
الدوحة - قنا
اعتبر الكابتن عبدالله محمد الخنجي الرئيس التنفيذي لمواني قطر، اليوم الوطني للدولة مناسبة وطنية راسخة في وجدان كل من يعيش على أرضها، تجسد معاني الاعتزاز بالثوابت والقيم التي أرساها المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني "طيب الله ثراه" واستمرت عبر الزمن وأصبحت الأساس المتين الذي تقوم عليه قطر الحديثة.
وأبرز الخنجي، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا" بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للدولة، أن إحياء هذه المناسبة كل عام هو تأكيد على الوفاء لمسيرة المؤسس، وعلى وحدة القيادة والحكومة والشعب، كما يعكس قوة الهوية القطرية واستمرار النهج الذي يضمن للوطن استقراره وازدهاره، ويعد لحظة لاستحضار تاريخنا المجيد، وتجديد الالتزام بالمضي قدما نحو مستقبل أكثر تقدما ورفعة للوطن.
وقال "يلعب اليوم الوطني دورا محوريا في غرس وتعزيز قيم الولاء والانتماء بين أبناء الوطن، فهو مناسبة تجسد العلاقة المتينة بين الشعب وقيادته، وتؤكد على الاعتزاز بمنجزات الدولة ورؤيتها المستقبلية"، مشددا على أن الاحتفال بهذا اليوم يسهم في تعميق الوعي بتاريخ قطر ومسيرتها التنموية وترسخ قيم التضحية والعمل والإخلاص للوطن، كما يعزز روح التضامن، ويدفع الأجيال إلى الاقتداء بما قدمه الآباء والأجداد من تضحيات لإرساء دولة قوية وموحدة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله.
وبين أن الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر يتجاوز دلالات كونه مجرد مناسبة تذكارية ليصبح بمثابة استفتاء شعبي ضخم ومباشر يعبر فيه المجتمع القطري عن إجماعه الكامل على القيم والمبادئ الوطنية وتأييده المطلق لقيادته، كما يمثل محطة سنوية مهمة لاستحضار بطولات وتضحيات وإنجازات المؤسس والقادة الأوائل، ما يغذي الذاكرة الجماعية بالفخر ويعزز الروح الوطنية ويترجم عمليا تجديد الولاء وتأكيد الالتزام بمواصلة مسيرة التنمية والتقدم لتحقيق الطموحات الكبرى للدولة.
وحول أبرز الإنجازات التي حققتها مواني قطر خلال العام الجاري، أشار الكابتن عبدالله محمد الخنجي إلى أن عام 2025 شكل محطة مهمة في مسيرة مواني قطر نحو ترسيخ مكانة دولة قطر كمركز إقليمي رائد للتجارة والخدمات اللوجستية ومحور حيوي في سلاسل الإمداد العالمية، وذلك تماشيا مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024-2030، لافتا إلى ما شهده العام الجاري من سلسلة انجازات ساهمت في تحقيق تقدم ملحوظ في تنفيذ الخطة الاستراتيجية لوزارة المواصلات الهادفة إلى تحويل الدولة إلى مركز تجاري ولوجستي نابض في المنطقة.
وأكد تعزيز هذه الإنجازات مكانة الموانئ القطرية بوصفها حلقة وصل استراتيجية في سلاسل الإمداد العالمية، وبوابة موثوقة تسهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز استقراره، سواء عبر التجارة العالمية من خلال ميناء حمد، أو عبر التبادل التجاري الإقليمي من خلال ميناء الرويس، أو عبر دعم القطاع السياحي عبر محطة السفن السياحية (الترمنل) في ميناء الدوحة القديم، قائلا في هذا الصدد "إن من أبرز ما تحقق خلال العام حصول ميناء حمد على المركز الأول خليجيا والحادي عشر عالميا في مؤشر أداء موانئ الحاويات الصادر عن البنك الدولي لعام 2024، في وقت يشهد فيه الميناء توسعا كبيرا على صعيد شبكة الخطوط الملاحية، ونموا بنسبة 23% في الحاويات المعاد شحنها، والتي شكلت نحو 48% من إجمالي الحاويات المناولة خلال العام".
كما لفت الرئيس التنفيذي لمواني قطر إلى دخول ميناء حمد موسوعة غينيس للأرقام القياسية من خلال تنفيذ أكبر مشروع لنقل وإعادة توطين أشجار القرم (المانغروف) في العالم، ليكون هذا الإنجاز البيئي الثاني الذي يسجله الميناء في الموسوعة العالمية، مما يعكس التزامه بالممارسات البيئية المستدامة.
وفي جانب الأمن السيبراني، نوه إلى حصول "مواني قطر" على شهادة الجودة ISO 27001 في نظم إدارة أمن المعلومات، في خطوة تؤكد حرصها على تطبيق أعلى معايير الحماية والموثوقية في إدارة البيانات.
أما على صعيد العمليات، فقد كشف الكابتن عبدالله محمد الخنجي عن مناولة أكثر من 1.229 مليون حاوية خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2025، شكلت حاويات الترانزيت المعاد شحنها عبر ميناء حمد نحو 50% منها، مما يعكس مكانته المتصاعدة كميناء محوري في المنطقة. كما تمت مناولة أكثر من 1.56 مليون طن من البضائع العامة والسائبة، وما يزيد على 411 ألف رأس من الماشية، إلى جانب نحو 500 ألف طن من مواد البناء، و100 ألف وحدة من السيارات والمعدات، عبر استقبال 2521 سفينة متنوعة في ميناءي حمد والرويس.
وذكر أن الرقمنة تمثل عنصرا أساسيا في تطوير منظومتها التشغيلية والخدمية لمواني قطر التي تولي أهمية كبيرة لتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تعزيز كفاءة أعمالها وتحسين تجربة عملائها، لافتا إلى أنه جرى خلال العام الجاري إطلاق تطبيق "موانينا" للهواتف الذكية الذي يتيح للمستخدمين إنجاز معاملاتهم ومتابعة عملياتهم في أي وقت ومن أي مكان، الأمر الذي أسهم في تسريع الإجراءات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للشركاء من القطاعين العام والخاص.
وفي إطار جهود التحول الرقمي، قامت مواني قطر أيضا بتطوير نظام متكامل لإدارة عمليات الحاويات في ميناء الرويس يهدف إلى أتمتة العمليات التشغيلية ورفع جودة الأداء وسرعة سير العمل وتوفير إمكانية تحليل البيانات واستخدامها لدعم المشاريع التطويرية المستقبلية وذلك ضمن توجهات نحو التحسين المستمر ورفع كفاءتها، مشيرا إلى الأثر الملموس لهذه المبادرات الرقمية في تعزيز التحول الرقمي لموانئ الدولة من خلال رفع مستوى الكفاءة التشغيلية، وتقليص زمن الإجراءات، وتحسين دقة تبادل المعلومات بين الجهات ذات العلاقة، إلى جانب بناء بنية تحتية رقمية متقدمة تسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، وترسخ موقع الدولة كمركز لوجستي إقليمي رائد.
وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية، شدد الكابتن عبدالله محمد الخنجي الرئيس التنفيذي لمواني قطر، في ختام تصريحه لـ"قنا"، على تركيز الشركة في المرحلة المقبلة على مواصلة تطوير البنية التحتية للموانئ وتوسيع قدراتها التشغيلية، بما يعزز دورها كمحور لوجستي إقليمي وعالمي عبر تبني مزيد من مبادرات التحول الرقمي، وشراكاتها الدولية، وفتحها خطوطا ملاحية جديدة تدعم التنويع الاقتصادي وتدفع عجلة التجارة الخارجية للدولة، فضلا عن عملها على تطوير برامج تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية لضمان جاهزيتها لمتطلبات المستقبل بما يتماشى مع التوجهات الوطنية نحو تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير



