كتبت: كندا نيوز:الاثنين 8 ديسمبر 2025 09:10 مساءً حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أنّ الدول الأوروبية تقف على حافة ما وصفه بـ”المحو الحضاري”، متوقعًا أن تصبح القارة “غير قابلة للتمييز” خلال العقدين المقبلين إذا استمرت الاتجاهات الحالية على مسارها.
وجاء هذا التحذير تزامنًا مع إعلانه استراتيجيته الجديدة للأمن القومي، التي تعيد رسم أولويات الولايات المتحدة وفق رؤيته القائمة على مبدأ “أمريكا أولًا”.
وقدّمت الوثيقة هذه الرؤية بلغة مباشرة وحادة، داعية إلى تعزيز “القدرة على المقاومة” داخل أوروبا، ومشددة على رغبة واشنطن في استعادة ما تعتبره “الهوية الغربية”.
ولم تكتفِ بذلك، بل ذهبت إلى تبني سرديات اليمين المتطرّف حول تعرّض القارة لـ”محو حضاري” نتيجة الهجرة المتصاعدة، مشيرة إلى احتمال تحول أغلبية سكان بعض دول الناتو إلى “غير أوروبيين” خلال عقود قليلة.
وفي خطوة مثيرة للجدل، أعلنت الاستراتيجية رفض أي توسع جديد لحلف شمال الأطلسي، ما يوجه ضربة مباشرة لآمال أوكرانيا في الانضمام بينما تواجه الغزو الروسي.
وبالتوازي، حمّلت الوثيقة الحكومات الأوروبية مسؤولية ما اعتبرته تعطيلًا لمسار السلام، مؤكدة أن رغبة الشعوب في إنهاء الحرب لا تجد صداها في سياسات تلك الحكومات بسبب “تقويض العمليات الديمقراطية”.
كما تناولت الاستراتيجية التراجع المتواصل في وزن أوروبا الاقتصادي عالميًا بفعل صعود الصين وقوى ناشئة أخرى، معتبرة أن هذا الانكماش، رغم خطورته، “يبدو أقل تهديدًا من احتمال زوال الهوية الحضارية الأوروبية”.
ومن هذا المنطلق، حذّرت الوثيقة من أن القارة قد تفقد ملامحها خلال عشرين عامًا أو أقل إذا لم تُغيَّر السياسات الراهنة.
وفي سياق موازٍ، قلبت الاستراتيجية صفحة عقودٍ طويلة من السعي الأمريكي للهيمنة، معلنة أن واشنطن لم تعد ترى في “السيطرة على العالم” هدفًا لها.
لكنها، في مفارقة واضحة، شددت على أنها ستمنع أي قوة كبرى أخرى من بلوغ موقع الهيمنة، من دون التورط في حروب مكلفة أو استنزاف جديد للموارد.
واختتمت

