اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 05:04 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قبل وقت طويل من تحوّل مصطلحات مثل" French Girl Chic" إلى عناوين رائجة تفرضها الخوارزميات في أدلّة التسوّق ولوحات الإلهام الرقمية، كانت نجمة السينما الفرنسية الراحلة بريجيت باردو قد رسمت الملامح الأولى لأسلوبٍ كان آنذاك جديدًا ومثيرًا.
فقد شكّل شعرها الأشقر المنفوش بطبيعيّة، وارتداؤها البكيني وبنطال الكابري، إعلانًا واضحًا عن مقاربة أكثر بساطة في الأناقة، متخلّيةً عن القصّات الرسمية المحكمة لصالح إطلالة "عفويّة"، لتصبح لاحقًا أيقونة موضة في ستينيات القرن الماضي، ولحقبة التحرّر الجنسي.
سرعان ما احتضن عالم الموضة أسلوب باردو، مدفوعًا بازدهار صناعة السينما بعد الحرب العالمية الثانية، الذي حوّلها إلى نجمة عالمية. ومع الوقت، تحوّل ذلك الأسلوب المتفرّد إلى صيحة متشبّعة ومكرّرة، لا تزال تُستعاد وتُعاد صياغتها حتى اليوم، بعد عقود طويلة.
أما إطلالة الفتاة الفرنسية، فقد أصبحت حلمًا مرغوبًا لدى النساء حول العالم. من صيحات مكياج الآيلاينر المجنّح وعيون القطّة، إلى الياقات المكشوفة عن الكتفين المعروفة بـ"ياقة باردو"، وفساتين الـ "بيبي دول"، وتسريحات الشعر الفوضوية المرتفعة، وهي تفاصيل ظهرت على نجمات مثل سيينا ميلر، أليكسا تشانغ، كارا ديليفين، وكيت موس في محطات مختلفة من مسيرتهنّ الناجحة.
قد لا يكون الإرث العام لبريجيت باردو سهل التعريف بقدر وضوح أسلوبها الشخصي. فإلى جانب كونها أيقونة ثقافية تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الموضة، يُنظر إليها أيضًا على أنّها نموذج مبكر لما يمكن وصفه بنجمة الإغراء المرتبطة بخطاب يميني محافظ، على غرار ما ساد لاحقًا في حقبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
سياسيًا، مالت باردو بوضوح نحو اليمين. ففي العام 1992، تزوّجت من برنار دورمال، المستشار السابق لـجان-ماري لوبان، مؤسّس حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرّف في فرنسا. كما أُدينت خمس مرات بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية، وغالبًا ما كانت تصريحاتها موجّهة ضد المجتمع المسلم.
إضافة إلى ذلك، أبدت موقفًا رافضًا علنيًا لحركة Metoo# وللنسوية، مفضّلة تركيز جهودها الخيرية على الدفاع عن حقوق الحيوانات بدل قضايا النساء.
رغم قيمها المحافظة، صُوِّرت بريجيت باردو بوصفها موهبة مثيرة، وغالبًا ما أُسندت إليها أدوار جريئة وفضائحية، أبرزها فيلمها المفصلي "وخلق الله المرأة" (1956)، الذي جسّدت فيه شخصية مراهقة يتيمة متحرّرة جنسيًا. كذلك أسهمت اختياراتها الجمالية خارج الشاشة، من فتحات الصدر المنخفضة، إلى الشعر غير المرتّب، والساقين المكشوفتين، في ترسيخ صورتها كـ"قطة الإغراء" بفرنسا، وهو توصيف صيغ خصيصًا من أجلها.
وعوض أن تتعارض أنوثتها مع مواقفها السياسية، جرى النظر إليها كخروج عن الجمالية المحافظة الصارمة، في صورة تذكّر بمفاهيم الجمال فائقة الأنوثة التي تجسّدها اليوم نجمات مثل الممثلة الأميركية سيدني سويني. ورغم أنّ باردو لم تكن "زوجة تقليدية"، إذ تزوّجت أربع مرات وفضّلت حياة المتعة على نموذج ربة المنزل، لتبدو نموذج تسعى "الزوجات التقليديات" اليوم إلى تقليده، ولو خلال شهر العسل الأوروبي.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :