اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 06:39 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تساءلت يوما كيف تبدو الآلات الموسيقية من الداخل؟
يكشف المصور الأسترالي تشارلز بروكس عن العوالم الداخلية المذهلة للآلات الموسيقية في هذه السلسلة التي تحمل عنوان Architecture In Music (العمارة في الموسيقى).
ويلتقط بروكس مشاهد آسرة من داخل آلات موسيقية مثل البيانو، والكمان، والتشيلو، وغيرها، محوّلًا تصميماتها الداخلية إلى فضاءات معمارية شاسعة، حيث تتلاقى الموسيقى والتصوير الفوتوغرافي لصنع سيمفونية مذهلة من الفن البصري.

يقول بروكس المقيم في مدينة ملبورن الأسترالية، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "بصفتي عازف تشيلو محترف في الأوركسترا لمدة 20 عامًا، كنت أحفظ الشكل الخارجي لآلتي عن ظهر قلب. لكن طوال تلك السنوات لم أرَ ما بداخلها إلا مرتين فقط عندما كانت تخضع للإصلاحات".
ويُوضح بروكس أن هناك الكثير من الموسيقيين الذين لم يروا أبدًا ما يُوجد داخل آلاتهم، إذ عادة ما تكون الأسطح الخارجية للآلات مصقولة بإتقان، بينما تظهر في الداخل، آثار أدوات الصانع الأصلي، والإصلاحات، والأكسدة الناتجة عن قرون من الاستخدام.
ويضيف: "أجد هذا أمرًا مدهشًا، إذ لكل آلة قصتها الفريدة".

كما هو متوقع، تمثل التحدي الأكبر في كيفية توثيق الآلات الموسيقية من الداخل، وقد استخدم بروكس مناظير طبية معدّلة خصيصًا، حيث لا يمكن إلا لعدسة الكاميرا الولوج إلى داخل الآلة.
ويشرح قائلا: "هذه العدسات ليست مصممة لهذا النوع من العمل. لذلك اضطررت لاستخدام العديد من الأدوات والتقنيات لتكييفها".

ويلفت المصور الأسترالي إلى أن هناك أيضًا العديد من المخاطر الواجب تجنبها، خاصة عند التعامل مع آلات موسيقية باهظة الثمن مثل كمان "ستراديفاريوس"، الذي يبلغ سعره 20 مليون دولار.

يرى بروكس أن الصورة التي يُكشف عنها داخل آلة "الديدجيريدو"، وهي آلة نفخ موسيقية أسترالية، تعد الأبرز بين صور هذه السلسلة، قائلا: "كنت أتوقع أن أرى آثار نحت خشنة، لكنني وجدت بدلًا من ذلك بنية عضوية داكنة باللونين الأسود والأحمر، تبدو أشبه بكهف أو بسديم في الفضاء. هذه الآلات لا تُجوف يدويًا، بل يقوم النمل الأبيض بتجويفها".
ويتابع: "لدى السكان الأصليين أسطورة تقول إن أول ديدجيريدو صُنِع عندما نُفخ في جذع شجرة مجوّف لطرد النمل الأبيض، فطار النمل الأبيض إلى السماء، وتحول إلى نجوم على أنغام موسيقى مدهشة"، موضحًا: "يُعجبني كيفية انعكاس هذه الأسطورة على البنية الداخلية للآلة ذاتها".

اعتُبرت آلة الكمان الأصعب من ناحية التوثيق البصري، إذ يشرح المصور الأسترالي أن الأمر استغرق منه وقتًا طويلًا لإيجاد طريقة لإنتاج صور عالية الدقة بعدسة صغيرة بما يكفي لتدخل عبر فتحة الزر، وهي المساحة الصغيرة في أسفل الآلة التي غالبًا ما تضم وتدًا تُثبت إليه الأوتار.
ويضيف: "ما أن وضعت العدسة في مكانها حتى كانت المساحة مظلمة للغاية، لذا احتجت إلى استخدام أضواء خاصة".
ويتابع: "استخدام الأضواء كان فيه مجازفة من ناحية إتلاف الطلاء الهش. كلما حللت مشكلة ظهرت أخرى. أما الآن فقد أصبحت قادرًا على تصوير بعضٍ من أثمن آلات الكمان في العالم، وتتمتع بتواريخ مميزة تمتد لقرون عديدة".

وقد حظيت هذه السلسلة المستمرة بردود فعل واسعة النطاق منذ عرضها لأول مرة عام 2022، ولا تزال حتى الآن تحصد الثناء والإشادة من قبل رواد منصة التواصل الاجتماعي "إنستغرام".
ويؤكد بروكس: "كانت ردود الفعل رائعة، لم أكن أتوقع أن تثير الصور هذا القدر من الإبهار"، مضيفًا: "آمل أن أتمكن قريبًا من إنشاء معرض فني تُطبع فيه هذه الصور بالحجم الحقيقي. عندها سأشعر أن المشروع قد اكتمل حقا".
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

