تقرير: فاتورة الغذاء للأسرة الكندية ترتفع ألف دولار في 2026.. وهذه السلع تشهد أكبر زيادة

كتبت: كندا نيوز:الخميس 4 ديسمبر 2025 09:22 صباحاً توقّع تقرير أسعار الغذاء في كندا لعام 2026 أن تدفع أسرة مكوّنة من أربعة أفراد ما يقارب ألف دولار إضافي على الطعام مقارنة بعام 2025، وأشار التقرير إلى أن أسعار الغذاء قد ترتفع بنسبة تصل إلى ستة في المئة العام المقبل، مع توقع أن يشهد قطاع اللحوم أكبر زيادة بين خمسة وسبعة في المئة.

صدر التقرير السنوي في نسخته السادسة عشرة عن مختبر تحليلات الأغذية الزراعية في جامعة دالهوزي بالتعاون مع جامعات أخرى في كندا، واستعرض التقرير أبرز ملامح عام 2025، وتوقّع معدلات التضخم الغذائي لعام 2026 عبر مختلف الفئات، وشرح العوامل التي قد تؤثر على الأسعار في العام المقبل.

وكشف التقرير أن أسرة نموذجية من أربعة أفراد قد تتحمل تكلفة سنوية للطعام تصل إلى 17,571 دولارا، أي بزيادة تقارب 995 دولارا عن عام 2025، مع ارتفاع إجمالي للأسعار بين أربعة وستة في المئة.

وقال المؤلف الرئيسي سيلفان شارلبوا، مدير المختبر: “إذا صحّت هذه التقديرات، فهذا يعني أن أسعار الغذاء ارتفعت بأكثر من 30 في المئة منذ عام 2020، وهو ارتفاع كبير”.

وأثبت تقرير 2025 دقته حين توقّع زيادة بين ثلاثة وخمسة في المئة، إذ أظهر مؤشر أسعار المستهلك الأخير أن التضخم الغذائي بلغ 3.4 في المئة، وهو ضمن النطاق المتوقع.

وأوضح شارلبوا أن اللحوم تبقى “القصة الأكبر” في 2026 كما كانت في 2025، فقد توقّع التقرير السابق زيادة بين أربعة وستة في المئة، لكن الزيادة الفعلية بلغت 7.2 في المئة، ولم يكن اللحم البقري وحده السبب.

وقد ارتفعت أسعار الدجاج، الذي اختاره كثير من الكنديين في 2025 كمصدر بروتين أرخص وأكثر ألفة، بنسبة 23 في المئة على أساس سنوي، وأضاف شارلبوا: “الدجاج كان البروتين الحيواني الأكثر بقاء في متناول اليد، لكنه لن يكون كذلك كما كان من قبل”.

وشدّدت صدف مولائي، المشاركة في إعداد التقرير، والأستاذة المساعدة في جامعة جيلف، على أن التحول نحو مصادر نباتية للبروتين خيار اقتصادي ومغذٍ، لكنها أوضحت أن الناس يجب أن يختاروا البقوليات والعدس كجزء من تنوع غذائي، لا لأنهم لم يعودوا قادرين على شراء الدجاج.

وتوقّع التقرير لعام 2026 أن تدفع فئات أخرى الأسعار إلى الأعلى، مثل “المواد الأخرى” والمطاعم بنسبة بين أربعة وستة في المئة، والخضروات بين ثلاثة وخمسة في المئة.

وشمل قسم “المواد الأخرى” منتجات أساسية مثل المعكرونة الجافة والصلصات والملح والسكر والتوابل والمكسرات، وقال شارلبوا: “هذه المنتجات ستصبح أغلى، وكذلك المعلبات مثل الفاصوليا والأسماك المعلبة التي يزداد الإقبال عليها كبديل عن اللحوم”.

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع أسعار المطاعم سيغيّر علاقة الكنديين بالأكل خارج المنزل، فقد أظهر مؤشر المشاعر الغذائية في خريف 2025 أن ثلث السكان تقريبا قلّلوا إنفاقهم على المطاعم إلى أقل من 50 دولارا شهريا.

وقالت مولائي: “الأكل خارج البيت كان نشاطا ترفيهيا، لكن مع ارتفاع الأسعار أصبح أكثر وظيفية، أي أنك تخرج لتأكل لأنك مضطر، لا لأنه نشاط ممتع”.

وتوقّع التقرير أن ترتفع أسعار المخبوزات ومنتجات الألبان والبيض بين اثنين وأربعة في المئة، والفواكه بين واحد وثلاثة في المئة، والمأكولات البحرية بين واحد واثنين في المئة، ورغم أن هذه النسب تبدو صغيرة، إلا أنها أثّرت بشدة مع ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي وزيارات بنوك الطعام.

وحدّد التقرير عدة عوامل ساهمت في ارتفاع الأسعار عام 2025، منها النزاعات التجارية مع الولايات المتحدة، وحملة “اشترِ المنتجات الكندية”، وتغييرات في برنامج العمال الأجانب المؤقتين.

وأوضح شارلبوا أن المقاطعة ضد المنتجات الأمريكية كانت حقيقية، إذ توقّف كثير من الناس عن شرائها، بينما كان التوجه نحو المحلي أقل وضوحا.

وسلّط التقرير الضوء على متغيرات قد تدفع الأسعار في 2026، مثل استمرار الحرب التجارية، والحواجز بين المقاطعات، ومتطلبات وضع الملصقات الغذائية الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في يناير 2026.

وتوقّع شارلبوا أن عوامل مثل تغيّر المناخ والجغرافيا السياسية ومراجعة اتفاقية التجارة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك ستؤثر على الأسعار، ورغم أن الزيادة المتوقعة حتى ستة في المئة “ستؤلم”، إلا أنه رأى أن الكنديين أكثر استعدادا اليوم مما كانوا قبل عامين.