عمود روماني قديم يخضع لعملية ترميم عالية التقنية باستخدام بالليزر

اخبار العرب -كندا 24: الأحد 28 ديسمبر 2025 03:51 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ستخضع مشاهد حيوية تُظهر قطع الرؤوس في ساحات المعارك وسحب سجينات من شعرهن، نُقِشت على عمود "ماركوس أوريليوس" الرخامي في قلب مدينة روما الإيطالية، إلى عملية ترميم بالليزر كلفتها 2.3 مليون دولار. ويعود تاريخ هذا المعلم إلى 1840 عامًا.

عمل فريقٌ مؤلف من 18 متخصصًا على عملية الترميم منذ ربيع عام 2025، مستخدمين أجهزة ليزر يدوية قصيرة النبضات ولفائف كيميائية، لإزالة طبقات الأوساخ التي تراكمت لقرون على هذا النصب التذكاري، الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترًا تقريبًا.

بُني العمود بين عام 180 ميلادي (العام الذي توفي فيه الإمبراطور والفيلسوف الروماني ماركوس أوريليوس) وعام 193 ميلادي.

يمثِّل هذا المشروع أكثر تطبيق واسع النطاق على الإطلاق لتقنية الليزر هذه في ترميم نصب تذكاري قديم، بحسب ما ذكرته رئيسة فريق الترميم، مارتا بومغارتنر، التي أكدت أنّ القرار جاء رغم كلفته الباهظة. 

صرّحت بومغارتنر للصحفيين الذين أُتيحت لهم فرصة نادرة للوصول إلى السقالات المحيطة بالمعلم: "الليزر أداة تُحقق نتائج ممتازة في أعمال الترميم، وقد اخترنا استخدامه على الإفريز الخارجي بأكمله، أي الشريط الزخرفي للعمود".

ومع أنّها "أغلى من الطرق التقليدية"، وفقًا لها، إلا أنّها تُحقق نتائج أفضل من ناحية الترميم، والوقت.

كما تساهم هذه التقنية في الحفاظ على سلامة المعلم.

المرممون يقومون بإزالة كميات كبيرة من الرواسب السوداء والرمادية، وملء الشقوق، وإصلاح الكسور، ومعالجة تآكل الرخام الناتج عن عقود من التعرض للضباب الدخاني والأمطار والرياح.

كما وجدوا أنّ المواد غير الملائمة، التي استُخدمت خلال عمليات الترميم في القرن الـ19 قد أضرت برخام "كرارا" الهش. ويعمل الفريق حاليًا على إزالة تلك المواد.

يُعدّ هذا العمود أحد المعالم الحربية الرومانية القليلة التي لا تزال قائمة في موقعها الأصلي.

يقع المعلم أمام قصر "شيجي"، المقر الرسمي لرئيسة وزراء إيطاليا، الذي بُني عام 1562، ويشكّل رابطًا بين روما القديمة والدولة الحديثة.

تلتفّ نقوش حلزونية تُصوّر حروب الإمبراطورية الرومانية في عهد أوريليوس 23 مرة حول النصب، مُشكّلةً سردًا متواصلاً من القاعدة إلى القمة.

تُعرض قوالب جبسية صُنعت للمشاهد عام 1955 في متحف الحضارة الرومانية بالعاصمة الإيطالية، ولا تزال مصدرًا مهمًا للباحثين.

يتكوّن البرج من 18 أسطوانة رخامية نُحت عليها أكثر من ألفي شخصية، من بينها جنود، وأسرى، وآلهة، وحيوانات.

وتُصوِّر إحدى المشاهد تدخلاً إلهيًا على شكل فيضان من الأمطار. ويظهر ماركوس أوريليوس مرارًا وتكرارًا. 

ورُغم صعوبة تمييز المشاهد من الأرض، إلا أنّها تبدو مُلفتة للنظر عند الاقتراب منها.

وفي عام 1589، استُبدل تمثال ماركوس أوريليوس الأصلي أعلى العمود بتمثال برونزي للقديس بولس.

وخلال ثمانينيات القرن الـ20، استُخدمت مواد غير مناسبة في عملية ترميم لاحقة، لكنها أُزيلت بالفعل.

أُغلقت الساحة المحيطة بالعمود بعد محاولة اغتيال استهدفت حراس قصر "شيجي" عام 2013، ولم تُفتح مجددًا إلا عام 2023.

ومن المقرر الانتهاء من أعمال الترميم بالليزر في بداية عام 2026.