بعد حادثة الخطوط الجوية السنغافورية.. هل يجب القلق من المطبات الهوائية أثناء الرحلات الجوية؟

اخبار العرب -كندا 24: الأربعاء 22 مايو 2024 08:53 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما كانت المطبّات الهوائية الجزء الأقل متعة لرحلات الطيران، وخاصة خلال رحلات المسارات الطويلة.

وقد أثارت الحادثة الشديدة التي وقعت على متن الطائرة التابعة للخطوط الجوية السنغافورية، التي أسفرت عن وفاة أحد الركاب، مخاوف بشأن مدى خطورة المطبّات الهوائية.

رغم أن الخبراء أشاروا إلى أنّه من غير المرجح أن تؤدي غالبية الرحلات الجوية إلى وقوع إصابات أو أضرار، إلا أن هناك العديد من الحوادث التي وقعت مؤخرا والتي أثبتت عكس ذلك.

وقد يساعد فهم أسباب حدوث المطبّات الهوائية كل من طاقم الطيران والركاب على التخفيف من تأثيرها.

من جانبه، صرّح بول ويليامز، وهو أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة ريدينغ بالمملكة المتحدة، في بيان صدر أمس الثلاثاء، قائلا: "لحسن الحظ، فإن الوفيات الناجمة عن المطبات الهوائيةعلى متن الرحلات الجوية التجارية تُعد نادرة للغاية، ولكنها للأسف زادت بواقع حالة اليوم".

هناك أربعة مستويات رئيسية من المطبات الهوائية: الخفيفة، والمعتدلة، والشديدة، والأكثر شدّة.

وفي حالات المطبات الهوائية الخفيفة والمتوسطة، قد يشعر الركاب بضغط على أحزمة الأمان الخاصة بهم، وقد تتحرك العناصر غير المثبّته داخل مقصورة الطائرة.

ومع ذلك، في الحالات الأكثر شدّة، يمكن أن تؤدي المطبات الهوائية إلى رمي الركاب حول المقصورة، ما يؤدي إلى إصابات خطيرة أو حتى الوفاة.

ويشرح ويليامز أن "المطبات الهوائية أثناء رحلات الطيران قد تحدث بسبب العواصف، والجبال، والتيارات الهوائية القوية التي تُسمى التيارات النفّاثة".

ويضيف: "في هذه الحالة الأخيرة، قد يكون من الصعب تجنبها، لأنها لا تظهر على رادار الطقس داخل قمرة القيادة".

أفادت إدارة الطيران الفيدرالية التابعة لوزارة النقل الأمريكية أن 30 راكبًا و116 من أفراد طواقم الطيران أصيبوا بجروح خطيرة بسبب المطبات الهوائية بين عامي 2009 و 2021.

ويقدّر عدد ركاب الخطوط الجوية حاليًا بحوالي 4 مليارات مسافر سنويًا، لذلك من الواضح أن مثل هذه الحوادث لا تزال نادرة.

وتشير إدارة الطيران الفيدرالية إلى أن المطبات الهوائية تُعد السبب الرئيسي لإصابات طواقم الطيران والركاب في الحوادث غير المميتة على متن شركات الطيران التجارية.

ونظرا لأن شركات الطيران ليست مطالبة بالإبلاغ عن الإصابات الطفيفة، فإن العدد الإجمالي للإصابات غير واضح.

أما عن الوفيات، مثل حادثة الخطوط الجوية السنغافورية، فهي تُعد نادرة للغاية. 

وفي ديسمبر/ كانون الأول من عام 1997، شهدت رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية المتحدة، والتي كانت متجهة من مدينة طوكيو إلى هونولولو، مطبات هوائية أدت إلى مقتل شخص واحد.

ويشير مارك بروسر، وهو باحث الأرصاد الجوية بجامعة ريدينغ، إلى أن المطبات الهوائية أثناء رحلات الطيران قد تشكل خطورة في بعض الأحيان.

ويقول: "ستحتاج شركات الطيران إلى البدء بالتفكير في كيفية إدارة المطبات الهوائية المتزايدة، إذ إنها تكلّف صناعة الطيران ما بين 150 إلى 500 مليون دولار سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها".

أفادت دراسة أجرتها جامعة ريدينغ أن المطبات الهوائية الشديدة زادت بنسبة 55% خلال العقود الأربعة الماضية بسبب تأثير تغير المناخ.

ووجد التقرير، الذي نُشر في شهر يونيو/ حزيران عام 2023، أنه عند نقطة متوسطة فوق شمال المحيط الأطلسي، وهو أحد أكثر مسارات الطيران ازدحامًا في العالم، ارتفع إجمالي المدة السنوية للمطبات الهوائية الشديدة بنسبة 55% بين عامي 1979 و2020.

وفي عام 2022، قال ويليامز، الذي شارك في تأليف الدراسة، لـ CNN إنه يعتقد أن المطبات الهوائية الشديدة "يمكن أن تتضاعف ثلاث مرات خلال العقود المقبلة".

وأرجع  ويليامز ذلك إلى "اضطراب الهواء الصافي"، وهو نوع من المطبات الهوائية التي تحدث فجأة ومن الصعب للغاية تجنّبها.

وبحسب الأرقام الصادرة عن المجلس الوطني لسلامة النقل، لم يتلق طاقم الطيران أي تحذير في حوالي 28% من الحوادث المرتبطة بالمطبات الجوية خلال الفترة بين 2009 و2018.

وتوقع تحليل ويليامز أن الاضطرابات الهوائية الصافية ستزداد بشكل كبير في جميع أنحاء العالم خلال العقود المقبلة.

الإجابة المختصرة هي نعم، إذ أشار تقرير صدر عام 2021 عن المجلس الوطني لسلامة النقل، وهي وكالة تابعة للكونغرس الأمريكي، إلى أن غالبية الركاب الذين أصيبوا في حوادث "مرتبطة بالمطبات الهوائية" لم يرتدوا أحزمة الأمان في ذلك الوقت.

ونظرًا لأنه من المستحيل في بعض الأحيان توقع متى ستواجه الطائرة اضطرابات الهواء الصافي، فإن الطريقة الوحيدة للبقاء آمنًا بنسبة 100% هي إبقاء أحزمة المقاعد مربوطة طوال الرحلة.