اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 11:03 صباحاً خمسة أفلام قصيرة أنجزتها مجموعة من المخرجات العربيات الشابات في تجاربهن الأولى، راهنّ خلالها على القصص الإنسانية، قدمت ضمن برنامج «آفاق × نتفليكس: مختبر الفيلم القصير لصانعات أفلام صاعدات»، بمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» الدولي.
البرنامج الذي أطلقته «نتفليكس» بالشراكة مع الصندوق العربي للثقافة والفنون «آفاق» لدعم عشرين موهبة من السعودية والإمارات ومصر والأردن والكويت، قدم عروضه السينمائية بميدان الثقافة، الاثنين، ضمن فئة «رؤى البحر الأحمر» التي تُعنى بالأعمال ذات الرؤية السينمائية الجديدة، حيث برزت حساسية عالية لدى صانعات هذه الأفلام تجاه الدراما الإنسانية، وتمسّك واضح بالرغبة في رواية قصص صغيرة في حجمها، كبيرة في شعور شخصياتها وحِدّة أسئلتها.
من بين هذه التجارب جاء فيلم «جريش سلام» للمخرجتين تالة الحربي وزهرة الضامين، الذي تدور أحداثه خلال عام 2005 في السعودية، ويرصد رحلة «سلمى»، ذات الأحد عشر عاماً، التي تصطدم برغبة والدتها في كبح شغفها بكرة القدم.
قدّم الفيلم صورة ناعمة عن الإصرار في أكثر لحظاته طفولية وبراءة، وعن الفارق بين جيل يريد أن يعيش العالم كما يراه، وجيل يلتزم بالقواعد والتقاليد كما يعرفها.
أما فيلم «مكان ثاني» للمخرجة الكويتية هيا الغانم، فيذهب إلى الكويت ليقدّم قصة «دانا» التي تهرب في العاشرة من عمرها من منزل يضيق بها، فلم يكن الهروب هنا مجرّد حركة تمرد، بل بمنزلة بحث فطري عن مكان تكتشف فيه ذاتها بعيداً عن صخب العائلة واضطراباتها.
ومن مصر، قدّمت المخرجة سهى بلال فيلم «عن أشباحهُن»، الذي يتابع «أنيسة»، السيدة المصابة بألزهايمر، وهي تعيش في عزلة يغمرها الحنين نحو ماضٍ يتبخر تدريجياً، بينما ترافقها «نورا»، مقدمة الرعاية التي تخشى تكوين عائلتها الخاصة، فيلتقي الماضي المتآكل بالحاضر المتوتر، وتتحول العلاقة بين المرأتين إلى مرآة تعكس هشاشة العمر والخوف من المستقبل.
ومن الإمارات، حمل فيلم «لا أثر للأفق»، للمخرجة إيمان الخليفة، قصة مغادرة «عمر» بلداً تمزقه الفوضى بحثاً عن مستقبل آمن لعائلته، وتبقى والدته معلّقة بين المكالمات المقتضبة والقلق الدائم، لا يسعى الفيلم إلى تصوير الحرب مباشرة، بل يعرض أثرها عبر صمت مؤثر، من خلال الأم التي تنتظر أخباراً قد لا تأتي، وتحاول أن تبقي نفسها واقفة رغم ثقل الهاجس الذي يخيّم على البيت.
أما فيلم «ثورة غضب» للمخرجة عائشة شحالتوغ، فيتجه نحو الأردن ليروي رحلة شقيقتين تهربان في شاحنة زرقاء من قسوة والد لا يمكن التنبؤ بغضبه، الهروب هنا ليس خلاصاً كاملاً، بل مواجهة مع الحقيقة التي تنتظر دائماً في نهاية الطريق، فيما ركزت الأفلام الخمسة على المشاعر الموجودة لدى الأبطال بشكل كامل.
جاءت هذه الأفلام بعد خمسة أشهر من التدريب المكثف ضمن برنامج «مختبر الفيلم القصير»، حيث تلقت المشاركات ورشاً في الكتابة والإخراج والإنتاج والتصوير والمونتاج، بإشراف مجموعة من الأسماء البارزة في صناعة السينما لتشكل كل مجموعة نسائية فريق عمل مشروع سينمائي مع حصول كل فريق على 25 ألف دولار باعتبارها منحة لتنفيذ مشروعهن السينمائي، وفق حديث المديرة التنفيذية لـ«آفاق» ريما مسمار.
وتقول ريما لـ«الشرق الأوسط» إن «تدريب الفتيات في بداية مشوارهن العملي على يد مرشدات لديهن خبرة في العمل السينمائي على غرار بعض الأسماء المتميزة التي شاركت معهن مثل جوانا حاجي توما من لبنان وكوثر يونس من مصر أكسبهن خبرة وساعدهن كثيراً في تقديم تجربتهن الأولى في الأفلام القصيرة»، لافتة إلى أن شراكتهم مع شبكة «نتفليكس» وفرت بيئة دعم بتفاصيل جزء منها فني بالأساس لصانعات الأفلام.
وأكدت حرصهم على التوسع في المشروع الذي يدعم صانعات الأفلام خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى أن انطلاق عروض الأفلام من «البحر الأحمر» مجرد بداية مع منح صانعات الأفلام حقوق تسويق وبيع مشاريعهن للجهات التي يخترنها.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




