
شعار المجلس الوطني للتخطيط
❖ محمد الجعبري
كشف المجلس الوطني للتخطيط عن ارتفاع نسبة الطاقة التي يتم توليدها من مركز إدارة النفايات الصلبة في مسيعيد، مؤكداً أن توليد الكهرباء الناتجة من تحويل النفايات إلى طاقة قد بلغ 245,076.09 ميجاوات ساعة، كما بلغت نسبة السماد الذي يجري استخراجه من النفايات 39,311.84 طناً. وأكد الوطني للتخطيط خلال آخر إحصائية صادرة في يونيو 2025، أن الغاز الحيوي الذي جرى توليده من مركز النفايات بلغ 40,893,061 مترا مكعبا، مشيراً إلى أن هذه الإحصائيات المتصاعدة تعكس تطور القدرة التشغيلية والكفاءة المرتفعة لمركز مسيعيد لإدارة النفايات الصلبة.
وذكرت البيانات والاحصائيات التي نشرها المجلس الوطني للتخطيط، عن تصاعد وتيرة نسبة الاستفادة من النفايات بمركز مسيعيد، خلال السنوات الماضية، والتي تشمل توليد الطاقة من كهرباء وغاز حيوي بالإضافة إلى استخراج السماد، حيث رصد التقرير معدلات الإنتاج من عام 2013 وحتى العام 2023، وذلك باستخدام أحدث التقنيات الحديثة التي يعمل بها المركز.

كما رصدت إحصائيات الوطني للتخطيط، أن نسبة إنتاج الكهرباء التي جرى توليدها من الطاقة بمركز مسيعيد في العام 2022 بلغت 268,318.88 ميجاوات ساعة، كما بلغت نسبة السماد الذي يجري استخراجه من النفايات 35,056.24 طناً، حيث يساهم المركز من خلال إنتاج السماد، في النهضة الزراعية الشاملة التي تشهدها الدولة، وذلك باستخدامه في المجال الزراعي وتسميد الحدائق العامة والشوارع والمتنزهات ومشاريع التجميل في الدولة وتوزيعه على المواطنين بالمجان.
كما نجح المركز في توليد غاز حيوي من النفايات بنسبة بلغت 39,239,737 مترا مكعبا، حيث يعتبر مركز مسيعيد إحدى الركائز الرئيسية التي تعمل على تحويل التحديات إلى فرص، عبر تبني تقنيات متطورة لمعالجة النفايات وتحويلها من عبء بيئي إلى موارد قيمة تساهم في بناء اقتصاد دائري مبتكر.
كما قام المركز بإعادة تدوير كميات كبيرة من النفايات، والتي بلغت 24878.0 طناً خلال عام 2023، وضمت هذه الكمية 708 أطنان من البلاسيتك، 316 طناً من أوراق الكرتون، 281 طناً من الخردة المعدنية، 4.694 طنا من الزجاج، 18.879 من الخشب.
ويؤدي المركز دورا محوريا في الحفاظ على البيئة بدءا من عمليات فرز النفايات بكفاءة، مرورا بتحويل آلاف الأطنان من المواد العضوية والبلاستيكية والمعادن إلى مواد قابلة لإعادة الاستخدام، ووصولا إلى مساهمته في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 في مجال التنمية المستدامة.
ويُعد مركز مسيعيد أول وأكبر منشأة متخصصة في معالجة النفايات المنزلية والصلبة في الشرق الأوسط، حيث بدأ تشغيله عام 2011 بموجب عقد تشغيل وصيانة مدته 20 عاماً. وقد جرى تأسيسه ضمن مشروع استراتيجي في الفترة بين 2006 و2010، استند إلى دراسات بيئية وهندسية دقيقة، ليضم أحدث تقنيات الفرز والمعالجة إلى جانب محارق آمنة لإنتاج الطاقة ووحدات متقدمة لإنتاج السماد.
ويستقبل المركز يومياً نحو 2200 طن من النفايات المنزلية والصلبة غير الخطرة، بما فيها المخلفات الخضراء والحيوانات النافقة والمخلفات الناتجة عن المقاصب الآلية. ومنذ بدء عمله، عالج أكثر من 9 ملايين طن من النفايات، مما خفّض بشكل كبير الاعتماد على المكبات التقليدية.
ويعتمد المركز على منظومة متكاملة تشمل: وحدة لإنتاج السماد العضوي والأخضر، وحدة لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية، مدفنا هندسيا لطمر الرماد بطريقة آمنة وصديقة للبيئة، مرافق لفرز المواد القابلة لإعادة التدوير مثل البلاستيك والمعادن بأنواعها.
ويسهم المركز بشكل فعّال في إنتاج 170 طناً يومياً من السماد العضوي، 40 طناً يومياً من السماد الأخضر الحيوي، 48.8 ميغاواط يومياً من الكهرباء المصدّرة للشبكة الوطنية، كميات من الغاز الحيوي (الميثان) تُستخدم في توليد الطاقة، كما يتم منح المواد المفروزة مثل البلاستيك والمعادن مجاناً لمصانع إعادة التدوير، في خطوة تدعم الاقتصاد الدائري وتشجع القطاع الخاص على التوسع في الصناعات الخضراء.
وقد نجح المركز في مواكبة النمو العمراني وزيادة النفايات الناتجة عن الفعاليات الكبيرة، خصوصاً خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث أسهم في تحقيق «الصفر مكبات» لجميع النفايات الناتجة عن الملاعب والمرافق، وهو إنجاز غير مسبوق على مستوى الفعاليات الرياضية الضخمة عالمياً.
كما وضع المركز معايير جديدة لإدارة النفايات خلال الفعاليات الكبرى مثل كأس العرب 2020 وكأس آسيا 2023، عبر خطط متكاملة تهدف إلى رفع نسب إعادة التدوير وتحويل جميع النفايات بعيداً عن المكبات.
تستقبل المنشأة النفايات من أربع محطات ترحيل رئيسية، حيث يتم ضغطها ونقلها في شاحنات مخصصة بطاقة 25 طناً للشاحنة، قبل أن تُوزن وتُسجّل بياناتها وتدخل مراحل المعالجة داخل المركز. وتغطي هذه العملية جميع مناطق دولة قطر دون استثناء.
يسهم إنتاج السماد في دعم مشاريع التجميل والحدائق والمنتزهات والقطاع الزراعي، حيث يُستخدم في عمليات التشجير وتجميل الشوارع، كما يُوزّع على المواطنين مجاناً دعماً للجهود الوطنية في تعزيز الزراعة المحلية.
هناك توجه لتوسيع قدرة المركز خلال المرحلة المقبلة لتصل إلى 2500 – 3000 طن يومياً، بما ينسجم مع متطلبات النمو السكاني والعمراني وتحول الدولة نحو اقتصاد مستدام منخفض الانبعاثات.
إلى جانب دوره الفني، يؤدي المركز دوراً توعوياً مهماً في نشر ثقافة الاقتصاد الدائري ورفع الوعي المجتمعي حول أهمية إعادة التدوير، ليصبح مثالاً عملياً على أن النفايات ليست نهاية دورة الاستهلاك، بل بداية دورة جديدة من الموارد.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




