طرابلس اللبنانية "عاصمة للثقافة العربية"

طرابلس اللبنانية "عاصمة للثقافة العربية"
طرابلس اللبنانية "عاصمة للثقافة العربية"

اخبار العرب -كندا 24: الأحد 26 مايو 2024 02:40 صباحاً وأقيمت احتفالية رسمية للمناسبة حضرها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء وسفراء عرب وأجانب معتمدون في لبنان.

أصل الحكاية

ففي شهر مايو من عام 2015، قرّرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "أليكسو"، التابعة لجامعة الدول العربية، اختيار مدينة طرابلس اللبنانية "عاصمة الثقافة العربية 2021" إلا أنه وبسبب ظروف البلاد وأبرزها انفجار مرفأ بيروت، ووباء كورونا، وافقت "أليكسو" على طلب لبنان تأجيل الحدث إلى عام 2023، ثمّ إلى العام الحالي 2024.

وتعد مدينة طرابلس، العاصمة اللبنانية الثانية، ومن أكثر مدن ساحل شرق البحر الأبيض المتوسط التي تضم مواقع أثرية، وعرفت بعاصمة المماليك الثانية بعد مدينة القاهرة.

ويقول التاريخ أن المدينة عرفت باسم طرابلس نسبة لاسم "تريبوليس" Tripolis، أي المدن الثلاث باللغة اليونانية، وهي مدينة تاريخية، وتضم ما يفوق 180 معلماً أثرياً، تتنوع ما بين مسجد وكنيسة وخان وحمام ومدرسة وزاوية وسوق وقصور، وغيرها من المواقع والمعالم الثقافية التي تشكل وجه طرابلس الحضاري.

وطرابلس مدينة تطل على تاريخ ثقافي عريق، وتحديداً في مرحلة ما قبل استقلال لبنان، ويحاول أبناء المدينة إعادتها إلى موقعها التاريخي.

ويشكو بعض كبار المدينة، في دردشة مع موقع سكاي نيوز عربية، من "التردي الكبير في أوضاع المدينة التي تم تتويجها عاصمةً للثقافة العربية في وقت يئن لبنان تحت وطأة الانهيار الاقتصادي ومن عدم الاستقرار الأمني في الجنوب".

 إسطنبول الثانية

يقول ابن المدينة، رئيس لجنة الآثار والتراث والسياحة في بلدية طرابلس خالد عمر تدمري لموقع سكاي نيوز عربية "نحن في البلدية أقمنا 5 مشاريع توأمة مع 5 مدن في تركيا بهدف الاستفادة من خبرات الأتراك خاصة في مجال العمل البلدي بغية تحسين مظهر المدينة أسوة بمناطق في إسطنبول، مثل منطقة الفاتح، التي تشكل شبه الجزيرة التاريخية هناك".

ويضيف تدمري "لدى طرابلس الكثير من المقومات التي تجعلها مثل إسطنبول، لكن الأمر بحاجة لعناية خاصة من الدولة ووضع خطط استراتيجية".

ويشير تدمري إلى أن "لدى غرفة الصناعة والتجارة في المدينة رؤية لجعل طرابلس عاصمة اقتصادية لما تتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي مع جوارها من شأنه أن يؤهلها لتكون بوابة اقتصادية كما كانت على مر العصور، أي منذ أسسها الفينيقيون الذين عاشوا في لبنان منذ آلاف السنين".

ويضيف "طرابلس لها مقومات مختلفة عن إسطنبول رغم أنها تحمل المقومات التاريخية القادرة على جذب السياح، وهي مدينة قادرة على القيام بهذا الدور لأنها قامت به سابقاً على مر القرون الماضية ولغاية تأسيس الجمهورية اللبنانية".

ويتابع "طرابلس لها ميناؤها التاريخي الذي يعد من أكبر المرافئ على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وقد توسع دوره مؤخراً بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس من عام 2020".

يكمل تدمري "مرفأ طرابلس أقرب جغرافياً إلى سوريا وتركيا وأوروبا وقد يعول عليه في إعادة إعمار سوريا".

وينوه بقرب المدينة "من مطار القليعات الموجود في سهل عكار، في حال تم تفعيل هذا المطار مع معرض رشيد كرامي الدولي (الذي يعد أكبر معرض من حيث المساحة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط) تغدو المرافق كافية للنهوض بالمدينة إضافة إلى مصفاة تكرير النفط المعطلة منذ 50 عاماً والتي كان يصل إليها النفط من كركوك العراقية ليصدر من طرابلس إلى الخارج".

ويردف "تمتاز المدينة باليد العاملة الحرفية وبمطبخها الشرقي وحلوياتها وقربها الجغرافي من جبال الأرز ووادي قاديشا السياحي ما يجعلها مقصداً للسياح العرب والغربيين الذين يبحثون عن سحر الشرق؛ وتتميز بانتشار الجزر أمام ساحل مدينة الميناء وبمحمية جزر النخيل التي تضم 7 جزر مسجلة على لائحة المحميات البيئية في البلاد وتعد مقصداً هاماً للسياحة البيئية".

 هل تستحق اللقب؟

يجيب تدمري "نعم تستحقه وبجدارة، وكانت تضم ابان فترة الحكم الفاطمي أكبر مكتبة في العالم (مكتبة دار العلم) وتحوي أكثر من 3 ملايين كتاب ومخطوطة".

ودعا تدمري إلى "إحياء هذه المكتبة لمناسبة إعلان المدينة عاصمة للثقافة خصوصاً أن طرابلس خرّجت العديد من العلماء، بعضهم مخترعون وصل صيتهم إلى أقاصي العالم، أبرزهم ابن لاشين الطرابلسي الذي اخترع الطوربيد البحري، وله جناح خاص بإنجازاته في المتحف البحري الحربي في الولايات المتحدة الأميركية".

طرابلس أسلوب حياة

بدوره أوضح الناشط في الحقل الهندسي، المهندس المعماري منذر حمزة في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية قائلا "عرفت طرابلس بالتجارة والصناعة والمصانع وبغناها ببساتين البرتقال.. بناها المماليك وكانت من أجمل المدن التاريخية إلا أن الأحداث الأمنية والاقتصادية تعيق ترميم المناطق والمنازل والأحياء التاريخية فيها".

ورأى "أن طرابلس قادرة أن تكون مثل إسطنبول".

أما عن اللقب فقال "لا يعني بالضرورة كتابة قصائد الشعر فالمدينة غنية بكبار أسماء الكتاب والأدباء والمؤرخين ومنهم من ذاع صيته بثقافته في مصر والحجاز وتركيا.. فطرابلس أسلوب حياة".

 عوائق

وتحدث حمزة عن انتقادات طالت تأخير الافتتاح، ودعا إلى إقامة نشاطات غير اعتيادية، وقال "ثمة عوائق في المرصاد أبرزها ضعف المبادرات الخاصة وهناك جيل لا يعرف تاريخ المدينة أو عمرها الحقيقي".

وختم "نحتاج إلى إعادة الثقة بالمدينة وبلبنان عموماً، فطرابلس مظلومة علماً أنها قادرة أن تكون مثل إسطنبول في حال نالت الاهتمام من الدولة".

وأشار الى وجود 3 مراكز ثقافية فيها: "الرابطة الثقافية وبيت الفن ومركز الصفدي، والمطلوب إحياء هذه المراكز وفقا للكفاءات المتوفرة في المدينة والتركيز على نشاطات ذات مستوى ثقافي عال لجذب السياح والزوار".

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

التالى أنشيلوتي: كورتوا سيلعب أمام دورتموند.. وهذه مفاتيح الفوز

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.