مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو لضرورة وجود إصلاح شامل وعميق للمنظومة الأممية

الدوحة - قنا

 دعا مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى ضرورة وجود إصلاح شامل وعميق لمنظومة الأمم المتحدة بما يجعلها قادرة على التصدي للتحديات، مشيرا إلى أنه يأخذ بعين الاعتبار التحديات المتعددة الأبعاد والمخاطر المتوقعة في القرن الحادي والعشرين.

جاء ذلك خلال اجتماع مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة (UNCPGA)، اليوم في الدوحة، برئاسة سعادة الدكتور هان سونغ- سو، رئيس الدورة السادسة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور 13 رئيسا سابقا للجمعية العامة للأمم المتحدة.

في بداية الاجتماع أعرب المجلس عن خالص تقديره لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ولحكومة دولة قطر على استضافتهما الكريمة لاجتماع المجلس ضمن فعاليات منتدى الدوحة السنوي، كما ثمن المجلس الفرصة التي أتيحت له للانعقاد في الدوحة للمرة الثانية.

وأشاد المجلس بالدور الحيوي الذي تؤديه دولة قطر في دعم الأمم المتحدة، والتوسط في حل النزاعات، وتعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف، منوها بالدور المؤثر لقطر في تعزيز السلام والأمن الدوليين.

وأعرب مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة عن بالغ قلقه إزاء الأزمة الراهنة التي تواجه التعددية، وما يترتب عليها من أثر سلبي متزايد على دور الأمم المتحدة ومكانتها، كما أعرب عن قلقه تجاه الأزمة المالية الحرجة المستمرة التي تواجهها المنظمة.

وناقش المجلس المبادئ الأساسية التي يراها ضرورية لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة وفعاليتها كأساس لأي إصلاح، مشيرا إلى أن أي إصلاح للأمم المتحدة يجب أن يستند إلى مبدأ عدم قابلية السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان للتجزئة.

وشدد المجلس على أنه يجب أن يظل ميثاق الأمم المتحدة هو الأساس الذي يقوم عليه النظام القانوني الدولي في القرن الحادي والعشرين، وأن يحترم احتراما عالميا.

وأكد ضرورة استعادة الدور المحوري للأمم المتحدة في صون السلم والأمن الدوليين بالكامل، بما في ذلك دورها الرئيسي في الدبلوماسية الوقائية وصنع السلام، وحفظ السلام، وبناء السلام في إطار الفصلين السادس والسابع من الميثاق.

وأوضح أنه يجب على الأمم المتحدة أن تعزز وأن تظل المنصة الأساسية للتعاون متعدد الأطراف من أجل الانتقال نحو الاستدامة، بالإضافة إلى ضرورة تقوية دور الأمم المتحدة في تعزيز حقوق الإنسان الأساسية وتنفيذها والمساءلة عنها على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية.

وأكد أن الأمم المتحدة يجب أن تظل طرفا محوريا في العمل الإنساني حيثما تكون هناك حاجة ماسة إليه، ويجب حماية مؤسساتها وممارساتها ومعاييرها وموظفيها وتيسير أعمالهم، كما شدد على أن الأمم المتحدة يجب أن تعزز بقوة تنفيذ الأهداف المتفق عليها في اتفاق باريس لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وطالب مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتعزيز دور الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتبارها الجهاز الرئيسي الأكثر ديمقراطية وشمولا وشفافية في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ضرورة تسريع إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما دعا إلى ضرورة وفاء مجلس الأمن بالتزاماته بموجب ميثاق الأمم المتحدة.

وخلال الاجتماع انتخب المجلس بالإجماع سعادة السيد ناصر عبدالعزيز النصر، رئيس الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، رئيسا جديدا للمجلس، وسعادة السيدة ماريا فرناندا إسبينوزا، رئيسة الدورة الثالثة والسبعين، نائبة للرئيس اعتبارا من 1 يناير 2026.

واتفق المجلس على مواصلة مناقشاته في اجتماعه القادم في الرياض بالمملكة العربية السعودية خلال يومي 14 و15 ديسمبر، والذي سيركز على النزاعات الإقليمية، ولا سيما الأوضاع في غزة والشرق الأوسط، وأوكرانيا وروسيا، والسودان، بالإضافة إلى موضوع الذكاء الاصطناعي العام (AGI).