الأربعاء 24 ديسمبر 2025 08:40 مساءً صدر الصورة، Getty Images
قبل 5 دقيقة
توفي رئيس أركان الجيش الليبي، الفريق أول محمد علي أحمد الحداد، في حادث تحطم طائرة أثناء عودته إلى بلاده عقب زيارة رسمية إلى تركيا، حيث وقع الحادث في قضاء هايمانه التابع للعاصمة أنقرة.
وينحدر محمد الحداد من مدينة مصراته غرب ليبيا ولد عام 1966 والتحق بالكلية العسكرية في العاصمة طرابلس عام 1985 وتخرج منها.
ولا تتوفر معلومات كثيرة عن بدايات حياته ومسيرته العسكرية الأولى، غير أنه من المعروف أنه شغل مناصب مختلفة داخل الجيش الليبي قبل اندلاع الاحتجاجات عام 2011.
وأطاحت الثورة التي اندلعت عام 2011، بدعم دولي قاده حلف شمال الأطلسي، بحكم العقيد معمر القذافي، الذي قُتل في مسقط رأسه سرت في 20 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، ودخلت البلاد بعدها في مرحلة طويلة من عدم الاستقرار السياسي والأمني.
وفي خضم تلك الفوضى، انقسمت المؤسسة العسكرية الليبية، وبرزت قوى متنافسة، وقد تعاون محمد علي الحداد مع القوى العسكرية المتمركزة في طرابلس، التي أسهمت لاحقاً في تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي اعترفت بها الأمم المتحدة.
وفي عام 2015، تولى الحداد منصباً قيادياً رفيعاً في المنطقة العسكرية بطرابلس، وهي إحدى أكثر المناطق حساسية من الناحية العسكرية في غرب ليبيا.
وخلال الهجوم الواسع الذي شنته قوات "الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر على العاصمة طرابلس في أبريل/نيسان 2019، كان الحداد من أبرز القادة الذين تولوا تنظيم الدفاع عن المدينة، واستمرت المعارك حتى يونيو/حزيران 2020، في ظل دعم تركي مباشر لحكومة الوفاق الوطني.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال"
Accept and continueنهاية X مشاركة
وفي سبتمبر/أيلول 2020، عُيّن الحداد رئيساً لأركان الجيش الليبي من قبل حكومة الوفاق، وبدأ منذ ذلك الحين مرحلة من الاتصالات العسكرية المكثفة مع تركيا، شملت زيارات متكررة إلى أنقرة في أعوام 2020 و2024 و2025.
كما اضطلع بدور نشط في المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة لتوحيد القوات العسكرية في شرق البلاد وغربها، وهي مساعٍ استمرت لعدة سنوات دون أن تفضي إلى نتائج نهائية.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، ركّز الحداد على تعزيز التعاون الدفاعي مع تركيا، والحفاظ على مستوى عالٍ من التنسيق بين الجانبين، بالتوازي مع تطورات إقليمية شملت تقارب أنقرة مع أطراف ليبية أخرى.
جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو
وكانت الطائرة التي تقل الحداد، من طراز فالكون 50، وبرفقته سبعة أشخاص آخرين، حيث أقلعت من مطار أنقرة متجهة إلى طرابلس، قبل أن تتحطم بعد نحو 19 دقيقة من الإقلاع في قضاء هايمانه جنوب العاصمة التركية.
وعُثر على حطام الطائرة قرب قرية كسيك قاوك التابعة للقضاء، على بعد نحو 105 كيلومترات من مطار إيسنبوغا.
وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، مقتل جميع من كانوا على متن الطائرة، التي ضمت إلى جانب الحداد كلاً من قائد القوات البرية الليبية الفريق أول فتوري غريبيل، وقائد هيئة التصنيع العسكري اللواء محمود القطفاني، ومستشار رئيس الأركان محمد العساوي دياب، ومصور رئاسة الأركان محمد عمر أحمد محجوب، إضافة إلى ثلاثة من أفراد الطاقم.
وأعلنت السلطات الليبية الحداد الوطني ثلاثة أيام حداداً على أرواح الضحايا.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا إن الطائرة، المصنّعة عام 1988، أبلغت عن عطل كهربائي قبل سقوطها، وأكد وزير الدولة الليبي للاتصال والشؤون السياسية وليد عمار العلاف أن "جميع المؤشرات الأولية تفيد بأن سبب الحادث يعود إلى خلل تقني".
في المقابل، وصف زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي الحادث بأنه "مؤلم ومثير للتساؤلات"، لوقوعه في توقيت يشهد تطوراً في العلاقات بين أنقرة وطرابلس.
صدر الصورة، Getty Images
وكشفت السلطات التركية أن الطائرة لا تعود ملكيتها لليبيا، بل كانت مستأجرة من شركة خاصة مقرها مالطا.
وباشرت النيابة العامة في أنقرة تحقيقاً في الحادث، وجرى تكليف أربعة مدعين عامين تحت إشراف نائب المدعي العام.
وأفاد وزير الداخلية التركي بالعثور على جهاز تسجيل الصوت في قمرة القيادة عند الساعة 02:45 فجراً، ثم الصندوق الأسود للطائرة بعد ذلك بنحو نصف ساعة.
وأكدت السلطات أن تحديد السبب النهائي لسقوط الطائرة سيتم بعد استكمال الفحوصات الفنية.
وأرسلت ليبيا وفداً رسمياً إلى أنقرة لمتابعة التحقيقات، يضم 22 شخصاً، من بينهم أقارب لضحايا الحادث ومسؤولون من وزارة الداخلية الليبية.
ودعا رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، برهان الدين دوران، الرأي العام إلى الاعتماد حصراً على البيانات الرسمية، محذرا من "تداول معلومات غير مؤكدة أو الانجرار وراء الشائعات ونظريات المؤامرة".
صدر الصورة، Getty Images
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا عبر منصة إكس إنّ "الاتصال فُقد عند الساعة 20:52 (17:52 ت غ)... مع الطائرة الخاصة من طراز فالكون 50، وتحمل الرقم 9H-DFJ، التي أقلعت من مطار أنقرة إيسنبوغا عند الساعة 20:10 متجهة إلى طرابلس".
وأظهرت بيانات موقع تتبع الرحلات الجوية أن الطائرة وصلت إلى ارتفاع 32 ألفا و475 قدماً قبل إرسال إشارة طوارئ، ثم فُقدت الإشارة نهائياً قرب قرية باباياقوب.
وكان الحداد قد استُقبل في أنقرة في 23 ديسمبر/كانون الأول بمراسم رسمية، حيث التقى رئيس الأركان التركي الفريق أول سلجوق بيرقدار أوغلو، ثم وزير الدفاع يشار غولر، بحضور قائد القوات البرية التركية الفريق أول متين توكل.
وتزامنت الزيارة مع مصادقة البرلمان التركي، في 22 ديسمبر/كانون الأول، على تمديد تفويض نشر القوات التركية في ليبيا لمدة عامين إضافيين اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2026، في إطار اتفاقيات التدريب والتعاون العسكري بين البلدين، وبهدف دعم الاستقرار وحماية المصالح التركية في منطقة البحر المتوسط.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :