أخبار عاجلة
 أسعار العملات مقابل الريال القطري -
الذهب يصعد «متفائلاً» بخفض الفائدة الأميركية -
Trump lauds 'good relationship' with Carney but won't say if they'll restart trade talks -

وزير الخارجية المصري في حوار مع الشرق: قطر تلعب دوراً مهماً للغاية في ملفات شديدة التعقيد.. وعلاقات الدوحة والقاهرة محصنة

اخبار العرب -كندا 24: الاثنين 8 ديسمبر 2025 12:51 صباحاً حوارات رئيس التحرير 246
08 ديسمبر 2025 , 07:00ص
alsharq

حــــوار : جـابــر الحـرمـي - تصـوير: محمد العطار

■ منتدى الدوحة يزداد تألقا بملفاته حول العدالة والأمن والتنمية والطاقة

■ التواصل مع دمشق قائم والدوحة احتضنت لقائي مع وزير الخارجية السوري 

■ علاقات الدوحة والقاهرة محصنة وآفاق أرحب لتعزيزها في كل المسارات

■ لا يوجد مبرر أخلاقي أو معنوي أو قانوني لإجبار الفلسطينيين على الخروج من أرضهم

■ تشكيل الكيانات والهياكل الإدارية في قطاع غزة بالتنسيق مع دول المنطقة 

■ الدوران المصري والقطري يكملان بعضهما لتحقيق الهدف النبيل بحقن الدم الفلسطيني

■ قطر ومصر تحظيان بتقدير المجتمع الدولي ولديهما جهازان دبلوماسيان متميزان

■ نعتز بمساهمة الجالية المصرية في عملية التنمية والنهضة التي تشهدها قطر

■ الصبر الإستراتيجي لدى قطر ومصر مكنهما من النجاح في إبرام اتفاق غزة

■ تشكيل اللجنة العليا بين البلدين يعكس إرادة مشتركة لاستحداث آليات لمتابعة الاجتماعات

■ محاولات إحداث الوقيعة بين مصر وقطر في غزة فشلت بالاتصالات المباشرة والثقة المتبادلة

■ سقف للاستثمارات الحكومية في مصر لتشجيع القطاع الخاص المصري والعربي والأجنبي

■ بيئة مواتية للاستثمار في مصر من خلال الحزم التشريعية الأخيرة

 

أكد سعادة الدكتور بدر عبد العاطي وزير خارجية جمهورية مصر العربية الشقيقة، عمق العلاقات الأخوية بين الدوحة والقاهرة، منوها بالروابط الأخوية التي تجمع قيادتي البلدين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية والشعبين الشقيقين. 

b1a7d006e2.jpg

 وثمن في حوار شامل مع الشرق نتائج زيارته للدوحة ومباحثاته مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وعدد من الوزراء معربا عن شكره لدولة قطر على رعايتها للجالية المصرية التي تسهم في مختلف المجالات في دولة قطر. وأكد على ان علاقة البلدين محصنة وشديدة القوة وكشف سعادته عن حزم استثمارية ضخمة تضخها قطر في مشروعات متعددة في مصر، موضحا ان القاهرة تعول على الاستثمارات القطرية بمختلف القطاعات خاصة العقارية والسياحية والطاقة والصناعات التحويلية، لافتا الى اجراءات تشريعية تعطي الافضلية للمستثمر القطري والعربي والاجنبي وللقطاع الخاص. وأكد اهمية اجتماعات اللجنة العليا بين البلدين، وأن ترؤسها من جانب وزيري خارجية البلدين يعكس إرادة مشتركة لتذليل اي عقبات تواجه المشروعات القطرية وان هناك آليات تم استحداثها لمتابعة قرارات اللجنة. 

ونوه سعادته بالأهمية التي بات يشكلها منتدى الدوحة كمنصة للحوار حول القضايا الاقليمية والدولية، قائلا ان المنتدى يزداد تألقا بملفاته التي تركز على قضايا تهم المجتمع الدولي، وفي مقدمتها العدالة والأمن والتنمية والطاقة، مشددا على المكانة التي تحظى بها دولة قطر والدبلوماسية القطرية في حل الازمات الاقليمية والدولية.

76f6255f0b.jpg

وكشف سعادة الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري عن لقاء جمعه مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال زيارتهما للدوحة، مؤكدا في حوار شامل مع الشرق ان اللقاء جاء بعد يوم من حضورهما منتدى الدوحة وضمن اتصالات قائمة بين القاهرة ودمشق، قائلا اننا نتمنى كل الخير لسوريا وللشعب السوري الشقيق ولا ننسى اننا كنا دولة واحدة وشعبا واحدا في إقليمين وأن كل ما نبتغيه هو ان يكون هناك آمن واستقرار مستدام في سوريا.

وحول جهود قطر ومصر في اتفاق غزة أكد د. عبد العاطي أن قطر الشقيقة تلعب دورا مهما للغاية في ملفات شديدة التعقيد منوها بأن الصبر الإستراتيجي لدى قطر ومصر مكنهما من النجاح في إبرام اتفاق غزة رغم التعنت الاسرائيلي، وأن الدورين المصري والقطري يكملان بعضهما البعض لتحقيق الهدف النبيل بحقن الدم الفلسطيني وأن قطر ومصر تحظيان بتقدير المجتمع الدولي ولديهما جهازان دبلوماسيان متميزان برزا بوضوح في مراحل اتفاق غزة. 

وشدد على أهمية الدور الامريكي لتنفيذ مراحل الاتفاق وإجبار الجانب الاسرائيلي على الالتزام بما جرى التوافق عليه في خطة الرئيس ترامب وجدد في هذا الاطار رفض مصر للتصريحات الاسرائيلية حول فتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين، وقال انه لا يمكن لمعبر رفح أن يكون منفذا لتهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع وأنه لا يوجد أي مبرر أخلاقي أو معنوي أو قانوني لإجبار الفلسطينيين على الخروج من أرضهم. مشددا على اهمية استكمال تنفيذ اتفاق غزة وتشكيل الكيانات والهياكل الإدارية في القطاع بالتنسيق مع دول المنطقة. 

ولم يستبعد وزير الخارجية المصري مشاركة اسرائيل في اي ترتيبات أمنية مستقبلية في المنطقة شريطة التزامها بحزمة مبادئ إذا قبلتها يمكن الحديث عن مشاركتها في ترتيبات إقليمية، مشددا في هذا الاطار على ان أوهام القوة وغطرستها لن تحقق الأمن لإسرائيل وأن ما يسمى إسرائيل الكبرى وهم وأضغاث أحلام لن تنطبق على أرض الواقع وان الدول العربية قادرة على الدفاع عن أراضيها.

وأكد حرص مصر على خفض التوتر في المنطقة خاصة على الجبهة اللبنانية لتجنيب الشعب اللبناني موجة جديدة من الدمار والعنف من جانب إسرائيل، وكشف عن اتصالات وجهود مصرية مكوكية بين إسرائيل وإيران وأمريكا لخفض التصعيد على كافة الجبهات. 

 وتطرق وزير الخارجية المصري الى الوضع في السودان ، موضحا انه يشهد أكبر أزمة إنسانية تواجه البشرية ولابد من وقف الحرب العبثية في السودان واحترام مؤسسات الدولة السودانية مشددا على رفض مصر مساواة مؤسسات الدولة الوطنية السودانية بمليشيا الدعم السريع. وفيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة قال انها وصلت إلى طريق مسدود بسبب الموقف المتعنت من جانب إثيوبيا. 

مؤكدا انها تنتهك بشكل فاضح القانون الدولي وان لمصر الحق الكامل في الدفاع عن مصالحها المائية، وقال ان مشروعاتنا بأفريقيا ترد على الأكاذيب بأن مصر ضد مشروعات تنمية الموارد المائية بدول القارة.

a624186490.jpg

◄  كانت لكم مشاركة وكان لكم حضور في منتدى الدوحة، كيف ترون هذا المنتدى في نسخته الثالثة والعشرين وكيف ترون دور الدوحة عموما في موضوع الحوار ومساعيها لتحقيق الاستقرار على الصعيد الإقليمي؟

 أولا المنتدى يزداد نضجا وتألقا وتوهجا والمشاركة الكثيفة سواء من حيث العدد ومن حيث الجودة ومستوى الحضور يعكس بطبيعة الحال مكانة قطر الشقيقة، وأيضا التراكم في الخبرة لدى المنظمين لهذا المنتدى والذي اصبح بالفعل منصة هامة جدا ليس فقط في المنطقة ولكن في العالم ايضا فيما يتعلق بالتركيز على ملفات تتعلق بقضايا العدالة وقضايا الامن وقضايا التنمية والاستقرار في هذه المنطقة التي تموج بالاضطرابات، وواضح ان كل نسخة تضيف والنسخة الاخيرة متقدمة ومتميزة عن السابقة، وهذا يعكس كما ذكرت نضجا في هذا المنتدى الذي اصبح بالفعل منصة عالمية للحوار وتبادل الآراء ما بين المفكرين والمحللين والسياسيين من المنطقة وخارج المنطقة في ضوء الحضور الدولي المتميز، وبالطبع فإن دولة قطر الشقيقة تلعب دورا مهما للغاية وتقدم نفسها كوسيط في ملفات شديدة التعقيد، وهذا أمر يعكس أهمية قطر وعلاقاتها الطيبة بالجميع وأيضا هناك قدر كبير من الحنكة وتراكم الخبرات، وعندنا نموذج ناجح جدا فيما يتعلق بموضوع غزة والوساطة المصرية القطرية التي تعكس اولا علاقة متميزة بين بلدين وشعبين شقيقين، ثانيا الصبر الاستراتيجي رغم انه كانت هناك اخفاقات كثيرة بسبب واضح وهو تعنت الموقف الاسرائيلي وتشدده وعدم رغبته في الحل، لكن مع الدأب ومع الاستمرار ومع تضافر الجهود تمكنا من ابرام اتفاق شرم الشيخ الذي وضع حدا لهذه الحرب العدوانية على قطاع غزة، فبالتالي مكانة قطر واضحة كوسيط في العديد من الازمات وهذا امر نعتز به ونقدره. 

        • إرادة سياسية

◄  هذا النموذج الذي أشرت إليه معاليكم في الحديث عن ملف غزة نأتي اليه خلال الحوار، التقيتم مع أخيكم معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ومع مسؤولين قطريين ما اولوية المباحثات التي تجري اليوم بين الدوحة والقاهرة؟ 

 أولا العلاقة بين البلدين شديدة القوة وهناك ثقة متبادلة بين فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وشقيقه سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، وهناك علاقة قوية وإرادة سياسية لدى القائدين ولدى البلدين الشقيقين، وهناك مزيد من تطوير وتعزيز العلاقات بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، ولدينا اتصالات على كل المستويات وكثافة في هذه الاتصالات، وايضا استثمارات كبيرة وحزم استثمارية ضخمة تضخها قطر في مصر في مختلف القطاعات خاصة القطاعات السياحية والعقارية، وهذا يعكس عمق العلاقات وأيضا يعكس المناخ المواتي للاستثمار الموجود في مصر، وقد تشرفت بلقاء أخي الحبيب والعزيز معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس الوزراء وزير الخارجية، وتباحثنا حول ملفات كثيرة حول العلاقات الثنائية وايضا تباحثنا حول غزة وكيفية التحرك مستقبلا وايضا تحدثنا باستفاضة حول الاوضاع الكارثية في السودان؛ لأن هذه اكبر ازمة انسانية تواجه البشرية ولكن لا يوجد اهتمام بما يحدث داخل السودان، وأيضا كان هناك مجال وفرصة لأتحدث مع سعادة وزير المالية وسعادة وزير المواصلات وأيضا سعادة وزيرة الدولة للتعاون الدولي وسعادة وزيرة الشؤون الاجتماعية والأسرة، وهذه علاقة قوية ومصيرنا مشترك، والحمد لله، كل المباحثات التي جرت تعكس عمق العلاقة بيننا وتشعبها بالمجالات السياسية والتجارية والاستثمارية والمجالات الثقافية وتحدثت مع سعادة وزير العمل حول الدور المهم الذي تقوم به الجالية المصرية الموجودة هنا في بلدهم الثاني قطر، وكانت هناك إشادة من كبار المسؤولين القطريين بدور العمالة المصرية ومساهمتهم في عملية التنمية والتطوير والتحديث والنهضة التي يقودها سمو أمير البلاد. والحمد لله فالعلاقة ابدية واخوية وهناك تلاحم بين البلدين والشعبين، وإن شاء الله تستمر هذه العلاقة وترتقي، وكانت هناك زيارتان لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي للدوحة، وكانت هناك زيارة مؤخرا لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد الى مصر، وبالتالي فإن العلاقات تتطور وتنمو وإن شاء الله تكون دائما في افضل حالاتها. 

        • حزم تشريعية

◄  ما أشرت إليه معاليكم من حزمة الاستثمارات والتي تصل الى قرابة 30 مليار دولار.. ماذا تمثل هذه الدفعة من الاستثمارات في مسار العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين؟ 

اولا نحن نعتز اعتزازا بالغا بوجود القطاع الخاص والشركات العامة القطرية في مصر، ونعتز ايضا بالاستثمارات القطرية في مصر والحمد لله السوق المصري واعد وضخم جدا والقوة الشرائية فيه عالية، وايضا مناخ الاستثمار اصبح مستقرا للغاية، وهناك بيئة مواتية للاستثمار من خلال الحزم التشريعية الاخيرة التي تم اتخاذها والتسهيلات والتيسيرات التي يتم تقديمها للمستثمرين، فضلا عن ازالة العديد من القيود الادارية والبيروقراطية، والآن ولأول مرة تفرض الحكومة سقفا للاستثمارات الحكومية في مصر؛ بهدف تشجيع القطاع الخاص المصري والعربي والاجنبي، وهذه مسألة شديدة الأهمية فبالتالي نحن نعول على الاستثمارات القطرية، وبالتأكيد وجود المستثمر القطري الآن والاستثمارات القطرية في مختلف المجالات ليس في قطاع بعينه بالاضافة الى القطاع العقاري والقطاع السياحي، لدينا قطاع الطاقة وقطاعات خاصة بالصناعات التحويلية كل هذا يصب في خدمة البلدين والشعبين الشقيقين، خاصة ان هذه الاستثمارات تحقق مصالح مشتركة وتقوم على مبدأ تحقيق المكاسب للجميع والحمد لله الكل رابح والربحية في السوق المصري ربحية عالية جدا وجيدة والكل مستفيد نحن نستفيد والمستثمر القطري يستفيد ايضا. 

        • كواليس الجهد القطري - المصري 

◄ معاليكم اشرت الى نموذج فريد للتعاون بين البلدين لإحلال الأمن والاستقرار في ملف غزة بين الجانبين القطري والمصري وصبر عامين رغم كل التحديات والعراقيل التي وضعتها الحكومة الاسرائيلية لعدم التوصل الى اتفاق.. بماذا تصفون هذا التعاون وهذا الاصرار القطري المصري للتوصل لاتفاق وبالفعل بعد عامين استطاع ان يتحقق الاتفاق فماذا عن كواليس هذا الجهد المصري - القطري طوال هذين العامين؟ 

 أولا، هناك هدف مشترك لدى البلدين الشقيقين وهو هدف نبيل يتعلق بوقف الحرب العدوانية على قطاع غزة ووقف حملة التجويع الممنهج لسكان القطاع وهذا كان الهدف الاساسي للتحرك المصري القطري المشترك، والنقطة الثانية كان هناك تكامل بين الدورين المصري والقطري وكانا يكملان بعضهما البعض لتحقيق هذا الهدف النبيل، ثالثا انه رغم بعض المحاولات من الجانب الاسرائيلي وغيره لإحداث الوقيعة، لكن كانت العلاقة قوية ومتينة للغاية، ورابعا طبعا نجاح جهود الوساطة يعكس نضج المؤسسات الموجودة في قطر ومصر ويعكس ايضا اصرارا على حماية المدنيين وحماية الشعب الفلسطيني وصيانة حقوقه وحقن دمائه ووقف القتل، ولذلك كان هناك اصرار من الجانبين على استمرار الجهود رغم التعنت والرفض ورغم التهرب الاسرائيلي ورغم الصلف الاسرائيلي وكل المحاولات التي استهدفت عدم الالتزام بأي شيء والاستمرار في هذه الحرب العدوانية لتحقيق اهداف داخلية سياسية ضيقة، رغم ذلك كان هناك اصرار والحمد لله تكللت الجهود المصرية القطرية بالنجاح وهذا امر ليس بغريب على بلدين يحظيان بتقدير المجتمع الدولي ولديهما جهازان دبلوماسيان متميزان. 

        • تسويف إسرائيلي

◄  رئيس الوزراء في المنتدى قال ان اتفاق وقف اطلاق النار في غزة لم يطبق كاملا وانه ما زال في مرحلته الاولى.. الى متى سيظل في مرحلته الاولى واسرائيل تحاول ان تتملص او تنقلب عليه؟ 

 بالفعل هناك تسويف ومحاولات اسرائيلية لتتوقف على الاطلاق للعمل على التملص من التزاماتها طبقا لاتفاق وقف اطلاق النار وخطة الرئيس ترامب للسلام، والآن نحن نضغط بكل قوة وبالتنسيق مع الاشقاء في قطر للدفع باتجاه الدخول في المرحلة الثانية؛ لأن المرحلة الثانية من الخطة بها استحقاقات مهمة جدا وخاصة مسألة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة واسرائيل الآن ونحن نتحدث تحتل اكثر من 53 % من مساحة القطاع، ولذلك فإن مسألة اتمام الانسحاب شديدة الاهمية ويتعين التركيز عليها بالاضافة الى المسائل المتعلقة بنشر القوة الدولية حتى يكون هناك مراقبون دوليون؛ لأن اسرائيل تنتهك يوميا الاتفاق وتقول انها تشك في ان احد العناصر من هنا او هناك يستهدفها، ولذلك فإن مسألة وجود مراقبين للتيقن والتحقق من الممارسات الاسرائيلية والتزام الطرفين بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار هي مسألة مهمة جدا، وأحب ان اؤكد هنا على الدور الرئيسي الذي تلعبه الولايات المتحدة ودور الرئيس ترامب وانخراطه المباشر فهو الضمان الاساسي لاستمرار تنفيذ كافة مراحل خطة الرئيس ترامب، وعلينا ان نواصل الجهود، فدولة قطر لديها علاقات متميزة مع الولايات المتحدة ومصر ايضا حليف وشريك استراتيجي للولايات المتحدة، ومن ثم فعلينا جميعا مسؤولية بالاضافة الى الدول العربية والاسلامية الشقيقة للتواصل المستمر حتى نضمن استمرار الانخراط الامريكي، فبدون الانخراط الامريكي سيكون الوضع شديد الهشاشة وسيعطي هذه الفرصة للجانب الاسرائيلي لعدم الالتزام بما تم التوقيع عليه. 

        • معبر رفح في الاتجاهين

◄ معاليكم بالأمس أصدرتم ضمن 7 دول أخرى بيانا يعرب عن القلق من الخطوة الاسرائيلية بجعل معبر رفح ذا اتجاه واحد بمعنى نوع من التهجير بصورة اخرى.. كيف سيتم التعامل مع هذه الخطوة رغم ان هناك قرارا بفتح المعبر؟ 

 نعم، طبعا موقف مصر واضح وحازم تماما ولا يمكن التراجع فيه فلابد من تشغيل معبر رفح في الاتجاهين، فاذا كان هناك بعض الاشقاء الفلسطينيين يحتاجون الى عمليات جراحية خارج قطاع غزة فلا مانع، وهناك اتفاق على اعداد محددة وهي ان يخرج 50 يتلقون العلاج وعدد مقابل ممن أتموا العلاج يعودون الى القطاع، فهذه مسألة تتم من الاتجاهين فضلا عن دخول المساعدات الانسانية والطبية الى قطاع غزة حتى يتم التعامل مع الاحتياجات الملحة للشعب الفلسطيني، إن هذه التصريحات الاسرائيلية التي صدرت مرفوضة تماما وأكدنا على الرفض الكامل لأي خطط للتهجير وهذا موقف مصري حازم وموقف الرئيس السيسي كان شديد الوضوح في هذا الشأن بأننا لن نقبل ولن نسمح بأي عمليات للتهجير لأنه لا يوجد مبرر أخلاقي أو معنوي أو قانوني لإجبار الفلسطينيين على الخروج من ارضهم، ومرة اخرى فالموقف المصري واضح وحازم في هذا الشأن ولا يمكن كما سبق أن اعلن فخامة الرئيس السيسي بأنه لا يمكن لمعبر رفح ان يكون معبرا للتهجير الى خارج القطاع.

        • 3 كيانات مؤقتة 

◄  بالنسبة للمبادرة التي طرحها الرئيس ترامب.. ما التحديات التي تواجه تشكيل قوة سلام في غزة؟ 

 كما تعلم هناك ثلاثة كيانات مؤقتة تم الاتفاق على تشكيلها في اطار قرار مجلس الأمن 2803 مجلس السلام وقوة الاستقرار الدولية، واخيرا اللجنة الفنية التكنوقراط الفلسطينية، وكل هذه الترتيبات مؤقتة تنتهي ولايتها في 31 ديسمبر 2027 والآن لابد من التحرك ولابد من تشكيل هذه الهياكل وحكومتها، ولكن لابد ان يكون ذلك بالتنسيق مع دول المنطقة التي هي ادرى بالاوضاع على الارض، ولابد من تحديد ولايات واضحة لمجلس السلام وللقوة الدولية ولابد من تحديدها بوضوح حتى يسمح هذا للدول التي ترغب بالمساهمة في القوات ان تساهم بهذه القوات واذا كانت هناك ولاية تتعلق بحفظ السلام فهناك دول كثيرة ستشارك، أما اذا كان الاصرار على فرض السلام فهذا امر سيجعل الكثير من الدول تعزف عن المشاركة. 

◄ بالرغم انه لم يتبق سوى مدد وايام بسيطة هل تتوقعون ان يتم التوصل الى اتفاق خلال هذه الفترة؟ 

 نأمل ذلك وهناك تشاور مستمر مع الجانب الامريكي وهو يذكر انه قبل نهاية هذا العام ونحن نتابع ونأمل ان يكون هناك دخول في المرحلة الثانية حتى يتم التعامل مع قضية الانسحاب الاسرائيلي.

◄  معاليكم فيما يتعلق بالمساعدات الانسانية والاغاثية للاسف لم يتم الالتزام من جانب اسرائيل ولم تسمح بإدخال ما هو متفق عليه من المساعدات حتى في المرحلة الاولى.. كيف يمكن الضغط على اسرائيل لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه؟

 صحيح، لابد من تكثيف الضغوط من الاطراف الاوروبية والولايات المتحدة للتعامل مع الكارثة الانسانية والصحية الموجودة في قطاع غزة، وايضا عدم وجود ملاذات ومنازل تؤوي الفلسطينيين الموجودين في العراء، والآن نحن في فصل الشتاء والاوضاع المناخية شديدة الكارثية على الارض، ولذلك لابد من تكثيف كل الضغوط لضمان دخول المساعدات الانسانية والطبية والاغاثية خاصة ما يتعلق بالخيام حتى يتم التعامل مع الاوضاع الكارثية الموجودة على ارض الواقع في ظل التدمير الشامل الذي قام به العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة.

        • مسؤولية قانونية على الاحتلال 

◄ هل هناك مؤشرات توحي بأن الاسرائيليين سيفتحون المعابر لدخول هذه المساعدات؟ 

 هناك اتصالات مستمرة ولابد من تكثيف الضغوط الدولية لأن الكل يتحدث عن معبر رفح ويتناسون ويتجاهلون ان هناك 5 معابر تربط بين اسرائيل وقطاع غزة، واسرائيل طبقا للقانون الدولي هي قوة احتلال وبالتالي فعليها مسؤولية قانونية طبقا لاتفاقيات جنيف الاربع لحماية حقوق المدنيين وطبقا للقانون الدولي الانساني عليها مسؤولية بتسهيل تمرير دخول المساعدات الانسانية والاغاثية والطبية الى السكان الرازحين تحت الاحتلال. 

◄ معاليكم؛ لمصر دور تاريخي في موضوع المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وللأسف فإنها خلال الفترة الماضية توقفت.. هل نتوقع اعادة استئناف الدور وان نجد جهدا مصريا جديدا لتوحيد البيت الفلسطيني؟

 الجهود المصرية لم تتوقف على الاطلاق وكان هناك مؤخرا اجتماعات للفصائل الفلسطينية في القاهرة ولن نألو جهدا عن استمرار الجهود لرأب الصدع الفلسطيني، ونحن نوجه رسالة للفصائل الفلسطينية ان عليها ان ترتفع الى مستوى المسؤولية وعليها ان تعلم جميعا ان المرحلة الحالية هي مرحلة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، وان القضية الآن تكون او لا تكون فهناك قضية وجودية لاستمرار القضية الفلسطينية واذا لم تتفق الفصائل الفلسطينية على المصلحة الوطنية وتعلي المصلحة الوطنية على المصلحة الذاتية فعليهم ان يدفعوا الثمن امام الشعب الفلسطيني وامام الشعوب العربية وامام التاريخ لتضييع هذه الفرص والتسبب في ضياع هذه القضية.

        • آليات للمتابعة

◄  اللجنة العليا المشتركة كان لديها اجتماع قبل اشهر في القاهرة.. كيف يمكن لهذه اللجنة ان تدفع بهذه العلاقات الى افاق ارحب في كل المسارات والقطاعات؟ 

 اولا، بالفعل اللجنة العليا بالفعل يترأسها وزيرا خارجية البلدين وبمشاركة كل الوزارات الفنية المعنية، فبالتالي هي آلية شديدة الاهمية للتنسيق فيما يتعلق بدفع كل مسارات التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين، وآخر دورة عقدت بالفعل في العلمين بحضور معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن، وهذه تمثل آلية مهمة جدا لتطوير العلاقات، وهي كما ذكرت تحت رئاسة وزيري خارجية البلدين فتعكس الارادة السياسية لتطوير العلاقات، وأيضا هناك مشاركة من كل الوزارات الفنية، وهذا مهم جدا فما يتم الاتفاق عليه فإن الجهات المعنية بعملية التنفيذ تكون موجودة لتترجمها الى افعال محددة وتكون هناك آليات للمتابعة. 

        • العلاقة محصنة

◄  بالفعل كانت هناك محاولات لضرب العلاقة المصرية القطرية عبر التشويش وعبر افتعال أزمات وفبركة اخبار وبالرغم من ذلك لم تتأثر هذه العلاقة.. هل نستطيع القول اليوم انها باتت محصنة وان البلدين اصبح لديهما من القدرة ما يمكنهما من حماية هذه العلاقة؟ 

 قولا واحدا: نعم، العلاقة محصنة والحمد لله لا يمكن لأي محاولات للاصطياد في الماء العكر ان تنال من هذه العلاقة، لأنها تقوم اولا على اسس راسخة وهناك ارادة سياسية بين القيادتين بالبلدين للعمل على تطوير هذه العلاقات، وثالثا المحبة والود بين الشعبين الشقيقين وأنا التقيت بأبناء الجالية المصرية هنا يوم وصولي واستمعت منهم عن الحفاوة والدفء الذي يشعرون به بين اشقائهم هنا في قطر والتعامل الراقي والمتميز الذي يعكس العلاقة الابدية بين الشعبين والتعامل الراقي من جانب السلطات القطرية مع الجالية المصرية، فبالتأكيد هناك اسس راسخة وإن شاء الله هذه العلاقات تنمو برعاية فخامة الرئيس وسمو الأمير. 

        • ملتزمون بالمعاهدة طالما التزموا 

◄ الجانب الاسرائيلي تمادى في استهدافه ليس فقط لقطاع غزة ولكن ايضا بوصوله الى محاذير ضمن اتفاقية كامب ديفيد ربما في محور فلادلفيا.. هل لمصر اليوم نية لإعادة النظر وايصال رسالة للجانب الاسرائيلي انه في حالة عدم الانسحاب يمكن لمصر ان تكون لها خطوات اخرى؟

 بالفعل الرسائل مستمرة والامور على الارض مختلفة وبالتأكيد نحن ملتزمون بمعاهدة السلام طالما ان الجانب الاسرائيلي ملتزم بها، ونحن نضغط بكل قوة والآن الجانب الاسرائيلي انسحب الى خطوط اخرى شرق القطاع، ولكن هناك منطقة كبيرة لا تزال تحت الاحتلال تصل الى 50% من مساحة القطاع ومن ثم علينا ان نكثف الجهود والضغوط حتى يتم اكتمال الانسحاب الاسرائيلي طبقا للمرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب. 

        • وهم إسرائيل الكبرى 

◄ نتنياهو طوال الأشهر الماضية ومنذ فترة قريبة كانت تصريحاته توحي ويتحدث عن اسرائيل الكبرى وعن مملكة اسرائيل بما فيها اقتطاع اراض من دول عربية اخرى.. ألا تشكل هذه التصريحات توترا ورغبة اسرائيلية بالتوسع في المنطقة؟

 بالتأكيد ولكن، قلنا اكثر من مرة ونقولها مرة اخرى ان اوهام القوة وغطرستها لن تحقق الأمن لإسرائيل على الاطلاق وان هذه الاوهام الخاصة بنا يسمى اسرائيل الكبرى هي مجرد اضغاث احلام ومجرد اوهام لا يمكن على الاطلاق ان تنطبق على ارض الواقع، والدول العربية قادرة على الدفاع عن امنها ومصالحها بطبيعة الحال.

        • ترتيبات أمنية إقليمية مستقبلية

◄ دكتور اذا انتقلنا الى محور اشرت اليه، موضوع الازمات التي يعاني منها اليوم الوطن العربي، اليوم العرب في كثير من المواقع هناك ازمات وصراعات وخلافات كبرى وربما منها ما يشهده السودان الآن والعالم للأسف الشديد غافل عن هذا الجانب، الى اي مدى يمكن للشقيقة مصر او بالتعاون مع اطراف اخرى ان تلعب ادوارا في ايجاد حلول لهذه الازمات خاصة بجوار الشقيقة مصر وأعني السودان وليبيا التي تعاني ايضا من عدم الاستقرار؟

 بالتأكيد مصر هي ركيزة ومحور للاستقرار في هذه المنطقة المضطربة من العالم وبالفعل لا نألو جهدا على الاطلاق للعمل على تثبيت الوضع والوصول الى حلول سياسية وسلمية لهذه الازمات لأنه لا توجد اي حلول عسكرية لها، وفي الكثير من الاحوال العامل الخارجي له دور سلبي في تأجيج هذه الازمات بالتأكيد مصر وقطر تلعبان دورا مهما جدا في العمل على خفض التصعيد في المنطقة ونموذج على ذلك موضوع غزة باعتبار ان القضية الفلسطينية هي لب الصراع في المنطقة، يضاف الى ذلك فإننا نسعى الى وجود ترتيبات امنية اقليمية تعمل على كبح جماح غطرسة القوة في المنطقة وتعلي من مسألة احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وايضا العمل على عدم المساس بالوحدة الاقليمية للدول، ويمكن ان نقول انه كان هناك تطور لافت في اجتماعات مجلس الجامعة العربية الاخيرة خاصة الاجتماع الوزاري وكان هناك حزمة من المبادئ التي تم الاتفاق عليها مبادئ لابد ان تحكم اي ترتيبات امنية اقليمية مستقبلية تشارك فيها دول عربية او غير عربية في المنطقة وتم اقرار هذه المبادئ في صورة قرار صادر عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري وكانت تلك نقطة تحول كبيرة ومهمة جاءت بمبادرة سعودية مصرية مشتركة تتحدث عن المبادئ الحاكمة انه لا يمكن لأي طرف اقليمي غير عربي يشارك في اي ترتيبات او في اي نظام اقليمي محتمل دون احترام هذه المبادئ، منها احترام السيادة والوحدة الاقليمية للدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مبدأ عالمية منع الانتشار النووي، احترام الدولة الوطنية، احترام سيادة المؤسسات الوطنية في هذه الدول؛ لأن المشكلة الكبرى في العالم العربي خاصة في هذه الازمات المتفجرة وجود تصاعد فيما يسمى الفاعلين من غير الدول، لابد ان تكون هناك دولة وطنية ومؤسسات وطنية، لكن كلما كان هناك فاعلون من غير الدول وينافسون الدولة في استخدام القوة فكل هذا يؤدي الى انهيار الدولة الوطنية وتصاعد اعمال القتل والعنف والازمات كما نراه في العديد من الازمات في المنطقة، كما في ليبيا وفي السودان وكما في سوريا وفي لبنان كما في اليمن طالما هناك اطراف من خارج الدول وفاعلون خارج مؤسسات الدولة لابد ان يكون ذلك له تأثير سلبي يغذي الصراع.

        • حرب عبثية 

◄ الملف السوداني.. هل لديكم امر عاجل بخصوص التعامل مع ازمات السودان؟

 هناك تحركات تتم بشكل قوي للتوصل الى هدنة تقود الى وقف لإطلاق النار يؤسس لعملية انتقالية سياسية تؤدي الى قيام حكومة مدنية في السودان، هذه امور مهمة للغاية، ولكن للأسف الوضع شديد الخطورة على الارض، شهدنا المذابح والمجازر التي ارتكبت في دارفور من جانب مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين الابرياء وتهجيرهم وقتلهم وحرقهم واغتصاب نسائهم، كل هذا امر لا يمكن القبول به على الاطلاق، والآن هناك ايضا للاسف حصار لمدن اخرى في جنوب كردفان في منطقة بابنوسة وغيرها، وهناك مخاوف لدى المجتمع الدولي والامم المتحدة ان تحدث مذابح اخرى في بابنوسة تفوق ما حدث في الفاشر، لابد من وقف هذا العبث وهذه الحرب العبثية في السودان ولابد من احترام مؤسسات الدولة السودانية، لا يمكن على الاطلاق قبول مساواة مؤسسات الدولة الوطنية السودانية بميليشا وهذا امر لا يمكن القبول به ولابد من الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة اراضيه وسلامة المؤسسات الوطنية وفي القلب منها القوات المسلحة السودانية.

        • لقاء مصري - سوري في قطر 

◄ دكتور، في الحديث عن العلاقة بين مصر وسوريا.. ألم يحن الوقت للتحرك نحو ايجابية العلاقة والتواصل خلال المرحلة المقبلة؟

التواصل قائم، وسألتقي وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني بالدوحة (وتم اللقاء عصر أمس) وهناك تواصل وأحاديث فيما بيننا ونحن نتمنى كل الخير لسوريا وللشعب السوري الشقيق ولا ننسى أننا كنا دولة واحدة وشعبا واحدا في اقليمين الاقليم الشمالي والاقليم الجنوبي، وكل ما نبتغيه هو ان يكون هناك أمن واستقرار مستدام في سوريا وهذا يتحقق من خلال ثلاثة عناصر: العنصر الاول هو كف اسرائيل عن انتهاكها للأراضي السورية وعدوانها على سوريا وضرورة الانسحاب من الاراضي التي احتلتها، والكف عن انتهاك السيادة السورية، والنقطة الثانية لابد ان يكون هناك تواصل مع كل الاقليات داخل المجتمع السوري والحفاظ عليها وتقديم الامن لها وعدم اعطاء الذريعة للجانب الاسرائيلي او اي اطراف اخرى ان تتدخل في الشأن السوري بحجة الدفاع او حماية مصالح الاقليات، فهؤلاء مواطنون سوريون والدولة السورية تحميهم وتحافظ عليهم، وأخيرا مسألة مكافحة الارهاب وهي مسألة مهمة جدا ولا بد من حماية سوريا من ان تكون بمثابة اراض يمكن استخدامها لتهديد اي من دول الجوار، وهذا يتطلب التعامل مع قضية المقاتلين الاجانب ومرة اخرى نحن نبغي كل التقدم والاستقرار لسوريا ولا ننسى ان لدينا مليونا ونصف مليون مواطن سوري على الاراضي المصرية ويتم معاملتهم معاملة المصريين رغم كل الظروف الاقتصادية التي نمر بها لكن المليون ونصف مليون سوري جزء من عشرة ملايين لاجئ داخل مصر.

        • صفر معسكرات لاجئين في مصر 

◄ وهذا يحسب لمصر باستضافة سوريين وسودانيين 

خمسة ملايين ونصف مليون سوداني، ومليون ونصف مليون سوري، ومليون وسبعة من عشرة مليون يمني، ومليون وثلاثة من عشرة ليبي، وجنسيات اخرى وهو وضع قاس، وهؤلاء أشقاؤنا وهربوا من اوضاع داخلية شديدة الصعوبة ونقوم بذلك في ظل سياسة صفر معسكرات لاجئين لا يوجد معسكر لاجئين واحد على الاراضي المصرية لإيواء اللاجئين لكنهم يتواجدون بين اشقائهم المصريين ونأمل في ان يتم تهدئة الاوضاع في هذه الدول حتى يعودوا بشكل طوعي الى بلادهم. 

        • لا نريد دوامة عنف جديدة في لبنان

◄ دكتور، في الملف اللبناني قمتم بزيارة الى لبنان وسبق ذلك مدير المخابرات المصري كانت له زيارة الى لبنان ولقاءات مع اطراف الحكومة اللبنانية وكان لمصر مبادرة على هذا الصعيد، اليوم هل نتحدث عن جهد مصري في الملف اللبناني في ظل التحديات والاستهداف شبه اليومي الذي يعيشه لبنان من قبل اسرائيل والوحدة اللبنانية اليوم على المحك؟ 

 بالتأكيد هناك توجيهات مباشرة من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتحرك لخفض التصعيد الذي يواجهه لبنان، وهي دوامة اخرى من العنف والعدوان من جانب اسرائيل، ونحن حريصون كل الحرص على مصلحة لبنان وعلى استقراره، ولذلك نبذل جهودا مكوكية وضخمة من خلال اتصالاتنا بكل الاطراف المعنية، لدينا اتصالات مع ايران واسرائيل ومع الولايات المتحدة ومع كل الاطراف المعنية ومع الاطراف اللبنانية جميعها هدفنا الاساسي هو تجنيب الشعب اللبناني الدمار وأي دورة جديدة من العدوان والعنف من جانب اسرائيل ونبذل كل جهد ممكن لخفض التصعيد في لبنان، وتجنب اي عدوان في الفترة القادمة ولمست بكل وضوح حرصا شديدا من فخامة الرئيس عون ودولة الرئيس نواف سلام وأيضا من دولة الرئيس نبيه بري من كل القيادات الثلاثة هناك حرص كبير للعمل على خفض التصعيد وتجنبه والالتزام الكامل باتفاق وقف اطلاق العدائيات الموقع عام 2024. 

        • خفض التصعيد تجاه إيران 

◄ على ذكر ايران، وايضا لكم زيارات الى ايران وهناك حديث عن جهد في الملف الايراني مع الاطراف الغربية واستضفتم مفاوضات.. الى اين وصلت وقطعت الخطوات المصرية على هذا الصعيد كنوع ايضا من التهدئة؟

مرة اخرى اقول ان هدف مصر الاساسي هو خفض التصعيد في المنطقة لأن التصعيد يؤدي الى مزيد من التوتر ومزيد من الاحتقان والعنف ويؤثر على جهود التنمية المبذولة ويؤدي الى تخريب هذه الجهود لذلك مصر حريصة كل الحرص على ان تعمل على خفض التصعيد وكان هناك جهد مصري اسفر عن اتفاق القاهرة بين ايران ووكالة الطاقة الذرية استأنفت بموجبه الوكالة الدولية زياراتها الى المنشآت النووية الايرانية التي لم يتم قصفها من الجانبين الاسرائيلي او الامريكي، ونحن حريصون كل الحرص على تجنيب المنطقة اتون حرب اقليمية أخرى وتواصلت بالفعل بالامس مع وزير الخارجية السيد عباس عراقجي ومع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية السيد رفائيل جروسي، وقبل ذلك كنت في المانيا وعلى تواصل مستمر مع الترويكا الاوروبية ومع وزيري خارجية المملكة المتحدة وفرنسا ومع الجانب الامريكي بشكل مستمر للعمل على خفض التصعيد واستئناف المفاوضات المباشرة بين ايران والولايات المتحدة وايجاد حل سياسي سلمي للملف النووي الايراني وبما يجنب المنطقة مخاطر التصعيد.

        • ليس سدا للنهضة 

◄ هناك ملف شائك آخر وربما أخير فقد أطلنا في الحديث ولكن الملفات كثيرة وملف سد النهضة واثيوبيا من اهمها، اين اليوم الموقف التفاوضي بين الجانبين؟ 

 اولا هو ليس بسد النهضة فهو سد له عواقب وخيمة للغاية على مصر وعلى السودان باعتبارهما دولتي المصب فلا نسميه على الاطلاق سدا للنهضة، ثانيا بالتأكيد نحن بعد اكثر من ثلاثة عشر عاما من المفاوضات التي وصلت الى طريق مسدود بسبب الموقف المتعنت من جانب اثيوبيا، اقتنعنا تماما ان المسار التفاوضي قد وصل الى نهايته، وبالتالي نحن نراقب ونتابع الوضع على الارض وأعلنا بشكل واضح لا يحتمل اللبس ان اي ضرر يمس بحقوق مصر المائية بالتأكيد يجعل لمصر الحق الكامل في اتخاذ الادوات والوسائل التي كفلها القانون الدولي للدفاع عن النفس وعن المصالح المائية، هناك تعنت واجراءات احادية من الجانب الاثيوبي تنتهك بشكل فاضح القانون الدولي خاصة وان المجاري المائية العابرة للحدود تخضع للقانون الدولي ولا يمكن القبول بما تذكره اثيوبيا فهو عبث ولا يمكن القبول بالادعاء بأنها مسألة سيادة فهذا امر خاطئ تماما باعتبار ان نهر النيل هو نهر دولي عابر للحدود ومن ثم يخضع لقواعد القانون الدولي خاصة ما يتعلق بمبادئ مثل الاخطار المسبق فلا توجد دولة تمتلك تنفيذ اي مشروعات على مجار مائية دولية بدون التشاور مع الدول الاخرى دول المصب هذا هو القانون الدولي الذي يقر مبدأ حق عدم الضرر وهي قواعد راسخة في القانون الدولي.

◄ لكن هي اقدمت ونفذت والمشروع اليوم قائم؟

 صحيح ومع ذلك كما قلنا انه اذا حدث اي ضرر للحقوق المائية المصرية فسيكون هناك رد فعل مصري طبقا لقواعد القانون الدولي التي تكفل لنا حق الدفاع عن النفس. 

◄ وما خيارات مصر؟

كما ذكرت الموقف المصري واضح، ان مصر لها الحق كاملا في اتخاذ الوسائل والتدابير الكفيلة بالدفاع عن مصالحها المائية اذا حدث ضرر وفقا لما يكفله القانون الدولي.

 

        • مصر دولة إقليمية رئيسية

◄ اليوم لمصر جهود كبيرة في الساحة العربية والاقليمية مع لبنان مع ايران مع فلسطين السودان وليبيا وغيرها هل نستطيع القول اليوم ان مصر تريد ان ترسخ ادوارا اكبر خاصة في افريقيا التي بها ازمات متصاعدة؟

هذا هو قدر مصر وهذا هو دور مصر فهذه مسألة تاريخية ومسؤولية نحن نضطلع بها في مصر والقيادة المصرية تضطلع بها، بالتأكيد مصر دولة اقليمية رئيسية ولا يمكن ان تتقاعس عن اداء دورها لتحقيق الامن والاستقرار وايضا مصر قوة عالمية ولها مواقف فيما يتعلق بالقضايا العالمية مثل قضايا منع الانتشار النووي ومثل قضايا اصلاح وتوسيع مجلس الامن واصلاح الهيكل المالي العالمي وجعله اكثر ديمقراطية، مصر لها صوت عالمي وهو ليس وليد الامس ولا اليوم هو دور تضطلع به منذ سنوات طويلة ولن تتوقف او تتقاعس عن ادائه والدور المصري يزداد توهجا ونشاطا وهذا قدرنا ونحن طرف دولي واقليمي مقبول لأن مصر دولة ليس لديها اجندة خفية واياديها بيضاء على الكل ومصر لا تتآمر وتتمسك بالمبادئ في وقت عز فيه ذلك للاسف الشديد في ظل هذه السياسات الاقليمية والدولية التي نراها والتي تعصف بالقانون الدولي وتضع جانبا ميثاق الامم المتحدة والنظام القائم على القواعد، ولكن مصر لابد ان يكون لها صوت مسموع بالتمسك بالقانون الدولي وبالقواعد التي تحكم النظام الدولي وبالتالي الدور المصري سيستمر ومصر في افريقيا لها مكانة كبيرة لا يمكن ان ننسى ايادي مصر البيضاء على اشقائها في القارة الافريقية خلال سنوات التحرر الوطني ولا توجد دولة افريقية تحررت من ربقة الاستعمار دون دعم مصر، وهذه كانت مسؤوليتنا تجاه الاشقاء، الآن العلاقة علاقة شراكة قوية قائمة على الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية ودور مهم جدا للشركات المصرية في القارة الافريقية طبقا لمبدأ تحقيق المكاسب للجميع، ومصر الآن استحدثت آليات جديدة لدعم وجودها في القارة الافريقية ودعم عملية التنمية في القارة الافريقية مثل استحداث آلية تمويلية لتنفيذ مشروعات مائية وتنموية في دول حوض النيل للجنوب وهذا يرد على الاكاذيب التي يتم ترديدها بأن مصر ضد مشروعات تنمية الموارد المائية او تنمية او تحديث دول حوض النيل، وهي اكاذيب وهذه الآلية من الموازنة المصرية ودعم اقامة سدود في دول حوض الجنوب خير مثال على ذلك، بالاضافة الى الدور الحيوي الذي تقوم به الشركات المصرية التي حصلت على خبرات هائلة خلال السنوات العشر الاخيرة من عملية التحديث والتنمية التي يقودها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مجالات الانشاءات والبنية التحتية والطاقة الجديدة والمتجددة والاحفورية والطاقة النظيفة واصبح لهذه الشركات دور مهم جدا في القارة الافريقية وبالتالي نحن نرتبط بمصير مشترك مع اشقائنا في افريقيا، وبالتأكيد هذه القارة هي المستقبل في النظام الاقتصادي العالمي خاصة انها القارة الوحيدة التي يتضاعف عدد سكانها بحلول 2050 وايضا هناك اتساع في الطبقة الوسطى وفي القوة الشرائية، وبالتالي فالمستقبل لأفريقيا ونحن حريصون على تعزيز تواجدنا في دول القارة فمثلما نحن نفخر بانتمائنا العربي والاسلامي نحن نفخر ايضا بانتمائنا الافريقي، وان شاء الله نستمر في هذا الدور وايضا في دورنا الثقافي والحضاري ومصر دائما لديها القوة الناعمة وهي امر مهم جدا ويمكن انكم تابعتم افتتاح المتحف المصري الكبير وهي كانت هدية مصر للعالم، ونحن نعتز بهذا الدور، ونعتز بعلاقتنا بدولة قطر الشقيقة وبأواصر العلاقات المتنامية في المجالات الثقافية والتجارية وتبادل الزيارات بين آلاف القطريين الذين يزورون بلدهم الثاني مصر وآلاف المصريين المتواجدين بين اشقائهم هنا في قطر، كل هذا يعزز اللحمة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

        • علاقات مصر وتركيا عادت لطبيعتها

◄ تظل مصر هي الأخ الاكبر والحاضن لجميع العرب، دكتور العلاقة مع تركيا حيث شهدت الفترة الاخيرة زيارات وشهدت تنسيقا وتدريبات مشتركة، مؤشر الى مرحلة جديدة في العلاقة المصرية التركية والتنسيق في مواقع اخرى منها التنقيب عن الغاز وغيرها؟

 نقطة البداية هنا ان العلاقة المصرية التركية بالتأكيد عادت الى طبيعتها وهي تنمو وتزدهر في كل المجالات سواء على المستوى السياسي او المستوى الاقتصادي والتجاري، لدينا الميزان التجاري الآن وصل الى 9 مليارات دولار بين البلدين، وهناك توجيه رئاسي من اصحاب الفخامة الرئيس السيسي والرئيس أردوغان بالوصول الى مبلغ 15 مليار دولار خلال سنوات قليلة من الآن والاستثمارات التركية في مصر تزيد وتتضاعف وهناك تشاور وتنسيق، وكما تعلمون فإن تركيا احد الوسطاء الضامنين الاربعة فيما يتعلق باتفاق شرم الشيخ والعلاقات تنمو وتزدهر في مختلف المجالات وهو امر طبيعي لأن مصر وتركيا بلدان كبيران وقوتان اقليميتان كبيرتان فضلا عن انهما عضوان بارزان داخل منظمة التعاون الاسلامي.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

السابق اختتام قوي لبطولة قطر للسباقات الصحراوية 2025
التالى  ارتفاع طفيف لأسعار الذهب في المعاملات الفورية

 
c 1976-2025 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.