الاثنين 22 ديسمبر 2025 12:04 مساءً صدر الصورة، Getty Images
-
- Author, لين براون
-
قبل 13 دقيقة
قد تصبح عملية تسليم جواز السفر لموظف الحدود والحصول على ختم يعلن وصولك إلى بلد جديد من طقوس السفر التي تنتمي إلى الماضي القريب.
ففي أكتوبر/تشرين الأول 2025، بدأ الاتحاد الأوروبي تطبيق نظام الدخول/ الخروج (EES)، وهو أداة رقمية جديدة لإدارة الحدود تسجل البيانات البيومترية، إضافة إلى تواريخ الدخول والخروج للمسافرين من غير مواطني الاتحاد الأوروبي عند تنقلهم من وإلى منطقة شنغن.
وعند اكتمال تطبيق النظام في أبريل/ نيسان 2026، سيحل الفحص الرقمي محل ختم جوازات السفر اليدوي، ما يجعل الإجراءات أكثر كفاءة وأماناً، ويمثل تحولاً كبيراً في طريقة عبور بعض المسافرين للحدود الأوروبية.
ويأتي هذا التغيير في إطار توجه عالمي أوسع، إذ تعتمد دول مثل أستراليا واليابان وكندا بالفعل على البيانات البيومترية في المعابر الحدودية، فيما أعلنت الولايات المتحدة خططاً لتوسيع أنظمة مماثلة. ومع تحول المعالجة الرقمية إلى معيار عالمي، قد يعني ذلك، بهدوء، نهاية تقليد سفر عريق يتمثل في جمع أختام جوازات السفر.
ويقول باتريك بيكسبي، أستاذ في جامعة ولاية أريزونا، ومؤلف كتاب "ترخيص السفر: تاريخ ثقافي لجواز السفر" إن "نسخاً مختلفة من أختام جوازات السفر تعود إلى العصور الوسطى أو عصر النهضة"، ويضيف: "كان يُوضع ختم من الشمع على رسائل المرور التي يمنحها الحكام في أوروبا. ومن هنا، في رأيي، بدأت الفكرة".
صدر الصورة، Getty Images
ورغم أن وثائق السفر - وأشكالاً مختلفة من الأختام - وجدت منذ قرون، فإن جوازات السفر الحديثة لم تبدأ في التبلور إلا في مطلع القرن العشرين. فبعد الحرب العالمية الأولى، ساعدت عصبة الأمم في وضع معايير رسمية لجوازات السفر، في وقت أصبحت فيه الحدود أكثر تنظيماً وتشديداً.
وبحلول خمسينيات القرن الماضي، تحوّل تقليد الحصول على أختام جوازات السفر إلى رمز للحركة والمكانة الاجتماعية، مع دخول العالم ما عرف بـ"العصر الذهبي" للسفر، حين أصبحت الرحلات الجوية في متناول شريحة أوسع من الناس.
ويقول بيكسبي: "لم تبدأ الأختام باكتساب تلك القيمة العاطفية التي نعرفها اليوم إلا بعد الحرب العالمية الثانية واستئناف السفر الدولي".
ومع احتمال اختفاء أختام جوازات السفر، تتباين ردود فعل المسافرين حيال هذا التغيير.
وتقول هرستينا نابوسنيي المقيمة في لندن: "سأفتقد أختام جوازات السفر فعلاً. بالنسبة لي، لم تكن مجرد دليل على الدخول، بل كانت دائماً علامات صغيرة للذاكرة، تذكّرني بالأماكن التي زرتها والدول التي سافرت إليها".
وتتفق معها الكاتبة المقيمة في نيويورك إيل بولادو، قائلة: "فقدان أختام جوازات السفر يثير شعوراً مختلطاً. ورغم إدراكي للحاجة إلى إجراءات أسرع وأكثر فاعلية، كان الحصول على الختم دائماً بمثابة اعتراف صغير". وتضيف: "إنه دليل على أنك عبرت حدوداً ووصلت إلى مكان لم يكن سوى حلم. سأفتقد هذا التقليد إذا اختفت الأختام".
صدر الصورة، Getty Images
في المقابل، يتعامل آخرون مع الأمر بقدر أكبر من البراغماتية. إذ يعبّر خورخي سالاس-غيفارا، الرئيس والمؤسس لشركة الرحلات السياحية "نيو باث إكسبيديشنز"، عن حماسه لما قد يوفّره النظام الرقمي الجديد من وقت. ويقول: "أقضي ما بين 250 و300 يوماً كل سنة في السفر، وأعبر الحدود باستمرار، ولذلك فإن هذا التغيير يُعدّ مصدر ارتياح لأشخاص مثلي".
ورغم أن بعض المسافرين سيفتقدون الحنين المرتبط بجمع أختام جوازات السفر، فإن كثيرين يخططون لتوثيق رحلاتهم بطرق أخرى، مثل جمع مغناطيسات الثلاجة أو اقتناء تذكارات مختلفة من الأماكن التي يزورونها.
ومع ذلك، يرى باتريك بيكسبي أن الاحتفاظ بسجل ملموس للرحلات سيبقى دائماً أمراً له خصوصيته. ويقول: "هذا في جوهره سؤال أوسع يتعلق بالمقارنة بين التناظري والرقمي". ويضيف: "ثمة شيء مميّز في امتلاك وثيقة كانت معك في اللحظة التي كنتَ فيها هناك. فهي تخلق نوعاً من الهالة حول الشيء المادي، وهي هالة تتلاشى عندما يصبح كل شيء رقمياً".
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :