الجماهير تقضي أجمل الأوقات في درب الساعي مع زخات المطر

درب الساعي

محمد العقيدي

تواصلت فعاليات اليوم الوطني للدولة 2025 في درب الساعي بمنطقة أم صلال، وسط إقبال جماهيري واسع وتنوع لافت في البرامج الثقافية والتراثية والتوعوية، تحت شعار «بكُم تعلو ومنكُم تنتظر»، التي تنظمها وزارة الثقافة خلال الفترة من 10 إلى 20 ديسمبر الجاري.

وشهدت يوم أمس إقبالا كبيرا من الزوار في ظل أجواء طقس مميزة، حيث حرص الزوار على قضاء ساعات مليئة بالمتعة وسط الفعاليات المختلفة وهم يستمتعون بالأجواء الشتوية الرائعة وتساقط أمطار الخير على البلاد، وتنقل زوار درب الساعي ما بين الفعاليات والأجنحة المختلفة التي تقدم رسائل وطنية هادفة وتعزز من قيمة الموروث والهوية القطرية.

سنا قطر.. مشاهد وطنية تجسد مسيرة النهضة في درب الساعي

تشهد فعالية "سنا قطر" اقبالا يوميا كبيرا من الجماهير ضمن فعاليات اليوم الوطني للدولة المقامة في درب الساعي، حيث تعد واحدة من الفعاليات البارزة التي تستقطب الزوار لما تقدمه من محتوى بصري وطني يعكس مسيرة النهضة الشاملة التي شهدتها دولة قطر.

وتسلط "سنا قطر" الضوء على محطات مهمة في تاريخ الدولة، من خلال شاشات عرض حديثة تنقل صورا ومشاهد توثيقية تحكي قصة التطور والإنجاز، وتبرز ملامح التحول الحضاري الذي تعيشه قطر، وصولا إلى حاضرها المزدهر ومستقبلها الطموح.

كما تخصص الفعالية مساحة مميزة لإبراز التراث القطري الأصيل، حيث تعرض مشاهد من الحياة القديمة، والعادات والتقاليد المتوارثة، إلى جانب تسليط الضوء على قلعة الزبارة الأثرية بوصفها أحد أبرز المعالم التاريخية المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بما يعزز وعي الأجيال بأهمية الحفاظ على الإرث الوطني.

وتأتي فعالية "سنا قطر" ضمن سلسلة من الفعاليات التي يحتضنها درب الساعي، لتؤكد على أهمية توظيف التقنيات الحديثة في نقل الرسالة الوطنية، وتعزيز مشاعر الفخر والانتماء لدى أفراد المجتمع، في أجواء احتفالية تعكس روح اليوم الوطني لدولة قطر.

السوق الجنوبي

في إطار اهتمام اللجنة المنظمة لفعاليات اليوم الوطني بدعم رواد الأعمال وخاصة الشباب خصصت اللجنة في درب الساعي سوقا لعرض العديد من المنتجات والتي تتناسب مع أهداف اليوم الوطني.

وينقسم السوق إلى جزأين السوق الجنوبي والسوق الشمالي.

ويستمر السوق الجنوبي بدرب الساعي في استقطاب الزوار من مختلف الأعمار، حيث يجمع بين التراث القطري الأصيل والتجارب التعليمية والترفيهية، ويعكس روح الأسواق القديمة التي كانت محور الحياة التجارية والاجتماعية في قطر. يتميز السوق بوجود محلات متنوعة تشمل بيع الطيور، الملابس التقليدية للنساء والأطفال، الملابس العسكرية، العبايات، الهدايا التراثية، العطور، إلى جانب تقديم أنشطة تعليمية وترفيهية للأطفال والعائلات.

المطوع

يقدم الفنان محمد حسن المحمدي فقرة تراثية يومية للأطفال ضمن فعاليات اليوم الوطني في درب الساعي، حيث يجسد شخصية "المطوع"؛ وذلك إحياءً للموروث الشعبي الأصيل الذي يمثل جوهر الهوية الوطنية.

وقال المحمدي إن "المطوع" هو الشخص الذي يجمع الأطفال حوله وهم يرتدون الملابس التقليدية التراثية التي تعبر عن روح الألفة والالتقاء، ويطوفون في أروقة الفريج القديم، مؤدِّين "التحميدة" ومرددين أدعية التحميد والتهليل والشكر لله. وأشار إلى أن فعالية "المطوع" تشهد إقبالاً كبيراً من العائلات، من المواطنين والمقيمين وزوار درب الساعي من مشجعي كأس العرب.

وأضاف أن "المطوع" يرمز إلى حياة الفرجان القطرية القديمة، لما له من تفرُّد ملحوظ تناقلته قصص الأجداد، حيث كان محبوباً ومُهاباً، ويحتل مكانة خاصة بين أهل "الفريج". فكان مُصلِحًا اجتماعياً يفضُّ المنازعات بين الناس في المجالس العرفية، إضافة إلى مكانته الدينية والثقافية والاجتماعية.

وأوضح المحمدي أن "المطوع" كان يتولى قديماً تعليم الصغار أركان الإسلام، وتحفيظ القرآن، والأحاديث النبوية، إضافة إلى التدريب على مهارات الكتابة والحساب والخط، بينما كان الآباء في رحلات الغوص لمدد تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر داخل البحر.