مبادرة الأعوام الثقافية تكرس حضورا اقتصاديا قويا للأرجنتين في الدوحة

الدوحة - قنا

أعلنت مبادرة الأعوام الثقافية، عن افتتاح مكتب لوكالة ترويج الاستثمارات والتجارة الخارجية لمدينة بوينس آيرس في الدوحة العام المقبل، إثر توقيع مذكرة تفاهم بين مركز قطر للمال، ووزارة التنمية الاقتصادية في بوينس آيرس، وهو ما يفتح الطريق لتطوير آليات دعم جديدة للشركات الأرجنتينية الراغبة في دخول أسواق المنطقة.

وذكرت المبادرة في بيان لها اليوم، أن الشراكة بين البلدين في إطار برنامج الأعوام الثقافية، أرست الأساس لعلاقات اقتصادية أعمق بينهما، حيث يشير توقيع مذكرة التفاهم إلى تنامي الحضور التجاري للأرجنتين في قطر، والذي جاء إثر زيارة وفد أرجنتيني لدولة قطر برئاسة سعادة السيد هيرنان لومباردي، وزير التنمية الاقتصادية لمدينة بوينس آيرس، ومشاركة أوغستو أرديليس، وكيل الوزارة لشؤون الاستثمار. 

وقال السيد محمد الكواري مستشار مبادرة الأعوام الثقافية لشؤون أمريكا اللاتينية: "لقد أظهرت مبادرة الأعوام الثقافية أن التبادل الثقافي يشكل أساسا للثقة والتفاهم وبناء شراكات اقتصادية مستدامة. إن تنامي الحضور التجاري للأرجنتين في قطر، الذي نشهده من خلال هذه الاتفاقيات، هو نتيجة مباشرة للعلاقات التي بنيت خلال العام الماضي، ودليل حي على قدرة الدبلوماسية الثقافية على تمهيد الطريق أمام الاستثمار والابتكار الهادفين".

من جهته، قال السيد يوسف محمد الجيدة الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال: "ترتكز هذه المذكرة على أكثر من خمسين عاما من أسس الشراكة المتينة بين دولة قطر وجمهورية الأرجنتين، وتشكل خطوة نوعية نحو تعزيز التعاون المنظم والفعال بين مركز قطر للمال ووزارة التنمية الاقتصادية في مدينة بوينس آيرس، بما يؤكد التزامنا المشترك بتمكين نمو الأعمال، ومن خلال هذه المذكرة، نعمل على ترسيخ بيئة أكثر دعما تتيح للشركات التوسع عبر الحدود من خلال تسهيل دخول الأسواق وتفعيل آليات المساندة المتبادلة".

من جانبه، قال سعادة وزير التنمية الاقتصادية لمدينة بوينس آيرس: "تعكس هذه الاتفاقية الثقة التي يضعها فريقنا في بوينس آيرس بدولة قطر بصفتها شريكا استراتيجيا للابتكار والاستثمار والتعاون طويل الأمد. إن تأسيس مكتب وكالة ترويج الاستثمارات والتجارة الخارجية لمدينة بوينس آيرس في الدوحة وتعميق روابطنا المؤسسية عبر مركز قطر للمال يفتح فصلا جديدا أمام الشركات الأرجنتينية الساعية إلى تحقيق الحضور في منطقة الخليج. ونتطلع إلى البناء على هذا الزخم وخلق فرص ملموسة تعود بالنفع على اقتصادي البلدين".

يشار إلى أن مبادرة الأعوام الثقافية، عدا عن كونها نموذجا للدبلوماسية الثقافية، باتت اليوم تلعب دورا متزايد الأهمية كمحرك للنمو الاقتصادي. ففي العام الجاري، أدت المبادرة دورا حاسما في رسم مسارات جديدة للتعاون، عبر إتاحة حوارات مباشرة ومتكررة بين المبتكرين في الأرجنتين ومؤسسات الأعمال والمؤسسات الحكومية والقطاع المالي في قطر.

وفي هذا الإطار، تتجه شركات أرجنتينية متخصصة في التقنيات الحيوية، وتقنيات الصحة، والوسائط المتعددة، والذكاء الاصطناعي التطبيقي نحو تأسيس أعمال لها في قطر عبر مركز قطر للمال، بما يعمق حضور الأرجنتين في منطقة مجلس التعاون الخليجي.

وتقدم مبادرة الأعوام الثقافية، برئاسة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، ﺷراﻛﺎت ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﻣد ﺑﯾن ﻗطر واﻟدول اﻷﺧرى. ﺗﮭدف ھذه اﻟﻣﺑﺎدرة إﻟﻰ ﺗﻌزﯾز اﻻﺣﺗرام ﺑﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ وﺗﺣﻔﯾز اﻟﺷﻌوب ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺣﺎد ﻣﻌﺎ وﺗﻌزﯾز اﻟرواﺑط وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺣوار وﺗﻌﻣﯾق اﻟﺗﻔﺎھم. وﻓﻲ ﺟوھرھﺎ، ﺗﺷﻛل اﻷﻋوام اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺟﺳرا ﯾوﺛق اﻟرواﺑط ﻋﺑر ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘطﺎﻋﺎت، ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ، واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻹﺑداﻋﯾﺔ، واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ، واﻻﺑﺗﻛﺎر، ﻣﺎ ﯾﺛري ﻋﻼﻗﺎت ﻗطر ﻣﻊ اﻟدول اﻟﺷرﯾﻛﺔ، ﺣﺗﻰ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻟﻌﺎم اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﮭﺎ.

يأتي ذلك، فيما أطلقت مبادرة الأعوام الثقافية (العام الثقافي قطر ـ الأرجنتين وتشيلي 2025) في إطار نسختها الرابعة عشرة، وقد ﺷﻣﻠت اﻷﻋوام اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ: ﻗطر - اﻟﯾﺎﺑﺎن 2012، وﻗطر - اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة 2013، وﻗطر - اﻟﺑرازﯾل 2014، وﻗطر - ﺗرﻛﯾﺎ 2015، وﻗطر - اﻟﺻﯾن 2016، وﻗطر - أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ 2017، وﻗطر - روﺳﯾﺎ 2018، وﻗطر - اﻟﮭﻧد 2019، وﻗطر - ﻓرﻧﺳﺎ 2020، وﻗطر - أﻣرﯾﻛﺎ 2021، وﻗطر - ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ وﺟﻧوب آﺳﯾﺎ 2022، وﻗطر - أﻧدوﻧﯾﺳﯾﺎ 2023، وﻗطر - اﻟﻣﻐرب 2024.