Arab News 24.ca اخبار العرب24-كندا

"نحن في حالة حرب مع روسيا، وبريطانيا هي من يجب أن تقود الجهود الحربية"، مقال في الإندبندنت

الأربعاء 10 ديسمبر 2025 04:16 صباحاً صدر الصورة، PA Media

قبل 14 دقيقة

في هذه الجولة من عرض الصحف، نقرأ مقالات تكشف ملامح عالم يدخل مرحلة أكثر اضطراباً: دعوات بريطانية لمواجهة هجينة مع روسيا، تحوّل أمريكي عميق نحو الانعزال، ومواجهة مفتوحة بين واشنطن ونظام مادورو في فنزويلا.

نبدأ جولتنا في عرض الصحف بمقال في صحيفة الإندبندنت بعنوان "ليس سراً أننا بالفعل في حالة حرب مع روسيا – يجب أن يُضرب بوتين بكل ما في جعبة بريطانيا"، للوزير السابق في مجلس الوزراء البريطاني، اللورد مارك سيدويل، والذي يدعو فيه إلى أن تتولى بريطانيا زمام المبادرة في قيادة حرب هجينة ضد روسيا.

يبدأ سيدويل مقاله بالتأكيد أن أوروبا "لا يمكنها انتظار الإذن أو الإجماع، لأن ذلك يضمن استمرار العدوان الروسي".

ويعود سيدويل إلى تجربته كمستشار للأمن القومي خلال حادثة تسميم سالزبري، التي وصفها بأنها نقطة تحول، حيث ردّت بريطانيا حينها بأكبر عملية طرد جماعي لضباط استخبارات روس في التاريخ وفرضت عقوبات مؤلمة. لكنه يوضح أن ذلك كان دفاعياً في جوهره، "إذ جاء رداً على هجوم نُفذ بالفعل، وأن الردع الحقيقي لم يتحقق". ويؤكد أن الحقيقة هي أن الحرب قائمة بالفعل: "حرب تقليدية في أوكرانيا، وحرب هجينة في أماكن أخرى، وأن بوتين يعتقد أنه في حالة حرب مع الغرب".

ويحذر سيدويل من أن روسيا قادرة "على شل بريطانيا عبر هجوم سيبراني يستهدف نظام توزيع الغذاء، مقترناً بعملية معلوماتية تثير الذعر والفوضى العامة، من دون الحاجة إلى صواريخ أو قوات".

ويستشهد الكاتب بقول صن تزو: "الفن الأسمى للحرب هو إخضاع العدو من دون قتال". ويقترح استهداف نقاط ضعف روسيا، مثل البنية التحتية الطاقية "المتهالكة"، جيب كالينينغراد المعزول، والمرافق العسكرية-الصناعية المركزة.

ويرد سيدويل على المخاوف من التصعيد الروسي بالقول إن بوتين غزا أوكرانيا، استخدم الأسلحة الكيميائية، أسقط طائرات مدنية، خرّب البنية التحتية، واغتال معارضين، كل ذلك من دون أن يواجه عواقب وخيمة، بينما الناتو مشلول بالخوف من الرد.

ويختم الكاتب مقاله بالتأكيد "أن بوتين يعتبر المملكة المتحدة الخصم الأكثر صلابة لروسيا، وأن على بريطانيا أن تحتضن هذا الدور وتقود الحملة الهجينة لأوروبا".

"نظرة ترامب إلى أوروبا تُطلق جرس الإنذار"

صدر الصورة، Reuters

نواصل جولتنا في عرض الصحف بمقال في صحيفة التايمز البريطانية، بعنوان "نظرة ترامب إلى أوروبا تُطلق جرس الإنذار"، للكاتب دانيال فينكلستين، والذي يتناول التحولات الجذرية في السياسة الخارجية الأمريكية نحو شعار "أمريكا أولاً"، وما يترتب على ذلك من تداعيات على النظام العالمي الليبرالي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.

يستهل فينكلستين مقاله بالإشارة إلى مقابلة حديثة أجراها المذيع الأمريكي، تاكر كارلسون، مع بيرس مورغان الإعلامي البريطاني، حيث استعاد فيها كارلسون أطروحته المثيرة للجدل حول الحرب العالمية الثانية، قائلاً إن بريطانيا "ذهبت إلى الحرب طوعاً". ويصف الكاتب هذه المقابلة بأنها صادمة، لكنها – في نظره – كاشفة في الوقت ذاته عن تحوّل عميق في طريقة تفكير جزء واسع من اليمين الأمريكي، وعن الاتجاه الذي بات يسلكه الحزب الجمهوري اليوم.

وينقل فينكلستين حجة كارلسون التي ترى أن الحرب لم تكن مجرد كارثة لبريطانيا، "بل كارثة غير ضرورية من الأساس: هتلر غزا بولندا، فما علاقة بريطانيا بذلك؟ وحتى لو غزا بقية أوروبا، فلماذا يجب على لندن أن تكترث؟".

وللدلالة على ذلك، يستحضر الكاتب حادثة من قلب النظام النازي: ففي عام 1943، احتفل وزير خارجية هتلر، يواخيم فون ريبنتروب، بعيد ميلاده الـ 50، وقرّر زملاؤه إهداءه صندوقاً فضياً يضم المعاهدات التي وقّعها باسم ألمانيا. لكنهم أدركوا، في اللحظة الأخيرة، أن النازيين نقضوا معظم تلك الاتفاقات، ما وضعهم في موقف محرج. وعندما أُبلغ هتلر بالأمر، ضحك بشدة. ويخلص فينكلستين من هذه القصة إلى أن بريطانيا لم تمنح بولندا ضماناتها عبثاً، بل لأن هتلر كان قد خرق اتفاق ميونيخ، وأن الاعتقاد بإمكانية تجاهل تمدده في أوروبا كان وهماً خطيراً.

ويرى فينكلستين أن استدعاء هذه السرديات التاريخية اليوم "ليس بريئاً"، بل يخدم توجهاً سياسياً واضحاً. فكارلسون وآخرين في اليمين الأمريكي يمهدون للعودة إلى النزعة الانعزالية و"أمريكا أولاً"، وبرأي الكاتب، فإن هذا التيار يحقق تقدماً ملحوظاً.

وينتقل المقال إلى الحاضر، حيث يقول فينكلستين إن إدارة ترامب أنهت فعلياً ما يُعرف بالسلام الأمريكي أو Pax Americana، أي حقبة الاستقرار النسبي التي سادت النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية بفضل القوة الأمريكية. ويشير إلى أن فكرة العالم الحر المدعوم بالقوة والمال الأمريكيين بدت طويلاً كأنها الوضع الطبيعي، لكنها لم تكن كذلك قبل الحرب، ولم تعد كذلك الآن.

ويستشهد الكاتب بخطاب تنصيب الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي عام 1961، حين تعهّد بأن تدفع الولايات المتحدة "أي ثمن" دفاعاً عن الحرية، ليقول إن "هذا التعهد لم يعد قائماً".

ويلاحظ فينكلستين أن هذه الوثيقة "تمثل عودة شبه كاملة إلى عقلية ما قبل الحرب العالمية الثانية، رغم تناقضها الداخلي"، إذ تدعو في آن واحد إلى الانسحاب من صراعات أوروبا، والتدخل في سياساتها الداخلية بذريعة منع "محو الحضارة".

ويعرض الكاتب عدة ردود محتملة على هذا التحول. أولها الانزعاج، معتبراً أن الولايات المتحدة نفسها تعاني أزمات حادة، من استقطاب سياسي وعنف مسلح وتوترات عرقية، تجعل من الصعب تقبّل دروس أخلاقية منها. والثاني هو التعامل الجدي مع الواقع الجديد، لأن واشنطن – وإن كانت مخطئة في نظره – مصممة على هذا المسار، ما يفرض على الدول الأخرى الاستثمار أكثر في تحالفات تحمي الديمقراطية الليبرالية. أما الرد الثالث فهو القلق، لأن هذه السياسة – كما يرى – تقوّض أسس الحرية والازدهار، وتفتح المجال أمام صعود قوى سلطوية حمائية.

كما يبين في مقاله "أنه على الرغم من تناقضات الوثيقة وأخطائها"، فإنها – بحسبه – تقدم موقفاً واضحاً وحاسماً: "عند قراءتها، يفهم المرء تماماً ما الذي تمثله الولايات المتحدة اليوم وما الذي لم تعد تمثله".

"لا يمكن لترامب التراجع أمام مادورو"

صدر الصورة، EPA

نختم جولتنا في عرض الصحف بمقال في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "ترامب اختار هذه المواجهة مع مادورو. لا يمكنه التراجع"، بقلم ريكاردو هاوسمان وخوسيه موراليس-أريلا، وكلاهما من كاراكاس، فنزويلا، حيث يشغل الأول منصب وزير التخطيط الفنزويلي السابق وأستاذاً في جامعة هارفارد، فيما يعمل الثاني أستاذاً في معهد مونتيري للتكنولوجيا في المكسيك.

يبدأ الكاتبان بالإشارة إلى تكريم زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو في أوسلو، بعد فوزها بجائزة نوبل للسلام تقديراً لجهودها في تعزيز الديمقراطية. لكن في واشنطن، يثير إصرارها على رحيل الرئيس نيكولاس مادورو، وما يبدو أنه توافق مع إدارة ترامب، مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى انهيار الدولة على غرار العراق أو ليبيا. ويرى الكاتبان أن هذا التشبيه خاطئ، إذ إن فنزويلا حققت ما لم تحققه تلك الدول: انتخابات أظهرت فوز مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس بفارق كبير، رغم القمع وحرمان ملايين الناخبين من التصويت.

ويؤكد المقال أن المعارضة لا تملك السلاح ولا ميليشيات، وأن القوات المسلحة تبقى المؤسسة القسرية الوحيدة، ما يجعل الحرب الأهلية غير مرجحة، لكنه يجعل أيضاً تغيير النظام من الداخل شبه مستحيل. لذلك، يشدد الكاتبان على أهمية الضغط العسكري الموثوق، إلى جانب تطوير مخارج آمنة وعروض عفو تفاضلية تزرع الانقسام داخل النظام، بحيث يُتاح للمتورطين في الجرائم الكبرى خيار المنفى، فيما يُمنح بقية الضباط والمسؤولين عفواً داخلياً يضمن استمرارهم في مؤسسات الدولة.

ويحذر المقال من أن الخطر الحقيقي يكمن في الوضع الراهن. فقد ساعد نظام مادورو على تحويل فنزويلا إلى ملاذ آمن لمنافسي الولايات المتحدة، ومنصة للأنشطة الإجرامية العابرة للحدود، ومركز لوجستي مهم لتهريب المخدرات، وموطن لمتمردين كولومبيين يعملون بموافقة النظام. هذه ليست مشكلة مجمدة، بل متفاقمة، على بُعد ساعات قليلة من فلوريدا.

ويشير الكاتبان إلى أن الولايات المتحدة نشرت أصولاً عسكرية كبيرة في الكاريبي وتستثمر بكثافة في الضغط الدبلوماسي. وكانت رسالة إدارة ترامب حتى الآن أن دولة نرجسية-إرهابية ليست شيئاً ستقبله واشنطن على عتبتها. لكن إذا تراجعت الولايات المتحدة الآن — إذا سمحت لمادورو بإعلان النصر في انتخابات يقول محللون مستقلون إنها سُرقت، وتجاوز العقوبات، وانتظار مجموعة حاملة الطائرات — فإن هذا السلوك سيُقرأ بعناية في موسكو وطهران وبكين وغيرها. الهزيمة الاستراتيجية ليست مجرد خسارة حرب، بل دليل إضافي على أن الخطوط الحمراء الأمريكية تُكتب بحبر يتلاشى.

ويختم المقال بالتأكيد أن الانتقال الديمقراطي في فنزويلا قد يكون معيباً وصراعياً، لكنه يظل أفضل بكثير من ترسيخ نظام استبدادي قمعي. بالنسبة للفنزويليين، حتى ديمقراطية غير مكتملة يقودها الرئيس المنتخب ويدعمها المجتمع الدولي والشتات العائد، ستكون تحسناً هائلاً. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن دعم إرادة الشعب الفنزويلي لم يعد خياراً، بل اختباراً حاسماً أمام العالم كله.

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

أخبار متعلقة :