كتبت: كندا نيوز:الأربعاء 31 ديسمبر 2025 05:10 صباحاً حذر الباحثون في مراجعة علمية حديثة من تفشي فطر قاتل يعرف باسم Candida auris، الذي ينتشر حاليا في 61 دولة ويظهر مقاومة متزايدة للأدوية، مع معدل وفيات يتجاوز 50% بين المصابين.
ويأتي هذا الفطر في إطار مشكلة صحية عالمية أوسع تتسبب فيها الالتهابات الفطرية، التي تصيب نحو 6.5 مليون شخص سنويا وتسبب وفاة نصف المصابين تقريبا حتى مع توفر العلاجات المضادة للفطريات.
ويعرف فطر “داء البقع البيضاء” بكونه نوعا من الخمائر الغازية القادرة على التسبب في عدوى مميتة، خاصة لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
وقد تم اكتشافه لأول مرة في قناة أذن مريض في اليابان عام 2009، وسرعان ما انتشر إلى عشرات الدول، بما في ذلك الهند، التي صنفته عام 2014 كتهديد رئيسي للصحة العامة.
وتكشف أحدث المراجعات العلمية عن مجموعة من السمات الفريدة التي تمنح فطر داء البقع البيضاء قدرته الكبيرة على الانتشار، إذ تم رصده حتى الآن في 61 دولة على ست قارات على الأقل.
ومن أبرز هذه السمات قدرته على التحول السريع من الشكل الخميري المعتاد إلى نمو خيطي يسهل الانتشار، إضافة إلى احتوائه على بروتينات في جدار خلية تمكنه من الالتصاق بالجلد البشري “كالمادة اللاصقة” واستعماره.
ويشير الباحثون في دراسة نشرت بمجلة Microbiology and Molecular Biology Reviews إلى أن هذا الاستعمار الجلدي يمثل مصدر قلق طبي بالغ، إذ يمكن للمرضى الحاملين للفطر أن يصبحوا ناقلين له داخل المستشفيات، مما يزيد من دائرة العدوى ويعقد جهود السيطرة عليها.
ولا تقتصر خطورة فطر داء البقع البيضاء على سرعة انتشاره فحسب، بل تشمل أيضا تطور مقاومته للأدوية بآليات متقدمة، فهو مزود بما يشبه “مضخات الطرد” على غشائه الخلوي، والتي تقوم بإزالة الأدوية المضادة للفطريات قبل أن تؤثر فيه.
كما يمتلك القدرة على التجمع لتشكيل طبقات لزجة من الأغشية الحيوية على الأسطح، ما يمنحه حماية إضافية ويعيق اختراق الأدوية له، وما زالت هناك تساؤلات حول احتمالية امتلاكه آليات أخرى تساعده على مقاومة العلاجات المتاحة.
وتتفاقم خطورة فطر داء البقع البيضاء بسبب الصعوبات التشخيصية المصاحبة له، حيث يؤدي سوء التعرف عليه أو الخلط بينه وبين أنواع فطرية أخرى إلى تأخير بدء العلاج المناسب، ما يزيد من حدة الإصابات ويرفع من احتمالات الوفاة بين المرضى.
وفي ظل هذه المؤشرات المقلقة، تؤكد المراجعة العلمية على الحاجة الملحة لتطوير أدوية مضادة للفطريات جديدة، إلى جانب تحسين وسائل التشخيص لتكون أسرع وأكثر دقة.
كما تدعو المراجعة إلى ابتكار أساليب علاجية مساعدة تعتمد على تعزيز المناعة أو اللقاحات، لا سيما للمرضى الأكثر عرضة للخطر.
وتشدد المراجعة أيضا على أهمية تكثيف جهود رفع الوعي حول هذا المرض الفطري وتعزيز آليات الترصد والمراقبة على الصعيد العالمي، خصوصا في الدول ذات الموارد المحدودة. وفي الوقت ذاته، تشير المراجعة أيضا إلى وجود ثلاثة أدوية جديدة تخضع حاليًا للتجارب السريرية، قد تصبح
