اخبار العرب -كندا 24: الاثنين 15 ديسمبر 2025 06:39 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استطاعت المصممة العراقية شهد الشارود أن تبني لنفسها هوية بصرية متفرّدة تمزج بين إرث بلاد الرافدين وروح الحداثة التي اكتسبتها خلال سنوات إقامتها في دولة الإمارات.
كشفت الشارود في مقابلة مع موقع CNN بالعربيّة عن رؤيتها الخاصة لعالم التصميم، وكيفية تعاملها مع عالم الموضة المتجدّد، بالإضافةً إلى أبرز التحديات التي واجهتها على منصّات العروض العالمية، والأحلام التي تسعى إلى تحقيقها.
كيف تصفين الرحلة التي أوصلتكِ إلى عالم تصميم الأزياء؟ وهل تتذكرين لحظة معينة شعرتِ فيها بأنكِ وجدتِ هويتكِ؟
شهد الشارود: بدأت رحلتي مع التصميم من شغف مبكر بالجمال والحرفية؛ كنت أرى في تفاصيل الأقمشة والقصّات لغة سرية تحرّك خيالي. أمّا لحظة اكتشاف هويتي فكانت عند تقديم أول مجموعة لي، حينها أدركت أنني لا أصمّم فحسب، بل أروي قصة امرأة واثقة، فخورة، ومرتبطة بجذورها.
إلى أي مدى تنعكس الثقافتين العراقيّة والإماراتيّة على تصاميمك؟
شهد الشارود: أعتزّ كثيرًا بأصولي العراقية، إذ أنها شكّلت إحساسي الجمالي منذ طفولتي؛ العراق بتاريخِه، وفنونه، وزخارفه العريقة، منحني شغفًا بالتفاصيل الدقيقة، والرموز التي تحمل حكايات تتجاوز كونها مجرد زينة. وظلّ هذا الإرث يسكنني ويُلهِمني في كل خطوة بعالم التصميم.
في المقابل، كان للعيش في دولة الإمارات أثرٌ بالغ في صقل هويتي الفنية. هذه البلاد بثقافتها المنفتحة ودعمها للمبدعين منحتني نظرة عصرية للفخامة، وعلّمتني كيف يمكن للتراث أن يُعاد تقديمه بروح حديثة وعالمية.
بين عمق الجذور العراقية وأفق الحداثة الإماراتية، وُلد أسلوبي الخاص، الذي شكّل مزيجًا من أصالة الشرق ورقيّ الخليج. فكل قطعة أصمّمها تحمل شيئًا من العراق الذي في قلبي، ومن الإمارات التي صنعت مستقبلي، وفتحت أمامي أبوابًا واسعة إلى العالم.

يعيش عالم الموضة تحوّلات متسارعة. كيف تتعاملين مع هذا التغيّر المستمر؟
شهد الشارود: أتعامل مع التغيير كدافع للإبداع، لا كعائق. أتابع التطورات العالمية، لكنني أؤمن أن الثبات الحقيقي يأتي من وضوح الهوية. وما يساعدني على التطوّر هو فهمي العميق لاحتياجات المرأة العربيّة بالتوازي مع تبنّي التقنيات الحديثة والخامات الجديدة من دون التفريط بروح العلامة.
شاركتِ في عروض عالمية في العاصمة الفرنسية باريس. ما أبرز التحديات هناك؟
شهد الشارود: شّكل تقديم الهوية العربية بأسلوب عالمي راقٍ بعيد عن الصور النمطية أبرز التحديّات. أردت أن أُظهر الشرق في أجمل صورة، وأن أثبت قدرتنا على المنافسة في قلب عاصمة الموضة. وكان التحدي الآخر يتمثل بالحفاظ على معايير الفخامة والدقة التي تفرضها المنصّات العالمية.
هل تأثّرتِ بمدرسة أو بمصمم عالمي؟
شهد الشارود: أستلهم من مدارس مختلفة تمزج بين البساطة المعاصرة والفخامة الراقية. لا أتبع مصمّمًا واحدًا، لكن أعمال إيلي صعب و"ديور" و"شانيل" شكّلت لدي حسًّا بالتوازن بين الرقي والأنوثة.
كيف توازنين بين الفخامة والراحة التي تبحث عنها المرأة العربية اليوم؟
شهد الشارود: أؤمن بأن الراحة جزء أساسي من الفخامة. المرأة العربية اليوم نشيطة وتحتاج إلى قصات مدروسة وأقمشة مرنة من دون التخلي عن التفاصيل المترفة. لذلك أبدأ دائمًا من بنية القطعة: كيف تتحرك معها؟ هل يمكنها ارتداؤها لساعات؟ ثم أضيف الزخارف التي تمنحها حضورًا استثنائيًا.
ما العنصر الذي يشكّل بصمتكِ في عالم التصميم؟
شهد الشارود: تكمن بصمتي في المزج بين الدراما الراقية والتفاصيل الدقيقة المستوحاة من الفنون الخليجية. أحب أن تتحوّل كل قطعة إلى رواية مرئية، من الخطوط الهندسية الناعمة، إلى التطريزات المترفة، وصولًا إلى الهيبة الهادئة التي تميّز امرأة "دار ريشه ديزاين" لِشَهد الشارود.

ما اللحظة الأكثر تأثيرًا في مسيرتك حتى الآن؟
شهد الشارود: اللحظة التي شاهدت فيها أول ظهور عالمي لأحد تصاميمي على منصة دولية. حينها شعرت أن سنوات العمل والتركيز على الجودة والهوية بدأت تُترجم إلى حضور حقيقي يتجاوز حدود المنطقة.
ما النصيحة التي توجّهينها للمصممات الإماراتيات الشابات؟
شهد الشارود: أنصحهنّ بالبحث عن هويتهنّ أولًا قبل البحث عن الشهرة. عالم الموضة مزدحم، وما يميّز المصمّمة هو صدقها مع نفسها، وإتقانها للحرفة، واحترامها للتفاصيل والوقت. الاستمرارية أهم بكثير من أي نجاح سريع.
التعاون مع النجماتارتدت الفنانة السوريّة أصالة أحد تصاميمك في حفلها بأبو ظبي. ما تفاصيل الإطلالة؟
شهد الشارود: استوحيت التصميم من الثنائية بين القوة والأنوثة. جاء الفستان بقصّة انسيابية مطرّزة يدويًا بخيوط معدنية تعكس الإضاءة على المسرح، بينما أضفت العباءة كامتداد للفستان لتعزيز الفخامة والحضور، مع لمسة شرقية تعبّر عن شخصية أصالة وتناسب مكان الحفل وطابعه.
ماذا عن إطلالة مدوّنة الموضة العراقية ديما الأسدي بالفستان المخملي في الكويت؟
شهد الشارود: اخترت المخمل لما يملكه من عمق بصري يليق بحضور ديما. وجاءت التطريزات الذهبية مستوحاة من نقوش أبواب الكويت القديمة. عملنا على ضبط درجة اللمعان بدقة لتكون الإطلالة فاخرة دون مبالغة.
من هنّ النجمات اللواتي تفضلين التعاون معهن عربيًا وعالميًا؟
شهد الشارود: أحب العمل مع النجمات اللواتي يدركن قيمة الحرفية والتصميم اليدوي. عربيًا، يسعدني التعاون مع أصالة، ومي عمر، ولجين عمران وغيرهنّ من النجمات والمؤثرات اللواتي يملكن حضورًا يلهمني. عالميًا، أحلم برؤية تصاميمي على زيندايا، وجنيفر لوبيز، وكيم كارداشيان، حيث أجدهنّ نساء يجمعن بين الجرأة والفخامة.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




