الاثنين 15 ديسمبر 2025 05:28 مساءً في ظل الزخم الكروي المتصاعد الذي تشهده الساحة العربية، ومع اقتراب وصول نسخة بطولة كأس العرب للختام والتي باتت تحظى باهتمام جماهيري وإعلامي واسع، تبرز أهمية تسليط الضوء على آراء الخبراء والنجوم الذين صنعوا تاريخًا مشرقًا في الملاعب العربية. ومن بين هؤلاء، يبرز اسم النجم الليبي الكبير طارق التايب، أحد أبرز صانعي الألعاب في تاريخ الكرة العربية، والذي سحر الجماهير بلمساته الفنية ورؤيته الثاقبة داخل المستطيل الأخضر.
بطولة كأس العرب الحالية لم تكن مجرد منافسة رياضية، بل كانت مناسبة لإبراز التطور الكبير الذي شهدته الكرة العربية على مختلف الأصعدة، سواء من حيث التنظيم أو المستوى الفني أو الحضور الجماهيري اللافت وقد حملت هذه النسخة العديد من المفاجآت، وأعادت إلى الأذهان أهمية هذه البطولة كمنصة لتلاقي المنتخبات العربية وتبادل الخبرات، فضلاً عن كونها فرصة لاكتشاف المواهب الصاعدة وتعزيز الروح الرياضية بين الشعوب.
في هذا الحوار الخاص، نفتح مع الكابتن طارق التايب ملفات البطولة من زوايا متعددة: كيف يرى مستوى التنظيم؟ ما تقييمه لأداء المنتخبات المشاركة؟ من هي المفاجآت السارة؟ ومن الأقرب لحصد اللقب؟ كما نتطرق إلى رأيه في الحضور الجماهيري، ودور الإعلام، وأهمية هذه البطولة في تعزيز مكانة الكرة العربية على الساحة الدولية.
حوار غني بالرؤى الفنية، والملاحظات الدقيقة، والآراء الصريحة، يقدّمه لنا نجم لطالما أمتع الجماهير بمهاراته، ويواصل اليوم إمتاعهم بتحليلاته العميقة من خلال تواجده في برنامج «بيت العرب» على شاشة تلفزيون قطر رفقة القطري علي عيسى … وخرجنا من التايب بالحوار التالي..
*في البدايةً، كيف ترى البطولة العربية من حيث التنظيم والمستوى العام؟
- بصراحة، البطولة العربية هذا العام كانت مميزة جدًا من حيث التنظيم…كل شيء كان مرتبًا بدقة، من الملاعب إلى الإقامة إلى التغطية الإعلامية، التنظيم كان على مستوى البطولات القارية، وهذا شيء يُحسب للجهات المنظمة.. أعتقد أن البطولة بدأت تأخذ طابعًا احترافيًا حقيقيًا، وهذا ما كنا نطالب به منذ سنوات… الجمهور أيضًا كان حاضرًا بقوة، وخلق أجواء رائعة في المدرجات.
*ما رأيك في الحضور الجماهيري؟ وهل ترى أن الجمهور العربي بدأ يستعيد شغفه بالبطولات الإقليمية؟
- أكيد، الجمهور العربي دائمًا كان عاشقًا لكرة القدم، لكن ما كان ينقصنا هو البطولات التي تستحق هذا الشغف… في هذه النسخة، رأينا جماهير من مختلف الدول تملأ المدرجات، وتدعم منتخباتها بحماس، حتى الجماهير المحايدة كانت حاضرة وتستمتع بالمباريات. هذا دليل على أن البطولة بدأت تستعيد مكانتها، والجمهور بدأ يثق في مستواها الفني والتنظيمي.
* من وجهة نظرك، من هو المنتخب الذي لفت الأنظار بأدائه؟
-المنتخب المغربي مع مدربه طارق السكوتي الذي يعمل بسرية بجانب السعودية والأردن والمنتخب الفلسطيني كان مفاجأة سارة... قدم مباريات قوية، بروح قتالية عالية وتنظيم تكتيكي جيد. أيضًا المنتخب السوري أظهر تطورًا ملحوظًا، وكان نِدًا قويًا للمنتخبات الكبرى. أما المنتخبات التقليدية، فقدمت أداءً متوازنًا، لكن لم تكن هناك سيطرة مطلقة من أي فريق، وهذا ما جعل البطولة ممتعة وغير متوقعة.
*هل هناك منتخبات خيّبت الآمال؟
- للأسف، هناك منتخبات لم تكن في أفضل حالاتها… رغم امتلاكها أسماء كبيرة، إلا أن الأداء الجماعي لم يكن مقنعًا، كذلك الأداء كان باهتًا في بعض المباريات، وافتقد للروح التي تعودنا عليها... أعتقد أن بعض المنتخبات دخلت البطولة بثقة زائدة، وهذا أثر على تركيزها.
* من هو المنتخب الأقرب للتتويج باللقب في رأيك؟
- من الصعب التوقع، لكن أرى أن المنتخبات الاربعة حظوظها كبيرة.. جميعهم يمتلكون عناصر شابة مميزة، ومدربًا يعرف كيف يوظف اللاعبين بشكل جيد، خاصة مع الدعم الجماهيري والتنظيم المحلي يصب في مصلحة بعض المنتخبات... لكن كما قلت، البطولة مليئة بالمفاجآت، ولا يمكن استبعاد أي فريق.
* ما هي أبرز مفاجآت البطولة حتى الآن؟
- خروج بعض المنتخبات الكبيرة من الدور الأول كان مفاجأة، مثل تونس التي لم تظهر بالشكل المتوقع وكذلك المنتخب القطري صاحب الضيافة أيضًا فوز منتخبات مثل فلسطين وسوريا على فرق أقوى منهم على الورق، كان أمرًا رائعًا ويعكس تطور الكرة في هذه الدول…المفاجآت هي نكهة البطولات، وهي ما يجعلها ممتعة للجمهور.
* وجودك مع عدد من النجوم العرب في برنامج «بيت العرب» كيف تنظر إليه ؟
-برنامج «بيت العرب» جمعني مع مجموعة مميزة من نجوم العرب سعدت كثيرا بالعمل معهم بقيادة الاخ علي عيسى والذي استطاع أن يحقق نجاحات كبيرة بهذه النوعية الرائعة ويكفي شهادة الجمهور والمتابعين وبيت العرب جمع كل العرب.
* كيف تقيّم المستوى الفني للبطولة مقارنة بالنسخ السابقة؟
- المستوى الفني تحسن كثيرًا. أصبحنا نرى خططًا تكتيكية واضحة، لاعبين محترفين في أوروبا يشاركون، ومدربين على مستوى عالٍ. لم تعد البطولة مجرد مناسبة ودية، بل أصبحت تنافسية جدًا،وهذا ينعكس إيجابيًا على المنتخبات، لأنها تكتسب خبرة وتحتك بمدارس كروية مختلفة.
وماذا عن المنتخب الليبي؟ هل ترى أنه كان بإمكانه التاهل من الملحق ؟
- بكل تأكيد... المنتخب الليبي يمتلك مواهب شابة، لكن ينقصه الاستقرار الإداري والدعم الفني واستمرار الدوري بصورة منتظمة.. لو تم توفير الظروف المناسبة، أعتقد أننا كنا سنكون إضافة قوية للبطولة، أتمنى أن نرى ليبيا في النسخ القادمة، لأن الكرة الليبية تستحق أن تكون حاضرة في المحافل العربية.
* هل ترى أن البطولة ساهمت في إبراز مواهب جديدة؟
- نعم، هناك أكثر من لاعب شاب لفت الأنظار…هذه البطولات فرصة ذهبية للاعبين الشباب لإثبات أنفسهم، وربما تكون بوابة للاحتراف الخارجي.
* كيف ترى دور الإعلام في تغطية البطولة؟
- الإعلام لعب دورًا كبيرًا في نجاح البطولة والتغطية كانت شاملة، من التحليلات إلى اللقاءات إلى التفاعل على مواقع التواصل وهذا ساعد في جذب الجمهور، ورفع من قيمة البطولة. لكن نحتاج أيضًا إلى نقد بنّاء، يسلط الضوء على الإيجابيات والسلبيات، وليس فقط التطبيل.
*أخيرًا، ما هي رسالتك للجمهور العربي واللاعبين المشاركين؟
- رسالتي للجمهور أن يستمر في دعم منتخباته، وأن يثق في قدرات اللاعبين العرب…أما للاعبين، فأقول: هذه فرص نادرة، استغلوها لتقديم أفضل ما لديكم، فأنتم تمثلون أوطانكم، وكل لمسة كرة تُشاهدها الملايين. البطولة العربية ليست فقط منافسة، بل منصة لإبراز الهوية الكروية العربية.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

