مصور الأطفال في غزة استشهد أمام طفله

غزة ـ ريما محمد زنادة

لم يكن المصور الفلسطيني يحيى برزق مصورا عاديا، فقد كان يحمل  شغفا يصعب وصفه حينما يلتقط صورا مختلفة لأطفال ما زالوا في أيامهم الأولى من ولادتهم. وكانت كل صورة يلتقطها بكاميرته، ترسم  ابتسامة على وجوه عائلات هؤلاء الأطفال.

لم يكن الأمر سهلا، لكن الحب يجعل للصورة ملامح مختلفة، خاصة أنه بدأ هذا العمل بإمكانيات بسيطة ومن داخل غرفة في منزله يتقاسمها مع زوجته وأطفاله، ليتوسع العمل بعد ذلك، ليصبح لديه استوديو خاص لتصوير الأطفال وخاصة حديثي الولادة الذي يعتبر الأشهر في قطاع غزة.

عشرات الأطفال كان يحيى يحفظ ملامحهم الجميلة كيف لا وهو يقضي معهم معظم وقته من أجل توثيق طفولتهم بصور للذكرى؟! لكن الحرب التي كان معظم ضحاياها من الأطفال، تركت في نفسه أثرا عميقا، حيث اتجه إلى انتاج مقاطع فيديو تعكس رحلة أطفال أبرياء كان هو من صور ضحكاتهم الأولى، وأصبحوا شهداء. كان يبكي خلف عدسة الكاميرا كلما وثق استشهاد طفل أو عائلة نازحة وهي في حيرة من أمرها إلى أين تذهب؟  كانت مشاهد الحرب والإبادة ثقيلة على قلبه، لكن ذلك لم يؤثر على رغبته وواجبه في توثيق جرائم الاحتلال، قبل أن يغتاله صاروخ لم يعرف طريقا للرحمة، حيث استشهد أمام عيني طفله الذي لم يكن بعيدا عنه وقتها. وفور سماعها صوت القصف، بادرت، زوجته روان برزق، بالاتصال به لكن دون استجابة، لتهرول إلى الشارع حيث وجدت طفلها على الأرض مغطى بالدماء، ويخبرها بأن والده استشهد.