
❖ غزة - محمـد الرنتيسي
لا ينفك بحر الأسئلة، بعد شهرين من إعلان وقف الحرب في غزة، يتمدد وسط أمواج عالية ورياح عاتية، تحمل معها سيناريوهات معقدة لمستقبل القطاع، لا سيما في ظل تقديرات محللين إسرائيليين يرون في المشهد ما ينذر بتسونامي نار، قد ينفجر بأي لحظة، إذا ما استمر تعثر المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأحدث حزم تلك الأسئلة، التي تحكم المشهد في غزة، تتمحور حول فرصة إضافية للإبقاء على اتفاق التهدئة صامداً، وإن كانت العقبة الكبرى أمامه، نزع سلاح المقاومة، فهل تنجح واشنطن في تعليق التصعيد الجاري في غزة خارج إطار الاتفاق؟ وفي المقابل هل توقف حركة حماس محاولات تجديد دمائها وأسلحتها وفق مضبطة الخطة الأمريكية؟ وهل من هامش مناورة دبلوماسية تتيح للتهدئة أن تستمر؟.
ليس خافياً أن إجابات المراقبين، تبدو مرتبطة بسيناريوهات تطبع المرحلة المقبلة، وخصوصاً مع اقتراب لقاء رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ترى أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات في الجامعة العربية الأمريكية دلال عريقات، في المساعي الأمريكية للشروع في المرحلة الثانية قبل نهاية العام، ما يثير المخاوف من محاولة تشكيل المشهد السياسي في قطاع غزة بمعزل عن الفلسطينيين، منوهة إلى سيناريوهات ثلاثة، تتشابه في المخاطر، الأول: قوامه تثبيت التهدئة لفترة طويلة من دون مسار سياسي، وهو ما يبقي غزة دون سيادة، مع تحول قضيتها إلى ملف إغاثي إنساني.
بينما يرتبط السيناريو الثاني بترتيبات أمنية دولية، من خلال تشكيل قوة تتولى إدارة الحياة في قطاع غزة، وإن عنى ذلك فرض حلول تحد من القرار الفلسطيني، في حين يقوم السيناريو الثالث على تحويل التهدئة إلى مدخل لعملية سياسية، تنتهي بحل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن هذا الاحتمال يبقى الأضعف من وجهة نظر المجتمع الدولي.
ويلتقي ما طرحته عريقات، مع ما رجحه الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية سليمان بشارات، من أن الانتقال إلى المرحلة الثانية بات محكوماً بزيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض، وبالتزامن مع إعلان واشنطن عن جاهزية القوة الدولية، وأنها قد ترى النور قبل نهاية العام، منوهاً إلى تعديلات جوهرية على شكل ومضمون المرحلة الثانية، يعول عليها نتنياهو في لقائه المرتقب مع الرئيس ترامب.
ووفق بشارات، فالمرحلة المقبلة بدت مفتوحة على سيناريوهين اثنين، الأول: إلزام واشنطن لنتنياهو بدخول المرحلة الثانية مقابل انجازات وفوائد سياسية، كالحصول على عفو من رئيس دولة الكيان، وتعزيز موقفه الداخلي، وانتزاع موقف أمريكي مؤيد لضم الضفة الغربية، والثاني: استمرار المناورة لكسب المزيد من الوقت، والتعامل بمرونة مع المقترحات المطروحة حيال قطاع غزة، من دون تنفيذ على الأرض.
وثمة رهان في الأوساط السياسية، بأن غزة ستبقى على المحك بإعلاء رغبتها في تجنب الزج بها في فوهة حرب ثانية، وإن بدأ الكيان الإسرائيلي بقرع طبولها، بعد أن أدار الأذن الصماء لكل النداءات التي تدعوه للالتزام باتفاق شرم الشيخ، فهل تجر الخروقات الإسرائيلية حرباً جديدة على قطاع غزة؟.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




