رئيس ديوان المحاسبة: اليوم الوطني مناسبة لتعميق معاني الوحدة والولاء والانتماء لدى أبناء الوطن

سعادة السيد عبدالعزيز بن محمد بن أحمد العمادي رئيس ديوان المحاسبة

الدوحة - قنا

 أكد سعادة السيد عبدالعزيز بن محمد بن أحمد العمادي رئيس ديوان المحاسبة أن اليوم الوطني هو مناسبة لتعميق معاني الوحدة والولاء والانتماء لدى أبناء الوطن، واستحضار القيم التي قامت عليها دولة قطر من العطاء والعمل والنهضة.

وقال رئيس ديوان المحاسبة، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، بهذه المناسبة، إن "اليوم الوطني هو إرث الأجداد نتوارثه جيلا بعد جيل، هو يوم نكرم فيه الجهود التي بذلها المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، في ترسيخ دعائم الدولة، وفيه نستعرض ما تحقق من إنجازات وطنية، ونستمد منه الإلهام لمواصلة مسيرة التنمية بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى".

وأوضح أن شعار اليوم الوطني لهذا العام "بكم تعلو ومنكم تنتظر" يضع مسؤولية كبيرة على المواطن للعمل على رفعة بلده والمساهمة في نهضته بالتكاتف مع القيادة الرشيدة، كما يحدد الشراكة الفاعلة بين الشعب والوطن في كافة المجالات، حيث يجسد هذا الشعار رؤية الوطن بأن بناء الإنسان هو أعظم استثمار لترسيخ نهضته واستدامة عطائه.

وبين سعادة رئيس ديوان المحاسبة أن "اليوم الوطني هو مناسبة سنوية نجدد فيها الاعتزاز بتاريخنا العريق، فإحياء هذه المناسبة ليس مجرد احتفال، بل هو تجسيد لارتباط الشعب بقيادته ووطنه، وترسيخ للهوية الوطنية التي نفخر بها جميعا".

وشدد على أن مظاهر الاحتفال بهذا اليوم وما يصاحبها من فعاليات ثقافية ووطنية، تعمق ارتباط الأجيال بتاريخ دولة قطر وهويتها، وتغرس في نفوس الشباب تحديدا روح المواطنة الإيجابية والمسؤولية تجاه وطنهم. كما أن اليوم الوطني يعبر عن التفاف الشعب حول قيادته الحكيمة، ويجدد الثقة المشتركة بين القيادة والمجتمع في مواصلة مسيرة التنمية والنهضة، ولذلك فإنه ليس مجرد حدث سنوي، بل هو ركيزة تربوية وقيمة مجتمعية تسهم في ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الولاء وحب الوطن في قلوب الجميع.

وأكد أن الاحتفال باليوم الوطني يحمل في جوهره معنى عميقا يتجاوز كونه مناسبة وطنية إلى كونه تعبيرا واسعا عن تقدير الشعب القطري لمسيرة الدولة منذ تأسيسها. فاليوم الوطني ليس استفتاء بالمعنى السياسي، ولكنه مناسبة وطنية جامعة تعكس بصورة واضحة حالة الوعي الجماعي، والاعتزاز بما قدمه المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني وما واصله القادة من بعده من إنجازات ونهضة.

وأضاف رئيس ديوان المحاسبة: "اليوم الوطني يجسد إجماعا شعبيا على الثوابت والقيم التي قامت عليها الدولة. إنه محطة يستلهم فيها أفراد المجتمع روح التضحية والبذل، ويستذكرون الأسس التي أرسى عليها المؤسس دعائم هذا الوطن، ويجددون العهد على مواصلة المسيرة تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لذلك فإن الاحتفال باليوم الوطني هو تعبير حضاري ووجداني عن احترام الماضي، والثقة بالحاضر، والتطلع إلى مستقبل أكثر ازدهارا".

ونوه إلى أن ديوان المحاسبة حقق عدة إنجازات محورية ضمن إطار استراتيجيته المؤسسية، حيث أسهم في تطوير منظومة تقييم الخدمات الحكومية عبر مراجعات شاملة للبرامج والمبادرات المرتبطة باستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة وكفاءة الأداء التشغيلي الحكومي، مما ساهم في رفع مستوى جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتسريع وتيرة الاستجابة. كما قام بتقييم شامل للخطط التشغيلية الحكومية ومستوى تحقيقها على صعيد الواقع مما عزز ثقافة المساءلة، مع الاستخدام الأمثل للموارد العامة.

وأوضح سعادة السيد عبدالعزيز بن محمد بن أحمد العمادي، أن ديوان المحاسبة أولى أهمية لآلية موازنة معادلة الربحية مقابل جودة الخدمة في الجهات ذات الطابع الاقتصادي بما يضمن توافق النتائج المالية مع الأهداف الوطنية في الاستدامة والتنمية، حيث ساهمت هذه الإنجازات في تعزيز جودة الخدمات، وتطوير الأداء المؤسسي، وتحقيق قيمة مضافة للمواطنين، بما يحقق رؤية الدولة في التنمية المستدامة ورفع كفاءة العمل الحكومي.

ولفت إلى أن ديوان المحاسبة في إطار سعيه إلى مواكبة التحول الرقمي وتعزيز جودة الأعمال الرقابية، قام خلال السنوات الأخيرة بتحديث أدواته وأساليبه بشكل مستمر بما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية في مجال التدقيق. فقد ركز على الاستفادة من التقنيات الحديثة، مثل التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي والربط الإلكتروني بهدف رفع كفاءة العمل وتسهيل الوصول إلى البيانات، كما تبنى استخدام برامج تحليل البيانات الضخمة المبنية على الذكاء الاصطناعي، مما أتاح له القدرة على معالجة كميات كبيرة من المعلومات وربط البيانات بين مختلف الجهات الحكومية، الأمر الذي أسهم في سرعة اكتشاف المخاطر والانحرافات، ودعم اتخاذ القرارات المبنية على الأدلة، وتم كذلك توظيف نتائج هذه التحليلات في تطوير منهجيات التدقيق وتحسين فاعلية الرقابة، مع مراعاة الجوانب الأخلاقية المتعلقة باستخدام التكنولوجيا الحديثة وضمان سرية المعلومات.

ونوه إلى أن الديوان بالإضافة لذلك، حرص على تدريب كوادره على استخدام هذه الأدوات القيمة، لضمان الاستخدام الأمثل للتقنيات الرقمية وتعزيز الجودة الشاملة في العمل الرقابي، لافتا إلى أن ديوان المحاسبة نظرا لدوره المحوري في تعزيز النزاهة وحماية المال العام، يعمل باستمرار على تطوير منهجياته واستبصار التطورات المستقبلية واحتياجات المرحلة القادمة وأهم استراتيجيته المستقبلية: الربط الإلكتروني والتحول الرقمي الكامل في أعمال التدقيق من خلال التوسع في استخدام تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لاكتشاف المخاطر مبكرا. وربط الجهات الحكومية بأنظمة إلكترونية تمكن الديوان من الحصول على البيانات بشكل لحظي. كما أن من بينها تعزيز التدقيق على أداء التطبيقات الحكومية الإلكترونية حيث يسهم ديوان المحاسبة في تعزيز فعالية هذه التطبيقات من خلال مراجعة جودة الخدمات الرقمية وكفاءتها وفعالية عوامل الأمان، مما يساعد الجهات الحكومية على تطوير خدمات أكثر كفاءة واستجابة للمواطنين، إضافة إلى دعم جودة الخدمات الحكومية ورفع مستوى الأداء المؤسسي إذ يتم التركيز على تقييم أداء الجهات وقياس مدى تحقيقها لمعايير الجودة والكفاءة، وذلك إلى جانب متابعة التزام الجهات بالمبادرات الوطنية المرتبطة برؤية قطر 2030.

واختتم سعادة السيد العمادي تصريحه لـ/قنا/، قائلا إن الديوان بالإضافة إلى ذلك يعمل باستمرار على بناء قدرات بشرية وطنية متخصصة حيث يتم تطوير الكوادر الوطنية وتدريبها على أحدث أدوات التدقيق الرقمية، مع تعزيز ثقافة الابتكار داخل الديوان وتشجيع الحصول على الشهادات العالمية المتخصصة وتعزيز الشراكات والتعاون عبر تبادل الخبرات مع الأجهزة الرقابية العربية والدولية، والمشاركة في المبادرات الدولية لضمان مواكبة أحدث التطورات.