أخبار عاجلة
3 أجبان كاملة الدسم تحمي من ألزهايمر -
أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية -

كاتبان عربيان يُعيدان تعريف الفانتازيا من جدة إلى السويد

كاتبان عربيان يُعيدان تعريف الفانتازيا من جدة إلى السويد
كاتبان
      عربيان
      يُعيدان
      تعريف
      الفانتازيا
      من
      جدة
      إلى
      السويد

اخبار العرب -كندا 24: الخميس 18 ديسمبر 2025 10:03 صباحاً لم تعد الفانتازيا في المشهد الأدبي العربي مجرّد عوالم سحرية للهروب من الواقع، بل تحوَّلت، في تجارب جيل جديد من الكتّاب العرب، إلى أداة فكرية حادّة، تُناقش القضايا الأكثر حساسية: الهوية، والاختلاف، والسلطة، والمنفى، والخوف المعاصر.

في معرض جدة الدولي للكتاب، وتحديداً في جناح مركز الأدب العربي، بدا هذا التحوّل واضحاً، حين التقى كاتبان عربيان شابان جمعتهما الدراسة في الخارج، وحبّ هذا الخط الكتابي، واختلاف الجغرافيا، ووحدة الأسئلة.

الأول هو عبد العزيز السيهاتي، كاتب سعودي قدَّم 8 روايات فانتازية ذات بُعد فلسفي، والثاني الوليف قتيبة قصاب باشي، كاتب سوري مقيم في السويد منذ عام 2015، يكتب الفانتازيا والرعب والفلسفة من قلب تجربة المنفى.

الفانتازيا العربية... لماذا الآن؟

تُشير تقارير هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية إلى تنامي الإقبال على الأنواع السردية غير التقليدية، وعلى رأسها الفانتازيا والخيال، خصوصاً بين القرّاء الشباب، مع تحوّل هذه الأنواع إلى مساحة لمناقشة قضايا فكرية وإنسانية بعيداً عن المباشرة والخطاب الوعظي. هذا التحوّل لا ينفصل عن اتّساع فرص النشر والدعم الثقافي، وتجربة الابتعاث والدراسة في الخارج، والاحتكاك بثقافات مختلفة أعادت طرح سؤال «مَن نحن؟» بصيغة جديدة.

الفانتازيا كونها حماية للفكرة

في أعمال عبد العزيز السيهاتي، لا تأتي الفانتازيا على هيئة زخرفة سردية، بل آلية واعية لتجريد الفكرة من الاتهام المباشر.

في رواية «تعويذة محرّمة»، يرسم عالماً يُعاقَب فيه كلّ مَن يملك كتاباً، وتُعدم الكتب لكونها خطراً وجودياً. من قلب هذا القمع، تصل إحدى النسخ المنقَذة إلى مكتبة الأكاشا، المكتبة الأسطورية القادرة على إخراج شخصيات الكتب إلى الواقع.

من جلجامش إلى نصوص فلسفية حديثة، ومن الكلاسيكيات إلى أعمال معاصرة، تخرج الشخصيات لتحقيق غايات محدَّدة، في فانتازيا فلسفية تناقش السلطة، والمعرفة، والخوف من الكلمة.

وفي رواية أخرى، «ذات الجناحين القرمزيين»، يختار السيهاتي الرمز بدل الخطاب. فتاة خُلقت بجناحَيْن بلونَيْن مختلفين في عالم تحكمه ألوان محدّدة، لتتحوّل هذه الخصوصية إلى سبب للنبذ.

الجناحان هنا ليسا سوى استعارة عن الاختلاف بكل أشكاله: الديني، واللغوي، والثقافي، والعرقي.

يقول السيهاتي إنّ اختياره للفانتازيا يعود إلى «حرّية الفكرة»، إذ يمكن مناقشة القضايا دون أن تُسقَط على أشخاص أو دول بعينها، وهو توجّه ينسجم مع رؤية وزارة الثقافة السعودية في دعم التنوّع السردي والابتكار الأدبي.

قتيبة قصاب باشي: الفانتازيا مساحة نجاة

على الضفّة الأخرى من التجربة، يكتب قتيبة قصاب باشي من السويد، حيث استقر منذ عام 2015.

تأتي روايته الأشهر «عزير» لكونها عملاً فانتازياً فلسفياً يناقش وضع العرب والمسلمين في المجتمعات الغربية، مُتّكئاً على تجربة شخصية عاشها الكاتب مع عائلته.

في الرواية، تتقاطع قضايا: المرأة العربية في الغرب، ونظرة الشرق الأوسط إلى الغرب والعكس، والمرأة في الأديان، ومفاهيم الخلاص، والعقاب، والهوية.

ويمزج قصاب باشي بين السرد الروائي والفلسفة والدين، مستحضراً شخصيات وأفكاراً من المسيحية والإسلام والتحليل النفسي، من صَلب المسيح إلى فرويد، من دون الوقوع في خطاب تصادمي. وقد لاقت الرواية انتشاراً واسعاً في دول الخليج وأوروبا، لتصبح من أكثر أعماله تداولاً.

إبليس... من السرد الديني إلى الفانتازيا السياسية

في روايته «بروتوكولات حكماء العالم»، يذهب قصاب باشي إلى منطقة أكثر جرأة، فيعيد قراءة قصة إبليس، لا من زاوية آدم وحواء، بل من وجهة نظر إبليس نفسه. الرواية تستند إلى مصادر إسلامية خالصة، مع مقاربة نقدية للإسرائيليات، وتنسج فانتازيا سياسية تتقاطع فيها بدايات الخلق، والتحالفات البشرية، والتنظيمات السرية، والماسونية.

هنا، لا يُقدَّم إبليس بوصفه رمزاً ميتافيزيقياً فقط، بل على أنه فاعل في التاريخ البشري، في عمل فانتازي كامل، يحرص -وفق الكاتب- على عدم الاصطدام مع العقيدة الإسلامية، بل على محاورتها.

الرعب النفسي والكارما الحديثة

في رواية «عشرة ميليغرام»، ينتقل قصاب باشي إلى الرعب النفسي، عبر شخصية طبيب نفسي متخصّص في المخدرات، يعود بعد 20 عاماً للتحقيق في جريمة قديمة بأسلوب انتقام سيكولوجي خالص.

الرواية، ذات الطابع السوداوي، تستلهم الأدب الروسي، لكنها تُعيد صياغته بلسان عربي معاصر، وتناقش الإدمان، والذنب، والعدالة النفسية، بعيداً عن العنف المباشر.

جيل يكتب الخيال بوعي فلسفي

رغم اختلاف السياقَيْن، يلتقي السيهاتي وقصاب باشي عند نقطة مركزية: الفانتازيا ليست هروباً، بل أداة تفكير. السيهاتي يستخدمها لتجريد الفكرة من الاتهام، وقصاب باشي يستخدمها مساحة نجاة وتأمُّل في تجربة المنفى. كلاهما ينتمي إلى جيل عربي درس في الخارج ويكتب من مسافة نقدية، ويرى القارئ شريكاً في التأويل، لا متلقياً سلبياً.

من الورق إلى الشاشة؟

يحظى هذا النوع من الأدب باهتمام متزايد من القرّاء، ومعه تتصاعد المطالب بتحويل هذه الأعمال إلى أفلام أو مسلسلات. وإنما الكاتبان يتفقان على أنّ عوالم الفانتازيا العربية، بما تحمله من عمق رمزي وتعقيد بصري، تحتاج إلى إنتاج واعٍ يحترم النص قبل تحويله إلى صورة.

ما بين جدة واستوكهولم، تتشكّل ملامح فانتازيا عربية جديدة، لا تهرب من الواقع، بل تعود إليه مُحمّلة بالأسئلة؛ فانتازيا تكتب الخيال، لكنها تفكّر بعمق في الإنسان.

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

السابق ما السن التي تتراجع فيها اللياقة البدنية؟
التالى فنان يوناني يُعيد قراءة الإسكندر الأكبر في معرض بمكتبة الإسكندرية

 
c 1976-2025 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.