د. رند عبود: «الظفر الغارز» مشكلة صحية قد تتحول إلى عدوى بكتيرية

د. رند عبود

❖ الدوحة - الشرق

يعدّ الظفر الغارز في إبهام القدم من أكثر مشكلات القدم انتشارا، وعلى الرغم من أنه قد يبدو بسيطًا في بدايته، إلا أنه قد يسبب ألما شديدا وصعوبة في المشي، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى التهابات تتطلب تدخلا طبيا سريعا.

وفي هذا السياق أشارت الدكتورة رند سلوان عبود، أخصائية طب الأسرة في مركز عمر بن الخطاب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن الظفر الغارز ينشأ عندما يبدأ طرف الظفر بالنمو داخل الجلد المحيط به بدلًا من النمو خارجه بالشكل الطبيعي، وهذا النمو الخاطئ يسبب التهابا في الجلد ثم تورما وألما، وقد يتطور لاحقا إلى عدوى بكتيرية إذا لم يُعالج. وتشير إلى أن السبب الأكثر شيوعًا للظفر الغارز هو قصّ الأظافر بالشكل الخاطئ، حيث إن قصّ الظفر بشكل نصف دائري أو إزالة الحواف بعمق يجعل الظفر يندفع داخل الجلد عند نموّه، ومن الأسباب الأخرى ارتداء الأحذية الضيقة التي يسبب ضغطها المستمر على الأصابع، خاصة عند ارتداء أحذية رسمية أو رياضية ضيقة، تزيد من احتمالية انغراز الظفر.

كما يزيد التعرّق والرطوبة وعدم تهوية القدمين من المشكلة، لأن الرطوبة تليّن الأظافر والجلد وتجعل الانغراز أسهل. وتتمثل الأعراض المتوقعة عند الإصابة في ألم متزايد على جانب الإصبع، احمرار وتورم حول الظفر، ألم عند الضغط أو المشي، خروج صديد أو إفرازات، أو ظهور نسيج حبيبي أحمر لامع عند تقدم الحالة. ويجب زيارة طبيب الأسرة في المراكز الصحية عند وجود إفرازات قيحية أو ألم شديد حول الإصبع، أو اذا كان الشخص من المصابين بالسكري أو مشاكل الدورة الدموية، أو إذا استمرت الأعراض لأكثر من 3–5 أيام رغم العناية المنزلية، أو عند صعوبة المشي أو ازدياد التورم.

ويتنوّع علاج الظفر الغارز حسب حدّة الحالة بين العناية المنزلية والتدخل الطبي، ففي العناية المنزلية، التي تُنصح للحالات البسيطة فقط، يجب لبس الأحذية المناسبة غير الضيقة، ومعالجة فرط التعرّق أو أي التهابات فطرية، ونقع القدم في ماء دافئ مع ملح لمدة 10– 20 دقيقة، ثم وضع كريم الكورتيزون مرتين في اليوم لمدة أسبوعين، مع إمكانية استخدام جبيرة الظفر، وقصّ الظفر بشكل مربع والتأكد من بقاء جميع الحواف خارج اللحم مع الحفاظ على طول مناسب. أما العلاج الطبي، فيبدأ بالمضاد الحيوي، ثم التدخل الجراحي بعد التأكد من شفاء الإصبع من الالتهاب، حيث تتم إزالة الجزء الناشب فقط من الظفر جراحيًا تحت التخدير الموضعي، وهو الإجراء الأكثر شيوعا ونجاحا، ويعود المريض للمشي سريعًا، ويرافقه كيّ كيميائي غير مؤلم حسب الحالة.