أخبار عاجلة
نتنياهو مخادع لكن سياسة بايدن أكثر سوءًا -

"ليتني أجوع معهم" كيف تابع أب فلسطيني وضع طفليه في مستشفى الشفاء؟

"ليتني أجوع معهم" كيف تابع أب فلسطيني وضع طفليه في مستشفى الشفاء؟
"ليتني أجوع معهم" كيف تابع أب فلسطيني وضع طفليه في مستشفى الشفاء؟
مستشفى الشفاء بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية

الخميس 4 أبريل 2024 07:54 صباحاً صدر الصورة، EPA-EFE/REX/Shutterstock

التعليق على الصورة،

مستشفى الشفاء بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية

Article information
  • Author, سلمى خطاب
  • Role, بي بي سي نيوز عربي - القاهرة
  • قبل 5 دقيقة

كان زكي دغمش ينتظر بفارغ الصبر أي أخبار تطمئنه عن طفليه اللذين احتُجزا في مستشفى الشفاء شمالي غزة منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وانقطع الاتصال معهما لنحو عشرة أيام بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في المستشفى.

"كنت بموت من الجوع، وكنت أترجى الأطباء كي يعطوني قطعة خبز" هذا أول ما سمعه زكي من ابنه رفيق في أول مكالمة بينهما بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي الاثنين الماضي، ونقل طفليه رفيق (15 عاما) وشقيقته رفيف (14 عاما) إلى المستشفى الأهلي المعمداني شمالي القطاع.

عَلِق زكي في القاهرة بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولم يتمكن من العودة إلى قطاع غزة، وكانت صدمته مضاعفة حين قُصف بيته في غزة في غارة إسرائيلية، وقُتل 11 من أفراد أسرته، بينهم زوجته واثنتان من بناته وثمانية من أحفاده.

نجا طفلاه رفيق ورفيف من القصف، لكنهما أصيبا بجروح خطيرة، إذ يعاني رفيق من كسور مضاعفة في الكتف، وآثار شظية في ظهره، وقد خضع لثلاث عمليات بتر في قدمه دون تخدير. أما رفيف فبُترت قدمها، ووضع لها الأطباء مسامير بلاتينية في قدمها الأخرى.

وفي حديث مع بي بي سي نيوز عربي، يقول زكي إن القوات الإسرائيلية نقلت أبناءه من غرف المستشفى إلى القبو، وتركتهما دون ماء أو طعام أو دواء أو رعاية طبية.

لكن الجيش الإسرائيلي نفى هذه الاتهامات وقال إنه سمح بإجلاء المدنيين من المستشفى ونقل المرضى والطاقم الطبي إلى مستشفيات أخرى، كما سمح باستمرار توفير العلاج لمن يحتاجونه.

رفيق ورفيف زكي دغمش قبل الحرب في قطاع غزة
التعليق على الصورة،

رفيق ورفيف زكي دغمش قبل الحرب في قطاع غزة

ألم وجوع

في أول مكالمة هاتفية بينهما بعد خروج رفيق من المستشفى، قال لوالده إنه كان يحصل على كمية محدودة جدا من الطعام، "كل يومين أو ثلاثة يعطوننا رغيف خبز أو علبة تونة لكل عشرة أشخاص".

"كل جسمي يؤلمني يا بابا وأنا جائع لا يعطوننا طعاما أو مسكنات أو أي شيء" صدى هذه الكلمات التي سمعها زكي من ابنه ما زال يتردد في عقله، يقول لبي بي سي "ليتني أجوع معه في غزة أفضل من البقاء هنا في القاهرة غير قادرعلى فعل أي شيء".

لم يجد الأب الحزين ما يقوله لابنه سوى وعده بفعل كل ما في وسعه لمساعدته "ناشدت العالم كله من أجل إخراجك من غزة يا رفيق، سأحضرك هنا إلى مصر، وأعالجك، وسأشتري لك أجمل طرف صناعي، وأيضا جهاز آيفون من أجلك".

رفيق في مستشفى الشفاء قبل أيام من دخول الجيش الإسرائيلي
التعليق على الصورة،

رفيق في مستشفى الشفاء قبل أيام من دخول الجيش الإسرائيلي

معلومات متضاربة

كان التواصل بين زكي وطفليه صعبا ومعقدا للغاية خلال فترة وجود القوات الإسرائيلية في المستشفى، وكان الأطفال يتواصلون مع عمهم الموجود في قطاع غزة عبر هاتف مخبأ مع ابن عمهم المصاب معهم أيضا.

بحسب رواية زكي، اضطر الأطفال لإغلاق الهاتف باستثناء دقائق معدودة كل عدة أيام حتى يحافظوا على بطاريته لأطول فترة ممكنة، إذ لا يوجد كهرباء في المستشفى.

يقول زكي "كانوا يتصلون بعمهم في قطاع غزة كل يومين أو ثلاثة، وهو ينقل لي أخبارهم".

سمع زكي كثيرا من المعلومات عن وضع طفليه خلال فترة انقطاع الاتصال معهم، لكن لم يكن كل ما سمعه صحيحا، خاصة بعدما نُقل ابنه رفيق إلى مكان غير معلوم، بعيدا عن شقيقته.

يقول زكي "في البداية أخبرني أقاربي في غزة أن رفيق نُقل إلى خيمة طبية أقامها الجيش الإسرائيلي في باحة المستشفى، لأن وضع رفيق كان حرجا للغاية، لكن هذا لم يكن صحيحا، فبعد عدة أيام نقلت ابنتي إلى غرفة أخرى حيث وجدت أخيها في حالة شديدة السوء".

يضيف زكي "تركوا الولد على الأرض مع مرضى آخرين، دون ماء أو طعام، جسمه كان مليئا بالتقرحات وجروحه ملوثة لدرجة أن الدود كان يخرج منها، كان قلبي يتقطع على ابني".

مستشفى الشفاء بعد خروج الجيش الإسرائيلي

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

مستشفى الشفاء بعد خروج الجيش الإسرائيلي

في صباح الاثنين، بعد أن انسحبت قوات الجيش الإسرائيلي، ذهب شقيق زكي إلى المستشفى لأخذ الطفلين إلى البيت حيث تحمما وتناولا الطعام لأول مرة منذ أيام، ثم نقلهما إلى المستشفى الأهلي المعمداني لاستكمال علاجهما.

يقول زكي "لا يوجد أطباء في المستشفى المعمداني أيضا، فقط ممرضين وطلاب طب، لكن على الأقل نظفوا لرفيق جروحه أخيرا".

وقال الجيش الإسرائيلي في تعليق لبي بي سي إنه سمح بإجلاء أكثر من 6 آلاف مدني من مجمع مستشفى الشفاء منذ أن بدأ ما وصفه بـ"عملية مكافحة الإرهاب ضد إرهابيي حماس والجهاد الإسلامي".

وأضاف الجيش الإسرائيلي في تعليقه إنه شن هذه العملية لأن "إرهابيي حماس والجهاد الإسلامي أعادوا التجمع والعمل من المستشفى".

جندي إسرائيلي بالقرب من مستشفى الشفاء

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

جندي إسرائيلي بالقرب من مستشفى الشفاء

مثال على التجويع

قبل نحو أسبوعين، نشر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم فيديو لرفيق من داخل مستشفى الشفاء، كمثال على "التجويع وسوء التغذية".

في الفيديو الذي يبدو أنه صُوّر قبل دخول القوات الإسرائيلية، ظهر رفيق نحيلا للغاية، وكان يقول "لا أستطيع النوم ليلا إلا لساعة أو اثنتين من الألم، أصبحتُ أتمنى الموت أحسن من المعاناة هذه".

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي 21 مريضا في مستشفى الشفاء منذ بدء الجيش الإسرائيلي عمليته في 18 مارس/ آذار الماضي، حتى مساء الأحد 31 مارس/ آذار، كما قال المدير العام للمنظمة إن كميات الطعام في المستشفى محدودة للغاية، ما شكل تهديدا على حياة 107 من المرضى الذين كانوا محتجزين داخل المستشفى، ويفتقدون الطعام والماء والدواء والرعاية الصحية.

أهمل Twitter مشاركة
هل تسمح بعرض المحتوى من Twitter؟

تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال"

Accept and continue
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية

نهاية Twitter مشاركة

وفي أعقاب انتهاء العملية العسكرية في مستشفى الشفاء، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "قتل 200 إرهابيا، واعتقل المئات، كما عثر على أسلحة ومعلومات استخباراتية داخل المستشفى".

على الجانب الآخر، دائما ما نفت حركة حماس العمل من مستشفى الشفاء أو من أي منشأة طبية، وتتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

التالى بي بي سي في جنوبي لبنان: منازل تحوّلت إلى "تلال من الركام"

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.