كتبت: كندا نيوز:الأحد 7 ديسمبر 2025 04:34 صباحاً هاري كيه سي، هو مهاجر نيبالي الأصل، قدم إلى كندا عام 2011 ضمن برنامج العمالة الماهرة حاملة شهادة ماجستير في اللغة الإنجليزية، وهي شهادة أهلته للهجرة لكنها لم تضمن له العمل في سوق العمل الكندي.
عند تقييم مسؤولي الهجرة لشهاداته، اعتُبرت شهادته معادلة لشهادة البكالوريوس الكندية، لكن هذه المعادلة لم تُترجم إلى فرص عمل في سوق العمل.
ونظر إليه وقال بلطف تقريبًا: “لديك الكثير من الخبرة، ولكن ليس الخبرة الكندية”.
وباءت محاولاته للحصول على وظائف مكتبية بالفشل، مما سلّط الضوء على الفجوة بين المؤهلات الدولية ومعايير التوظيف المحلية.
وحتى “الوظائف المؤقتة”، المُعدّة كحلول مؤقتة، غالبًا ما قلّلت من قيمة تعليمه، حيث اعتبرت جهات التوظيف في المستودعات شهادته المتقدمة مُفرطةً بالنسبة للوظائف التي لا تتطلب سوى شهادة الثانوية العامة.
أكمل كيه سي في النهاية تدريبه كحارس أمن وحصل على رخصة قيادة في أونتاريو، مما وفر له الاستقرار اللازم لإعالة أسرته والتأقلم مع بلد جديد.
ومثّل هذا التحول المهني تناقضًا صارخًا مع حياته المهنية في نيبال، حيث حاضر في إحدى الجامعات، ودرّس في المدارس الابتدائية والثانوية، وعمل في الشؤون العامة.
وعلى الرغم من أن هذا الدور وفّر له الأمان المالي، إلا أنه صاحبه شعور دائم بالتجاهل ونقص العمل، مما يعكس ظاهرةً أوسع تُوصف أحيانًا بـ”إهمال المهارات” بين المهاجرين المهرة.
ففي نيبال، كان كيه سي ينتمي إلى ما يُمكن اعتباره “الطبقة العليا”، متمتعًا بامتيازات تعليمه وجنسه وطبقته الاجتماعية، أما في كندا، فقد اختفت هذه المكانة بين عشية وضحاها، وتحول التركيز من إنجازاته إلى ما كان يفتقر إليه: الخبرة الكندية.
ويعكس هذا التحول التحديات التي يواجهها العديد من المهاجرين الذين، على الرغم من مؤهلاتهم الكبيرة، تُعرّفهم معايير البلد المضيف بدلًا من إنجازاتهم السابقة.
وبعد حوالي عشرة أشهر من وصوله إلى كندا، عاد كيه سي إلى المجال الأكاديمي، والتحق ببرنامج ماجستير في اللغة الإنجليزية بجامعة واترلو.

