
إقبال جماهيري كبير على فعاليات درب الساعي
الدوحة - قنا
تتواصل فعاليات اليوم الوطني للدولة 2025 في درب الساعي بمنطقة أم صلال، تحت شعار "بكُم تعلو ومنكُم تنتظر"، والتي تنظمها وزارة الثقافة، خلال الفترة من 10 حتى 20 ديسمبر الجاري.
ويرسم درب الساعي لوحة تراثية وطنية وسط أجواء احتفالية مميزة، عبر فعاليات ثقافية وتراثية وفنية تمتد على مساحة 150 ألف متر مربع في المقر الدائم للفعالية، وسط إقبال كبير من المواطنين والمقيمين.
وفي هذا السياق، يقدم مركز نوماس مجموعة من الأنشطة المتعلقة بالفروسية، تلقي الضوء على أهمية الخيل العربية الأصيلة وتقاليد الفروسية الغنية في دولة قطر.
وأكد جاسم محمد المعاضيد، نائب مدير مركز نوماس ورئيس فعالية الفروسية في درب الساعي في تصريح صحفي، حرص المركز على أن تكون مشاركته في فعاليات درب الساعي، نوعية تحمل رسالة واضحة تعكس عمق الموروث القطري الأصيل، من خلال مجموعة متنوعة من عروض الفروسية، بمشاركة نخبة من الفرسان القطريين، في موقع الفروسية المخصص داخل درب الساعي، إلى جانب مشاركة المركز بالخيل في المسير.
وأشار إلى أنه جرت العادة أن تكون الخيل في مقدمة المسير، تليها الهجن، لما تمثله الخيل من مكانة خاصة في تاريخ قطر وتراثها.
وأوضح أن المركز يقدم عروضًا متنوعة للفرسان، منها عرض تراثي قديم يجمع بين الفروسية والشعر، حيث يلقي الفارس قصيدة وهو على ظهر الخيل، إحياء للعادات القطرية الأصيلة التي كانت تُمارس قديمًا وتعكس ارتباط الفارس بالخيل وبالشعر والتراث، فضلا على تقديم عروض "الغارة"، وهو عرض يبرز مهارة الفارس في التحكم بالخيل، وقوة الفروسية، وسرعة الاستجابة، والانسجام الكامل بين الفارس وجواده.
ونوه المعاضيد، إلى أن المركز لم يغفل الأطفال الراغبين في خوض تجربة ركوب الخيل للمرة الأولى، من أجل تعريفهم بعالم الفروسية ومنحهم تجربة حقيقية وآمنة مجانية، تزرع في نفوسهم حب الخيل والارتباط بالتراث.
وتجاوز عدد المشاركين في تجربة ركوب الخيل حتى الآن ما بين 1500 إلى 2000 مشارك.
كما أشار إلى أن المركز يقدم مبادرة "اكتشاف المواهب"، حيث يقوم فرسان قطريون محترفون من مركز نوماس بتقييم الأطفال المشاركين في ركوب الخيل، خاصة من الفئة العمرية ما بين ست سنوات وحتى اثنتي عشرة سنة، ممن يرغبون في خوض التجربة وإظهار قدراتهم، ليتم في نهاية التقييم واختيار ثلاثة فائزين، في خطوة تهدف إلى تشجيع الأطفال وتحفيزهم على الاستمرار، وفتح الباب أمامهم للانضمام إلى برامج التدريب المتخصصة في المركز.
من جانبه، يُشارك مركز قطر للتصوير بفعاليات في درب الساعي هذا العام، بهدف إبراز الولاء والانتماء للوطن بصورة فنية وجمالية، واكتشاف وصقل المواهب في مجال التصوير.
وتأتي مشاركة المركز من خلال مقر خاص يقدم فيه يومياً مجموعة من الورش التدريبية تُركز على تعليم فنون التصوير، سواء باستخدام الكاميرا الاحترافية أو الهاتف المحمول. وتشمل محاور الورش طريقة تغطية الفعاليات المقامة في درب الساعي والاستفادة منها لتقديم صور إبداعية وجمالية.
وفي إطار تشجيع المصورين، أطلق مركز قطر للتصوير مسابقة "جماليات اليوم الوطني" التي تدعو المشاركين إلى توثيق وإبراز جماليات اليوم الوطني وفعاليات درب الساعي بصورة فنية، إذ تبلغ قيمة الجوائز الإجمالية للمسابقة ما يزيد على 50 ألف ريال قطري، موزعة على 10 فائزين، كالتالي: المركز الأول: 20 ألف ريال قطري، والمركز الثاني: 15 ألف ريال قطري، والمركز الثالث: 10 آلاف ريال قطري، والمراكز من الرابع إلى العاشر: ألفا ريال قطري لكل فائز.
كما يولي المركز اهتماماً خاصاً بالجيل الجديد، حيث يُقدم ورشاً تدريبية مخصصة للأطفال؛ بهدف تنشئة جيل مُحب ومُبدع في مجال التصوير الفوتوغرافي.
وفي هذا الصدد، قال جاسم أحمد البوعينين، مدير مركز قطر للتصوير، إن مشاركة المركز في فعاليات درب الساعي تأتي بهدف إبراز الولاء والانتماء بصورة جمالية وفنية، من خلال الصور التي تلتقطها عدسات المشاركين لجماليات اليوم الوطني وفعالياته، مشددا في الوقت نفسه، حرص المركز على توفير الدعم للمصورين من مختلف الفئات، ولذلك قام بتنظيم ورش عمل مكثفة تشمل التصوير بالكاميرا والهاتف، بالإضافة إلى تخصيص ورش للأطفال، لضمان بناء جيل واعٍ ومبدع.
ويعرض المركز في المقر المخصص له بدرب الساعي، مجموعة من الصور التي التُقطت في فعاليات سابقة لمجموعة من المصورين، تزامناً مع الاحتفالات الحالية.
إلى ذلك، يشارك المركز القطري الثقافي للصم، التابع لوزارة الثقافة، في فعاليات درب الساعي هذا العام من خلال جناح تفاعلي يهدف إلى نشر ثقافة لغة الإشارة وتعزيز التواصل المجتمعي بين الصم والناطقين، عبر برامج تعليمية وتوعوية تستهدف الزوار من مختلف الفئات العمرية، وتسلّط الضوء على قدرات وإبداعات الأشخاص الصم في المجالات التعليمية والفنية.
وقال معتصم محمود، ممثل المركز، إن الجناح يقدّم للزوار أساسيات لغة الإشارة، بدءًا من تعليم الحروف الأبجدية من الألف إلى الياء، والأرقام من 1 إلى 100، مع إتاحة الفرصة لمن يرغب في التوسع لتعلّم الألوف والمئات والملايين.
وأشار إلى أن المركز يولي اهتمامًا خاصًا بالأطفال، من خلال تنظيم فعاليات للرسم والتلوين، وربط تعليم لغة الإشارة بما يحبه الصغار مثل الأكلات، الحيوانات، والرسومات، إضافة إلى تعليم جدول الضرب بلغة الإشارة بطريقة مبسطة وتفاعلية، منوها بأن أي طفل لديه الرغبة في تطوير نفسه يمكنه استكمال رحلته التعليمية لاحقًا داخل المركز.
كما لفت إلى أن الجناح يضم أعمالًا فنية من إبداع الصم أنفسهم، غالبيتها لفتيات إلى جانب عدد من الشباب، تشمل رسومات مستوحاة من التراث القطري والطبيعة، إلى جانب أعمال يدوية مثل الخياطة والتطريز، لافتا إلى أن جميع المعروضات أصلية ومن ابتكارهم دون تقليد.
كما يحضر فن النَّهْمة، بوصفه أحد الرموز الأصيلة للتراث البحري القطري، مستعيدًا مكانته التاريخية كفن ارتبط بحياة الغوص والعمل على ظهر السفن، ومعبّرًا عن منظومة من القيم الإنسانية القائمة على الصبر والتنظيم والعمل الجماعي.
وأكد علي ناصر الحداد، أحد نَهّامي فرقة المها للفنون الشعبية، أن مشاركة الفرقة في درب الساعي تشكل محطة مهمة في مسار إحياء الفنون البحرية، مشيرًا إلى أن هذه الدورة تميزت باجتماع عدد من النهامين لأول مرة في موقع واحد، لتقديم النهمة والفنون المرتبطة بها بصيغتها الجماعية الأصيلة، ما أضفى على العروض خصوصية لافتة وتفاعلًا واسعًا من الجمهور.
وأوضح أن درب الساعي قدّم نموذجًا متكاملًا للاهتمام بالموروثين البري والبحري، ومنح الفنون البحرية مساحة حقيقية للحضور اليومي أمام الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح، مؤكدًا أن هذا الحضور يسهم في تعريف الجيل الجديد بحياة الأجداد، ويعزز الوعي بقيمة التراث في بناء الهوية الوطنية.
ولفت إلى أن جهود درب الساعي تتكامل مع مهرجانات تراثية أخرى، من بينها مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، بما يرسخ حضور التراث البحري على مدار العام.
وأشار الحداد إلى أن برنامج الفرقة اليومي في درب الساعي يبدأ من فترة العصر، ويتضمن مسيرًا تراثيًا وعروضًا فنية في عدة مواقع، وصولًا إلى تقديم فنون العمل على سطح السفينة في المساء، بما يتيح للجمهور مشاهدة الفنون البحرية في سياقها القريب من صورتها التاريخية.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير


