
شعار "متاحف قطر"
الدوحة - قنا
أزاحت متاحف قطر الستار عن العمل الفني /أوتورتراتو/ للفنان الأرجنتيني غابرييل تشايلي، وذلك في موقع "متحف: المتحف العربي للفن الحديث"، احتفاءً بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسه.
و/أوتورتراتو/ عبارة عن عمل تركيبي نحتي ضخم، جرى تثبيته في فضاء العرض بالمتحف، ليؤكد التزام "متحف" بالتبادل الثقافي ودعمه للممارسات الفنية المعاصرة المؤثرة ذات الصدى الإقليمي والعالمي.
ويأتي تقديم العمل ضمن العام الثقافي قطر- الأرجنتين وتشيلي 2025، وهي مبادرة وطنية تهدف إلى بناء شراكات مستدامة والاحتفاء بالإبداع والتاريخ والابتكار المشترك.
ويسلط التعاون مع الأرجنتين هذا العام الضوء على عمق التقاليد الفنية والممارسات المعاصرة والمشروعات التعاونية، ليشكّل هذا العمل التركيبي الجديد محطة بارزة في تعميق الحوار بين الثقافات وتوطيد الروابط الفنية بين الدول.
وقالت سعادة الشيخة ريم آل ثاني، نائب الرئيس التنفيذي للرواق والفن العام ورباعية قطر، إنه مع احتفال "متحف" بمرور 15 عاماً على تأسيسه، يبرز الكشف عن هذا العمل، في إطار الدور التحويلي للفن العام في وصل الجمهور بالممارسات الإبداعية المعاصرة.
وأضافت أن العمل لا يثري برنامج الذكرى السنوية فحسب، بل يعمل بمثابة محفّز للحوار يدعو إلى التأمل في الأصول والتراث، وفي تشابك الهويات الفردية والجماعية، لافتة إلى أنه من خلال وضع المنحوتة في فضاء عام، فإن الفرصة تصبح متاحة، للقاءات هادفة تتردد أصداؤها عبر الثقافات والتواريخ والأجيال.
ويختلف /أوتورتراتو/ عن البورتريه التقليدي، حيث يعبر عن الهوية بعناصر رمزية ومادية، فيما يتميز سطح المنحوتة بتكتلات بارزة مستلهمة جزئياً من تمثال /فينوس ولندورف/، الذي يعود إلى ما قبل التاريخ، ملمّحاً بذلك إلى شَعر ذي ملمس مميز، في إشارة إلى جذور الفنان الأفرو-عربية واللاتينية المتمازجة.
كما تظهر على جانبي العمل الفني انطباعات دقيقة على هيئة عيون، تستحضر صفات الأشكال ثنائية الرأس في الخزف ما قبل الهسباني، وتُدخل إحساساً بالازدواج والتأمل الداخلي.
وصُنِع العمل من الطوب اللَّبِن /الطين/، وهي مادة استُخدمت تاريخياً في الهندسة المعمارية للسكان الأصليين وصناعة الفخار عبر القارة، الأمر الذي يجعل المنحوتة ترتكز أساساً على الأرض، ويستدعي شكلها المخروطي الأنابيب التقليدية التي كانت تُستعمل في الحياة اليومية بشمال غرب الأرجنتين.
ومن جانبها، أوضحت السيدة زينة عريضة، مدير "متحف: المتحف العربي للفن الحديث"، أن العمل يجمع بين الذاكرة المادية والتجربة الحياتية بطريقة تبدو شخصية للغاية وذات صدى عالمي، حيث يدعو الفنان من خلال عمله إلى دعم التفكير في كيفية نقل الأشكال.
يُشار إلى أن الفنان غابرييل تشايلي وُلد عام 1985 في سان ميغيل دي توكومان بالأرجنتين، وعُرف بمنحوتاته المتجذرة في الثقافات المادية والتواريخ الأثرية والتقاليد المحلية لأمريكا اللاتينية.
واستنادًا إلى إرثه الأفرو- عربي وروافده من السكان الأصليين، تتناول أعماله كيفية تشكل الهوية عبر الذاكرة الموروثة وسرديات المجتمع وقرون من التداخلات الثقافية.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير





