولار في جميع أنحاء العالم

يقول (نجيب) الحقيقي: "لقد غادرت [كيرالا] في عام 1991 مُحملاً بالكثير من الأحلام؛ لكن التجارب التي مررت بها هناك، والسيد الرهيب والحياة بين الماعز، أفقدتني إحساسي بذاتي، وفقدت عقلي".

وفي عام 2008، حصل المخرج السينمائي (بليسي) على حق تعديل الكتاب. وقال (سوكوماران) بطل الفيلم لبي بي سي، إنه يعتقد أنه كان يعرف كل شيء عن الكتاب عندما سلمه المخرج نسخة منه العام المقبل.

"كنت أعرف كل أحداث القصة. إلى هذا الحد كانت حديث الناس، خاصةً في صناعة السينما. ومع ذلك، فقد أذهلتني".

وأضاف: "من السمات البارزة لهذه القصة هو امتزاج الهويات بين الإنسان والحيوان، فهذا الرجل يفقد هويته ببطء كإنسان، ويصبح واحداً من تلك الحيوانات. لم أقرأ شيئاً كهذا من قبل".

في الفيلم، يتوقف (نجيب) تدريجياً عن التحدث باللغة المالايالامية، ومن وقت لآخر، يُصدر أصواتاً من حلقه شبيهة بأصوات الحيوانات التي يعتني بها.

وبين الحين والآخر، يغطس في جرة من مخلل المانجو، الذي أحضره معه من بلاده ليذوق طعم الراحة قليلا.

وبعد انتظار دام 16 عاماً، خرج "أدوجيفيثام" إلى النور على الشاشات، متغلباً على عقبات التكاليف المرتفعة وانتكاسات الإنتاج ووباء كورونا، حيث استثمر المخرج مدخراته لإنتاج الفيلم.

وقال بليسي، الذي وصف الفيلم بالمشروع العاطفي، إنه اختار تعديل 43 صفحة فقط من الرواية "لبلوغ جوهر" الحكاية.

في نهاية الأسبوع بعد صدوره، تحدث الناس إما عن مشاهدة الفيلم أو حجز التذاكر لمشاهدته، وأظهرت قنوات على موقع يوتيوب أناساً يغادرون السينما في حالة من البكاء، ووصف كثيرون التجربة بأنها عاطفية غير عادية.

وقالت إحدى النساء: "أعرف القصة جيداً، لكني شعرت أنه لم يفترض أن أشاهد الفيلم، لقد كان الأمر مؤلماً".

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

السابق زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات المتحدة
التالى صعوبات جمّة أمام اختيار هيئة محلفين محايدة لترامب في مانهاتن

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.