
خالد السليطي
الدوحة - قنا
أكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ أن اليوم الوطني هو مناسبة تتجلى فيها أسمى معاني الفخر والاعتزاز بالوطن، وتتوحَّد فيها القيم الأصيلة التي قامت عليها دولة قطر منذ تأسيسها، قيم الولاء الصادق للقيادة الرشيدة، والإخلاص في العمل من أجل رفعة الوطن وازدهاره.
وقال مدير عام /كتارا/ في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، بهذه المناسبة: "إن اليوم الوطني مناسبة نُجدِّد فيها عهد الوفاء لقائد المسيرة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، (حفظه الله)، ونستحضر فيها الجهود العظيمة التي بذلها الآباء المؤسسون في بناء هذا الوطن المعطاء. كما تمثِّل هذه المناسبة فرصة لغرس القيم الوطنية في نفوس الأجيال الصاعدة، وتعميق ارتباطهم بتاريخ بلادهم وهويتها الثقافية الأصيلة".
وأوضح أن شعار اليوم الوطني لهذا العام "بكم تعلو ومنكم تنتظر" يأتي ليعبر بعمق عن جوهر هذه القيم؛ فهو يجسد العلاقة الوثيقة بين القيادة والشعب، ويؤكد أنَّ نهضة قطر ورفعتها إنَّما تتحقق بسواعد أبنائها وإخلاصهم، وبأنَّ الوطن يعلو بعطائهم وينتظر منهم المزيد من الإبداع والبذل في سبيل مستقبله. وأضاف أنَّ هذا الشعار يلهمنا جميعًا في كتارا وفي مختلف مؤسسات الدولة، لنمضي بروح التعاون والمسؤولية في بناء وطن مزدهر يليق بتاريخه العريق وهويته الراسخة.
وبخصوص إسهام المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم اليوم الوطني في المجتمع، أشار الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي أن المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا منذ تأسيسها، تُعدُّ منارة ثقافية رائدة، وصرحًا وطنيًا يسهم بفاعلية في ترسيخ الهوية القطرية وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن والقيادة.
وتابع: "نحن نؤمن بأنَّ الثقافة هي الأساس الذي تُبنى عليه الهوية، والوسيلة الأعمق لترسيخها في وجدان المجتمع، ولهذا نحرص في كتارا على أن تكون جميع برامجنا ومبادراتنا انعكاسًا صادقًا لمكونات الشخصية القطرية الأصيلة، بموروثها الثقافي، وتراثها القيمي، وطموحها الإبداعي.
ومن خلال الفعاليات الأدبية والفنية والتراثية، والمهرجانات الكبرى التي تنظمها كتارا على مدار العام، نعمل على تعزيز روح المواطنة، وربط الأجيال الناشئة بجذورهم الثقافية، وتعريفهم بما حققته دولتهم من إنجازات حضارية مشرفة.
ولفت إلى أن كتارا تولي عناية خاصة بالطفل والشباب، باعتبارهم عماد المستقبل وحَمَلة القيم الوطنية، فنوفر لهم بيئة محفزة على الإبداع، ومساحات للتعبير عن حبهم لوطنهم من خلال الفن والأدب والمسرح، بما يسهم في بناء جيل واعٍ بهويته ومخلص لوطنه.
وأثناء حديثه عن أبرز الفعاليات والمبادرات الفنية أو المعارض التي تنظمها كتارا لمواكبة احتفالات اليوم الوطني لهذا العام، شدد مدير عام كتارا، على حرص الحي الثقافي سنويا على تقديم برنامج احتفالي شامل يعكس روح اليوم الوطني ويترجم معانيه السامية إلى تجارب فنية وثقافية تُبهج الجمهور وتُغذي الحسَّ الوطني.
أوضح الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ أن المؤسسة العامة للحي الثقافي أعدت هذا العام، باقة واسعة من الفعاليات التي تتوزع بين العروض العسكرية الوطنية والتراثية والفنية، إلى جانب فعاليات للأطفال والعائلات تتيح لهم المشاركة في أجواء الفرح الوطني.
وأضاف أن البرنامج الثقافي لهذا العام يتضمن فعاليات متميزة، من أبرزها معرض الفن التشكيلي القطري الذي يستعرض أعمالا معاصرة تعكس الهوية القطرية والإبداع المحلي، بالإضافة إلى عروض "العرضة القطرية" التي تعد من أهم الفنون التراثية التي تعبر عن الفرح والاحتفال بالتراث الوطني.
وأشار إلى أن /كتارا/ تشهد تعاونا واسعا مع عدد من الجهات والمراكز الثقافية لإبراز التراث القطري الأصيل، مثل جمعية القناص، وبطولة القلايل التي تعزز التقاليد في تراث الصقارة. إلى جانب الفعاليات المرافقة لبطولة كأس العرب FIFA قطر 2025، وتشمل معارض نوعية مثل معرض "هندام" للأزياء القطرية الشعبية، ومعرض "الدلة" كرمز للضيافة، ومعرض "لوحة من قطر"، ومتحف المحامل الخشبية التقليدية، بالإضافة إلى مهرجان كتارا للمحامل التقليدية وغيرها.
إلى ذلك، استعرض السليطي ملامح التطور الثقافي الذي تشهده الدولة، مؤكدا أن الحي الثقافي /كتارا/ يشهد تطورا ملحوظا عاما بعد عام بفضل دعم القيادة الرشيدة للثقافة والإبداع، ففي عام 2025 واضلت /كتارا/ دورها الريادي في إثراء المشهد الثقافي من خلال تنظيم مؤتمرات فكرية ومعارض فنية وندوات أدبية استقطبت نخبة من المثقفين والفنانين من داخل قطر وخارجها.
وأكد أن المؤسسة عززت من حضورها الدولي عبر شراكات ثقافية جديدة مع مؤسسات عالمية، مما جعلها جسرا حيويا للتواصل الحضاري ومنصة للحوار البناء بين الثقافات، ورسخت مكانة كتارا كأيقونة ثقافية في قطر والمنطقة، تشهد على رؤيتها الطموحة ورسالتها الهادفة.
وفيما يتعلق بأبرز إنجازات /كتارا/ في مسيرة التنمية، شدد على أن هذه الإنجازات تعد ترجمة حقيقية لرؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع الثقافة في صلب التنمية المستدامة، حيث أصبحت كتارا اليوم مركزا عالميا يحتضن الإبداع، ومقصدا للمثقفين والفنانين من مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن من أبرز ما تحقق خلال السنوات الأخيرة هو تطوير مشاريع ثقافية كبرى، مثل "جائزة كتارا للرواية العربية"، بالإضافة إلى إقامة مهرجانات ومعارض دائمة توثق التراث القطري. وقد نالت كتارا تكريمات مرموقة، من بينها تصنيف "مدينة الرواية العربية" من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/، تقديرا لدورها البارز في دعم الأدب العربي، وكذلك تصنيف "مدينة التراث الثقافي للخيول العربية" اعترافا بجهودها في إبراز التراث المتصل بالخيول الأصيلة.
كما فازت /كتارا/ بجائزة بابل الدولية للمدن الثقافية في بغداد، وذلك تقديرا لريادتها الإبداعية والثقافية على مستوى المنطقة.. مشيرا إلى أن شهر ديسمبر الجاري سيشهد انطلاق مهرجان كتارا للأوبرا العربية، الذي أعلنت خلاله الألكسو اعتماد كتارا رسميا "مدينة الأوبرا العربية"، وهو تتويج جديد يكرس مكانتها كمركز إشعاع ثقافي وفني على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأكد في الختام على أن هذه الإنجازات المتلاحقة تدل على المسار الثابت الذي تسلكه كتارا نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية بأن تكون منصة عالمية للإبداع الإنساني، ومصدر فخر لكل قطري، وركيزة أساسية في تجسيد أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 في التنمية الثقافية والفكرية المستدامة.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




