Arab News 24.ca اخبار العرب24-كندا

"ثورة" المغرب الكروية أمام عقدة قارية عمرها 50 عاماً

الجمعة 19 ديسمبر 2025 11:41 صباحاً صدر الصورة، Getty Images

Article Information
    • Author, عبد السلام حتاملة
    • Role, بي بي سي عربي
  • قبل 6 دقيقة

رغم الفترة الذهبية التي تشهدها كرة القدم المغربية في الآونة الأخيرة، إلا أن بطولة كأس أمم أفريقيا تظل عقدة مستمرة منذ نحو 50 عاماً يحاول منتخب "أسود الأطلس" حلها.

ومع استضافة المغرب بدءاً من الأحد، البطولة القارية على أرضه للمرة الثانية في تاريخه، تبدو فرصة التتويج الأولى منذ عام 1976 قريبة.

يُنظر إلى منتخب "أسود الأطلس"، المصنف 11 عالمياً، على أنه أحد أبرز المرشحين للظفر بالبطولة الأكبر في القارة الأفريقية التي تقام كل عامين.

الصحفي المغربي المهدي أحجيب، قال لبي بي سي، إن المنتخب "يملك كل المقومات الواقعية للتتويج، وربما أكثر من أي نسخة سابقة"، لكنه رأى أن ذلك لا يعني أن "المهمة مضمونة" وهو ما اتفق عليه الصحفي الكيني بونفاس كيمانزي.

سلسلة خيبات

بعد حلوله رابعاً في بطولة كأس العالم الأخيرة في قطر، في إنجاز غير مسبوق للكرة العربية والإفريقية، يأمل المغرب بقيادة مدربه وليد الركراكي منح البلاد اللقب القاري الثاني في النسخة الخامسة والثلاثين من البطولة.

ورفع المغرب أغلى كأس في القارة آخر مرة في إثيوبيا عام 1976، رغم أنه حاول تكرار الإنجاز عندما احتضن البطولة عام 1988 إلا أنه لم ينجح.

كما أن المغرب خسر النهائي في نسخة عام 2004 أمام تونس.

وآخر الانتكاسات الخروج من ربع نهائي نسخة 2021 على يد مصر 1-2 بعد التمديد، وثمن نهائي النسخة الأخيرة 2024 على يد جنوب أفريقيا 0-2.

وفسر أحجيب غياب المغرب عن منصة التتويج بـ "مجموعة عوامل متراكمة أبرزها عدم الاستقرار الفني عبر عقود والضغط النفسي المفرط في كل نسخة، وضعف الفعالية الهجومية في مباريات الحسم، إضافة إلى أخطاء تدبيرية داخل بعض النسخ منها التحكيم" على حد تعبيره.

وقال: "المغرب غالباً ما كان مرشحاً قوياً، لكنه نادراً ما لعب البطولة بعقلية الفائز".

كأس "لا تعترف بالأسماء"

صدر الصورة، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم

ولمحو سلسلة الخيبات، يتشبث المغرب بأفضلية الأرض مرة أخرى، وتحقيق رقم عالمي بالفوز في 18 مباراة متتالية، كما يعول على محترفيه في أوروبا أبرزهم أفضل لاعب في قارة أفريقيا أشرف حكيمي.

وجددت الثقة بالمدرب الركراكي الذي يدين له المغرب بالوصول إلى المربع الذهبي في المونديال.

وجاء المغرب، المصنف الأول في القارة، رفقة مالي وزامبيا إلى جانب جزر القمر في المجموعة الأولى، ويستهل مشواره بمواجهة الأخيرة على ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط الذي يتسع لنحو 68 ألف متفرج.

وقال أحجيب إن دخول منتخب المغرب كأحد أبرز المرشحين يعود إلى "جودة لاعبيه الناشطين في الدوريات الأوروبية الكبرى إضافة إلى "الاستقرار الفني النسبي وعامل الأرض والجمهور، والتجربة القارية والعالمية الأخيرة".

ورأى أن المغرب "يعول على التوازن الجماعي بين الدفاع والهجوم، والتجربة الدولية للاعبين خاضوا مونديال قطر" إلى جانب "الانضباط التكتيكي الذي يميز فريق وليد الركراكي"، والدعم الجماهيري.

غير أنه قال إن "كأس أفريقيا تاريخياً لا تعترف بالأسماء ولا بالتصنيفات، بل بالجاهزية الذهنية والتعامل مع التفاصيل الصغيرة".

لكن طموح المغاربة يصطدم بحامل لقب النسخة الماضية ساحل العاج، ومصر صاحبة الرقم القياسي بعدد التتويجات (7 مرات) بقيادة محمد صلاح والتي لم تحمل الكأس منذ 15 عاماً، ونيجيريا بقيادة فيكتور أوسيمين، والسنغال بقيادة ساديو مانيه.

وفيما يواجه المغرب "ضغطاً جماهيرياً وإعلامياً" وسط مطالب بإحراز اللقب، حذر أحجيب من مباريات الأدوار الإقصائية التي "تُحسم أحيانًا بجزئيات صغيرة"، مشيراً إلى أن منتخبات أفريقيا "معتادة على اللعب تحت الضغط ولا تتأثر بالأجواء".

ويمثل "الإرهاق البدني في حال توالي المباريات القوية تحدياً" أمام المغرب على ما ذكر أحجيب.

في حين قال كيمانزي لبي بي سي إنه رغم امتلاك المغرب للاعبين في الدوريات الأوروبية إلا أنه "لا يمكن ضمان" تتويجه بالبطولة القارية نظراً لوجود منتخبات بينها مصر والسنغال أظهرت قوتها خلال التصفيات.

وفيما رشح كيمانزي وصول المغرب إلى المربع الذهبي، قال "لن يكون الفوز بالبطولة سهلاً على المغرب ما لم يحافظ جميع لاعبيه على مستواهم الحالي حتى نهاية المسابقة".

ورأى أن المغرب يحتاج إلى "عمق في التشكيلة وتدوير ذكي بين اللاعبين لتجنب الإرهاق وانضباط تكتيكي في مباريات خروج المغلوب" إذا أراد التتويج باللقب.

الركراكي أمام "أصعب اختبار"

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، الركراكي قاد المغرب لإنجاز غير مسبوق بعد بلوغه نصف نهائي مونديال قطر 2022

ورغم استمرار الركراكي مع المغرب إلا أن مستقبله مع "أسود الأطلس" بات مرتبطاً بإحراز اللقب، بعدما وعد بتحقيق البطولة في النسخة الماضية لكنه لم يفِ بذلك.

وتمكن مدربون محليون من قيادة بلدانهم نحو إحراز كأس أفريقيا في آخر 3 نسخ من المسابقة وهو ما يأمل الركراكي بفعله.

وقال أحجيب إن الركراكي يواجه "أصعب اختبار في مسيرته التدريبية"، إلا أنه يملك "عناصر مهمة" للتعامل مع الضغط منها "شخصية قوية وقريبة من اللاعبين وتجربته الفريدة" في مونديال قطر، إلى جانب "معرفة دقيقة بالكرة الأفريقية، وقدرة على تحصين المجموعة داخلياً وإبعادها عن الضجيج الخارجي".

لكن نجاحه مرهون بـ "اختياراته ومرونته التكتيكية وقدرته على اتخاذ قرارات جريئة في اللحظات الحاسمة" على ما ذكر أحجيب.

وقال كيمانزي إن الركراكي أمام "مهمة شاقة" لكنه أشار إلى أنه "لن يواجه صعوبة كبيرة جداً نظراً لخبرة لاعبيه المحترفين، وكذلك المحليين الذين توجوا بكأس أمم أفريقيا للمحليين العام الجاري.

"ثورة" الكرة المغربية

يعد تتويج المغرب بكأس العرب لكرة القدم مساء الخميس، آخر فصل في سجل إنجازات الكرة المغربية.

وبعدما بلغ نصف النهائي في مونديال قطر 2022، حققت المنتخبات المغربية إنجازات متتالية لعل أبرزها التتويج بلقب كأس العالم للشباب تحت 20 سنة هذا العام. كما تُوّج المغرب بكأس أفريقيا للمحليين للمرة الثالثة.

وقبلها أحرز منتخبها في أولمبياد باريس 2024 الميدالية البرونزية.

وتحدث الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن "ثورة" في الكرة المغربية، ملخصاً أسباب نجاحها اللافت، على الرغم من فشل المغرب في الصعود إلى كأس العالم بين عامي 1998 و2018، وغيابها عن 4 نسخ من كأس أفريقيا.

وسلط الاتحاد الضوء على أكاديمية محمد السادس التي أنشئت عام 2009، وخرّجت لاحقاً العديد من اللاعبين المحترفين بينهم يوسف النصيري ونايف أكرد وعز الدين أوناحي.

إضافة إلى تطوير البنية التحتية الرياضية في البلاد بعد وصول فوزي لقجع إلى رئاسة الاتحاد المحلي للّعبة، فيما تستعد المغرب إلى استضافة كأس العالم 2030.

وأشار الاتحاد الدولي إلى أن "توجيه الاستثمارات إلى منتخبات الفئات السنية كان عاملاً محورياً في تغيير شكل الكرة المغربية".

وإلى جانب التطوير المستمر للكرة المحلية، اتجه المغرب نحو البحث عن المواهب المغربية في أوروبا، وفق الاتحاد.

وقال إن الاتحاد المغربي "عمل على استغلال الجالية المغربية الكبيرة الموجودة في مختلف دول العالم" ما وفر له لاعبين مزدوجي الجنسية ممن يحملون الجنسية المغربية، الأمر الذي منح المنتخب نجوماً مثل أشرف حكيمي وسفيان أمرابط ونصير مزراوي.

ولخص الصحفي أحجيب نجاح الكرة المغربية بارتباطها "برؤية استراتيجية طويلة المدى، مع الاستثمار في التكوين القاعدي، وجودة مراكز التكوين الوطنية إضافة إلى حضور قوي للاّعب المغربي في أوروبا، ثم الاستقرار الإداري والتقني مع تحسين البنية التحتية المغربية وربط المنتخبات بالفئات السنية بشكل متناسق".

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

أخبار متعلقة :