أخبار عاجلة
مقتل شخصين في غارة إسرائيلية شرقي لبنان -
Zelenskyy wishes Putin would 'perish' in Christmas Eve address -

رجل نجا من تحطم طائرة يسرد تجربته المخيفة وكيف تغيرت حياته

اخبار العرب -كندا 24: الخميس 25 ديسمبر 2025 04:27 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كانت هذه رحلة عمل جوية عادية بالنسبة لبيت كارلتون، المسافر الدائم من ولاية مينيسوتا الأمريكية.

في ذلك اليوم البارد من فبراير/شباط، قبل فترة الظهر بقليل، استقل كارلتون طائرة "دلتا كونكشن" رقم 4819 المتجهة إلى مدينة تورنتو الكندية، ووضع سماعات الأذن الخاصة ليستمع إلى الموسيقى عندما وصل إلى مقعده بجوار النافذة.

وقال الأمريكي: "صعدت على متن الطائرة، وفعلت ما أفعله دومًا.. لم أتحدث إلى الرجل الجالس بجانبي، كما أنّه لم يقم بذلك أيضًا".

سارت الأمور بسلاسة إلى أن استعدت الطائرة للهبوط، عندها حدث أمر لا يُصدق.

تعطّلت دعامة جهاز الهبوط الرئيسي للطائرة، وانزلقت المركبة على المدرج.

انكسر أحد الجناحين عند الارتطام، وانفصل الذيل.

وعندما توقفت الطائرة أخيرًا، كانت مقلوبة رأسًا على عقب، تاركةً الركاب معلقين في مقاعدهم وكأنّهم خفافيش.

رجل نجا من تحطم طائرة يسرد تجربته المخيفة وكيف تغيرت حياته
محققون أثناء فحص حطام الرحلة رقم "4819" التابعة لخطوط "دلتا" للطيران.Credit: Photo by GEOFF ROBINS/AFP via Getty Images

كان هذا الحادث واحدًا ضمن سلسلة حوادث بارزة أثارت تساؤلات كبيرة حول سلامة الطيران هذا العام.

ومع ذلك، نجا كارلتون وجميع ركاب تلك الرحلة.

وقال مؤكِّدًا: "أنا محظوظ جدًا.. لنجاتي من هذا الموقف".

لكن لا يزال ما رآه وعايشه على متن الطائرة قبل عشرة أشهر يُسبب له نوبات هلع، كما أنّه أصيب برهاب جديد من الطيران، وهو خوف يعتقد المسافر المخضرم أنّه سيلازمه طوال حياته.

أمر مريب
رجل نجا من تحطم طائرة يسرد تجربته المخيفة وكيف تغيرت حياته
صورة تُظهر كيف بدت مقصورة الطائرة من الداخل.Credit: Transportation Safety Board of Canada

لا تزال تفاصيل ما حدث داخل الطائرة حاضرة في ذهن كارلتون، فمع اقتراب نهاية الرحلة التي استغرقت 90 دقيقة تقريبًا، كانت الطائرة "تهتز بشدّة"، كما شعر أنّها تتحرك بسرعة.

وعند وقوع الحادث، قال: "اصطدمنا بقوة، ككتلة من الطوب، وكانت ألسنة اللهب وهي تندلع من نافذتي أول ما رأيته".

شعر الأمريكي بالخوف من المشهد بينما ملأ صوت احتكاك هيكل الطائرة المعدني بالخرسانة مقصورة الطائرة.

وقال كارلتون: "شعرت أنّنا ننزلق إلى الأبد، ومن ثمّ توقفنا أخيرًا".

عمّ الهدوء المقصورة، باستثناء أصوات الإنذار التي انطلقت من الساعات الذكية، عندما رصدت الأجهزة شدة الصوت وقوة الارتطام.

عندما اختفت النيران عن الأنظار، انصبّ تفكير كارلتون فورًا على التأكد من وجود فرصة للنجاة.

وفيما كان الركاب معلقون، تفقد كارلتون الغريب الذي لم ينتبه إليه عندما بدأت الرحلة. كما اطمأن الغريب عليه أيضًا، وساعده على فك حزام الأمان للنزول.

تسابق الركاب لمساعدة بعضهم البعض في الدقائق التي سبقت فتح الأبواب.

ومن ثمّ تدفق وقود الطائرة إلى المقصورة بينما زحف كارلتون نحو المخرج، أثناء إزاحة الأمتعة التي سقطت من الخزائن العلوية في الوقت ذاته ليُفسح الطريق للركاب الآخرين.

لم يتم الإعلان عن سبب التحطم بعد.

رائحة الوقود

فور مغادرته الطائرة والسير لبضع خطوات، بحث كارلتون عن زميلٍ له كان قد سبقه إلى الخارج.

قد يهمك أيضاً

وقف الأمريكي على المدرج وشاهد اثنين من رجال الإطفاء يقفزان من الطائرة لحظة انفجار جزء من الحطام.

لم يكن معه شيء، فقد غادر الطائرة بدون هاتفه، وأدويته، وأمتعته.

وأمامه، شاهد كارلتون طفلاً ورجلاً يكافحان للتنفس عند مغادرتهما على متن مروحية قبل وصول حافلتين لنقل بقية الناجين إلى مبنى الركاب. 

كانت رائحة وقود الطائرات نفاذة لدرجة أنّهم اضطروا لفتح النوافذ.

وعندما وصل إلى فندقه، حاول كارلتون الاستحمام مرارًا وتكرارًا في محاولةٍ للتخلص من رائحة وقود الطائرات.

ملامح الإنسانية

في تلك الليلة، خرج كارلتون مع زملائه لاحتساء الجعة وتناول الطعام، وكان لا يزال يرتدي ملابسه القديمة الملطخة بوقود الطائرات.  أبدى شخص غريب كرمه تلك الليلة ودفع ثمن وجبتهم.

أنفق كارلتون 170 دولارًا تقريبًا على المكالمات من غرفته في الفندق تلك الليلة، متحدثًا إلى زوجته كارولين وأطفالهما.

وفي صباح اليوم التالي، دخل الأمريكي متجر الهدايا في الفندق، وحينها أدرك غريب، ما مرّ به كارلتون في اليوم السابق بعد مشاهدة الأخبار. 

لذا ذهب الرجل إلى شاحنته ليهدي كارلتون إحدى قمصانه.

وفي وقتٍ لاحق من ذلك الصباح، اشترت الشركة، التي كان كارلتون في تورنتو للقاء ممثليها، بعض المستلزمات له ولزملائه، مثل البناطيل الرياضية، وأدوات النظافة الشخصية.

وقال كارلتون: "في ظل كل ما يحدث في العالم، تجلّت الإنسانية ولو للحظات، وكان ذلك مُنعشًا حقًا".

عرضت شركة "دلتا" لاحقًا 30 ألف دولار نقدًا "بدون أي قيود" على كل راكب على متن الطائرة.

وفي بيانٍ أُرسل إلى CNN الأسبوع الماضي، قال متحدث باسم شركة "دلتا": "بالنسبة لنا جميعًا في شركة إنديفور إير ودلتا، لا شيء أهم من سلامة عملائنا وموظفينا. لهذا السبب، نواصل المشاركة بشكلٍ كامل في التحقيق الذي يقوده مجلس سلامة النقل الكندي. واحترامًا لنزاهة هذا العمل الذي سيستمر حتى صدور التقرير النهائي، ستمتنع إنديفور إير ودلتا عن التعليق".

يشارك حاليًا حوالي 55 شخصًا في قضايا مرفوعة ضد "إنديفور" و"دلتا" بسبب الحادث، وفقًا لمحامي كارلتون، جيم براوشل، في شركة "Motley Rice".

"لستُ الشخص ذاته"

يواجه كارلتون أول شتاء له منذ تحطم الطائرة، ولا يُساعده طقس مينيابوليس البارد على التخفيف من الصدمة التي تعرّض لها، موضحًا: "لقد شهدنا أول عاصفة ثلجية هنا. أيقظتني الرياح العاتية والثلوج المتساقطة، وشعرتُ وكأنني على مدرج المطار مجددًا".

كما تراوده كوابيس  يرى فيها تصاعد النيران من أرضية السيارة، وأحيانًا من النوافذ، تمامًا كما رأى من نافذة الطائرة.

تؤثر الصدمة على حياته اليومية بطرق أخرى أيضًا، فهو يعاني من ضعف في السمع، كما تغير نطقه. 

رجل نجا من تحطم طائرة يسرد تجربته المخيفة وكيف تغيرت حياته
بيت كارلتون مع عائلته.Credit: Courtesy Pete Carleton

وقالت زوجته كارولين: "إنّه مختلف. إنّه يصغي لما نقوله، لكننا نشعر أنّه لا يستمع حقًا. إنّه يستجيب، ولكن ليس تمامًا".

لا يزال كارلتون يعمل، لكنه لا يسافر.

وأكّد: "أنا لست الشخص الذي كنت عليه حينها".

وبينما لا تزال مخاوفه حاضرة، إلا أنّه وجد متنفسًا يؤثر بشكلٍ إيجابي على حياته.

كارلتون شغوف بالطيور الجارحة، ويساهم في حماية الحياة البرية من خلال التطوع في مركز متخصص في الطيور الجارحة في مينيابوليس. 

هذه خطوة صغيرة، لكنه يعتبرها بداية.

يدرك كارلتون أنّ الحادثة المروعة في تورنتو ستظل تُلقي بظلالها عليه طوال حياته. 

ورُغم امتنانه لنجاته، إلا أنّه لا يسعه إلا أن يسأل نفسه: "لماذا ما زلت هنا؟ ماذا يُفترض بي أن أفعل؟".

قد يهمك أيضاً

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

السابق ألوان حياديّة وقصّات كلاسيكيّة.. أزياء ميلانيا ترامب في فترة الأعياد
التالى زيلينسكي يكشف عن مقترح أمريكي لصيغة جديدة للمحادثات حول أوكرانيا

 
c 1976-2025 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.