
❖ محمد العقيدي
تواصلت أمس فعاليات اليوم الوطني للدولة 2025 في درب الساعي بمنطقة أم صلال، تحت شعار "بكُم تعلو ومنكُم تنتظر"، والتي تنظمها وزارة الثقافة، خلال الفترة من 10 حتى 20 ديسمبر الجاري.
وشهدت الفعاليات حضورا جماهيريا كبيرا من المواطنين والمقيمين، وكان الحضور الأبرز للعائلات التي حرصت على اصطحاب أبنائها من أجل الاستمتاع بالفعاليات وسط أجواء تراثية مميزة، حيث تتنوع فعاليات درب الساعي ما بين الفعاليات التراثية والترفيهية والمسابقات والفنون بأنواعها المختلفة.
- "قرية أمنية" في درب الساعي
تشارك وزارة الداخلية في فعاليات درب الساعي، من خلال جناح مميّز أُعدّ على هيئة "قرية أمنية" متكاملة تستعرض منظومتها الأمنية الحديثة وتفاعلها المجتمعي الواسع، بمشاركة قرابة خمس عشرة إدارة ووحدة متخصصة. ويقدم الجناح مزيجاً فريداً من التثقيف الأمني والخدمات المباشرة والأنشطة التفاعلية المبتكرة الموجهة لجميع الفئات العمرية.
وتهدف مشاركة الوزارة إلى تعزيز الشراكة المجتمعية والتواصل المباشر مع الجمهور، وإبراز الدور الحيوي الذي تضطلع به الداخلية في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، مع تعريف الأجيال الجديدة بالتراث والقيم القطرية الأصيلة التي تشكل أساس العمل الأمني والمجتمعي.
ويبرز المحور العملياتي والتدريبي من خلال مشاركة أكاديمية الشرطة التي تستعرض جاهزية الطلبة عبر العروض العسكرية والموسيقية، لتعريف الشباب ببرامجها الأكاديمية. كما تقدم الإدارة العامة للدفاع المدني عروضاً حية ومحاكاة لعمليات الإطفاء والإنقاذ، وتوزع مواد تثقيفية حيوية حول السلامة العامة والوقاية من الحريق.

ويسلط معهد الشرطة النسائية الضوء على دور المرأة القطرية ومهاراتها في المجال الأمني، وتُستكمل هذه الجهود بمشاركة اتحاد الشرطة الرياضي الذي ينظم فعاليات رياضية وتنافسية لتعزيز اللياقة والروح الرياضية.
ولإثراء التجربة، يتيح جناح التصوير بالذكاء الاصطناعي للزوار التقاط صور تذكارية بتقنيات متقدمة تدمج برسائل أمنية وتوعوية، مؤكدةً الوزارة التزامها بتوفير بيئة آمنة ومستقرة، وتعزيز التواصل الفعال مع كافة أفراد المجتمع.
وفي محور الخدمات والتوعية المبتكرة، يتميز الجناح التفاعلي بتقديم تجربة تعليمية ممتعة عبر شاشات وألعاب إلكترونية تهدف إلى غرس مفاهيم الأمن والسلامة لدى الأطفال. وتتيح إدارة الأدلة والمعلومات الجنائية للزوار فرصة فريدة للتعرف على أساليب تحليل الجرائم ورفع البصمات، بينما تقدم إدارة الجوازات خدمات مباشرة واستشارات حول وثائق الهوية والسفر.
وفي سياق التواصل الاجتماعي، تعزز إدارة الشرطة المجتمعية مفهوم "الشرطي صديقي" وتستقبل الاقتراحات لتوثيق الصلة بين الشرطة والجمهور. وتعرض الإدارات التخصصية جهودها ومعداتها في الميدان؛ حيث تنظم الإدارة العامة للمرور فعاليات توعوية حول السلامة المرورية، وتتيح فرصة المشاركة في ميدان التحدي لتعليم الأطفال قواعد القيادة الآمنة.
وتستعرض (الفزعة) آليات عملها السريع في الاستجابة للبلاغات الطارئة. كما تعرض الإدارة العامة لأمن السواحل والحدود معداتها وتقنياتها المستخدمة في تأمين الحدود وتعرض مواد تثقيفية حول السلامة البحرية، فيما تقدم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات رسائل توعوية مكثفة حول أخطار هذه الآفة الضارة، من جانبها تستعرض إدارة شرطة الاحداث جهودها في حماية النشء والأطفال وتقديم جرعات توعوية تثقيفية لحمايتهم من الانحراف وتعريف الزوار بالمخاطر السلوكية وكيفية تجنبها.
- فعاليات ممتعة
قال سلطان محمد الخيارين: أشعر بالمتعة أثناء التواجد في درب الساعي والمشاركة بالفعاليات التي تقيمها مختلف الجهات المشاركة هذا العام، ودرب الساعي يبرز التراث القطري ويعرف الزوار بشكل أكثر عن تاريخ قطر وتراثها من خلال الأنشطة التي تجمع بين التعليم والمتعة. وأضاف: إن أكثر ما نال إعجابي هو تجربة ركوب الخيل ورؤية الحرف اليدوية،.
وقال سيف الخيارين: “حضوري إلى درب الساعي كان فرصة جميلة لاستكشاف الفعاليات الجديدة هذا العام، فقد لاحظت تطور المكان واتساعه، وتنوع الأنشطة التي تناسب مختلف الأعمار، وأكثر ما استوقفني الألعاب التفاعلية التي تتطلب التفكير والسرعة، إضافة إلى الأجنحة التي تقدم قصصا حقيقية عن حياة الأجداد، كما أن كثافة الحضور من العائلات والأطفال تجعل المكان ممتعا، وتشعرني بأن الجميع يجتمع للاحتفال باليوم الوطني. وقال صالح راشد: أشعر بالسعادة الكبيرة بوجودي في درب الساعي هذا العام، فقد وجدت في هذا المكان مساحة واسعة للتعرف على هويتنا وتراثنا، وأكثر ما أعجبني هو الورش الفنية التي تسمح لنا بالرسم وصنع المجسمات والتعرف على مفاهيم بيئية وتراثية بطريقة ممتعة،.
- تجربة جميلة
وقالت المياسة محمد المري: كانت زيارتي لدرب الساعي تجربة جميلة جدا، وشعرت بأنني في مكان أتعلم فيه واستفيد منه، أعجبتني الفعاليات التراثية التي تعرفت من خلالها على حياة الأجداد، وكيف كانوا يعيشون ويعملون. وشاركت في بعض الأنشطة، وأكثر ما أحببته هو الأجواء المرحة. وقالت عالية خليل: إن زيارتي لدرب الساعي كانت من أجمل الأيام التي مرت علي هذا العام، وشعرت بأنني في عالم مختلف مليء بالقصص القديمة التي نسمعها من أهلنا، وشاهدت عروضا تراثية، شاركت في ورشة صغيرة لصناعة قطعة من الخوص، وكنت سعيدة لأن المشرفين كانوا يشرحون لنا بطريقة سهلة تجعلنا نفهم كل شيء. كما أعجبني وجود مساحات كبيرة للأطفال لنلعب ونتعلم ونلتقط الصور. أعتقد أن هذه الفعالية تجعلنا نحب تراثنا أكثر ونشعر بالانتماء لبلدنا.

جناحها يتوافق مع هوية شعار دولة قطر..
دار الوثائق تعزز التفاعل المباشر مع الزوار
تشارك دار الوثائق القطرية في درب الساعي بجناح مميز من أجل تعريف الجمهور برسالتها، حيث قال السيد محمد حسن الشهراني رئيس قسم الوثائق الخاصة بدار الوثائق القطرية: يسعدنا في دار الوثائق القطرية أن نشارك للعام الثاني على التوالي في فعاليات درب الساعي، هذا الحدث الوطني الذي يعكس القيم الأصيلة للمجتمع القطري ويجسد روح الهوية والتراث.
وأضاف: تأتي مشاركتنا هذا العام بأسلوب مختلف ومتجدد، حيث حرصنا على أن يكون جناح الدار متوافقا مع هوية شعار دولة قطر، وأن يبرز التطور التاريخي لمراحل الشعار بطريقة مبسطة وقريبة من الجمهور، حيث تم التركيز على تعزيز التفاعل المباشر مع الزوار، من خلال إتاحة الفرصة لهم لالتقاط الصور التذكارية في ركن العكاس، وهو أحد الأركان التي حازت إعجاب الجماهير من مختلف الفئات العمرية الذين يزورون الجناح، وذلك لما يقدمه من تجربة تجمع بين الماضي والحاضر في إطار حديث وجاذب.
وأوضح، شهد جناح دار الوثائق القطرية هذا العام إقبالا واسعا من مختلف الفئات العمرية، سواء من المهتمين بالتراث الوثائقي أو من الأسر والشباب، وهذا الإقبال يعكس اهتمام المجتمع القطري بالتاريخ الوطني وبالمحتوى الأرشيفي الذي تعمل الدار على حفظه وإتاحته للأجيال القادمة.
ولفت إلى أنهم في دار الوثائق القطرية مستمرون في رسالتهم للحفاظ على الذاكرة الوطنية، وتعزيز الوعي بأهمية الوثيقة، وتطوير أساليب عرضها بما يواكب تطلعات الجمهور. ونشكر كافة الزوار على تفاعلهم، ونتطلع إلى مشاركات قادمة أكثر ثراء وتنوعا.

برؤية تعتمد على التوثيق الحي والتجربة التفاعلية
فعالية البدع.. نافذة حية على التراث البحري
تقدّم فعالية "البدع" في درب الساعي 2025 نموذجًا متطورًا للعرض التراثي البحري، من خلال مساحة مصممة لإعادة تقديم تاريخ المهن البحرية في قطر برؤية حديثة تعتمد على التوثيق الحي والتجربة التفاعلية. وتأتي الفعالية هذا العام بتوسّع واضح في محتواها، حيث تجمع بين المحاكاة الواقعية لبيئة الغوص وصيد اللؤلؤ، واستعراض الأدوات التقليدية المستخدمة في تلك المهن، إلى جانب عروض ميدانية تنقل للزوار تفاصيل العمل البحري كما كان يمارَس في الماضي، مع شرح منهجي لدوره في تشكيل البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع القطري.
الطواش
من جانبه قال إبراهيم الجابر، المشارك في محل “الطواش” ضمن فعالية البدع في درب الساعي 2025، إنه يحرص على عرض مجموعة مميزة من اللؤلؤ القطري المستخرج من بحر قطر، إلى جانب عدد من المقتنيات والصور التوثيقية النادرة. وأوضح أن كل لؤلؤة يتم العثور عليها تُحفظ مع كامل بياناتها، بما في ذلك موقع الاستخراج وتاريخه، إضافة إلى توثيقها بالصور، ليتم عرضها لاحقًا في المعارض المتخصصة، كما هو الحال في مشاركته الحالية.
وأضاف الجابر أن الجناح يضم خرائط بحرية وصورًا أرشيفية، إلى جانب نماذج من اللؤلؤ الطبيعي بجميع أحجامه وأنواعه، من “الخالكاز” وحتى “الحصوة”، مشيرًا إلى أن هذه المعروضات تعكس ثراء التراث البحري القطري وتنوع مكوناته.
وأشار إلى أنه يشارك في درب الساعي منذ نحو أربع سنوات، وأن الجناح يستقبل زوارًا من مختلف الأعمار، ممن يطرحون الكثير من الأسئلة حول اللؤلؤ، وخصائصه، وألوانه، وأحجامه. وقال: “من واجبنا أن نعرّفهم بهذه المهنة الأصيلة ونشرح لهم الخرائط والصور وكل ما يتعلق بتاريخ اللؤلؤ في قطر، وهذا جزء من عملنا اليومي هنا”.
وأكد الجابر أن فعالية البدع تستعيد ملامح واحدة من أعرق المناطق القطرية، وهي منطقة البدع القريبة من موقع الديوان الأميري حاليًا، والتي عُرفت تاريخيًا بأنها موطن الغواصين والطواشين وأهل البحر. وأضاف أن معرض البدع في درب الساعي يضم مختلف المهن البحرية التقليدية والملابس التراثية القطرية، إلى جانب مجموعة واسعة من المعروضات التي تعكس عمق هذا الإرث البحري.
فن النهمة
بدوره قال نايف مال الله المهندي، رئيس فرقة المها للفنون الشعببة، إن مشاركة الفرقة في درب الساعي هذا العام تُعد إضافة نوعية للفنون البحرية، مؤكدًا أن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها الفرقة بعدد كبير من النهّامين القطريين، وهو ما أعطى المشاركة طابعًا مختلفًا وحضورًا لافتًا. وأضاف: نحن فخورون بأن نكون جزءًا من هذا الحدث، بمشاركة النهام عمر أبو صقر، والنهّام علي المرّي، وغيرهم من أبناء المهنة الذين أعادوا لهذا الفن روحه وأصالته”.وأوضح المهندي أن هذه المشاركة أسهمت في تعزيز الترابط بين أفراد الفرقة، قائلاً: "درب الساعي أعاد لَنا روح الجماعة، وكل أعضاء الفرقة يعملون بتناغم كبير، وهو ما انعكس على جودة الأداء والفعاليات المقدمة للزوار". وأشار إلى أن فرقة المها تقدّم خلال مشاركتها مجموعة واسعة من الفنون البحرية التقليدية، من بينها الفنون التي كانت تُؤدَّى على سطح السفن أثناء الإبحار، وأغاني السنبوك، إلى جانب تقديم فنون الفجري والسمر في منطقة البدع، بالقرب من البحر، حيث تتكامل الأجواء مع طبيعة هذه الفنون التي ترتبط كلها بالموروث البحري القطري.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




