Arab News 24.ca اخبار العرب24-كندا

نجمتان عبر "إنستغرام".. ماذا فعلت جدتان إيطاليتان لكسب القلوب عبر الإنترنت؟

اخبار العرب -كندا 24: الجمعة 19 ديسمبر 2025 07:51 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُرشد يدان خبيرتان أصابع مبتدئة إلى العجين المطاطي، وتُشجّعان على العجن بالقوة اللازمة لتشكيل خبز الفوكاشيا قبل إضافة الطماطم الطازجة والثوم. وبعد إضافة القليل من الأوريغانو المجفّف وكمية سخية من زيت الزيتون، تصبح الصينية جاهزة للفرن الحجري. 

يمكن اعتبار معلمة الطبخ غراتسييلا إنكامبو نظيرة الطاهية الأسطورية جوليا تشايلد في إيطاليا. 

في سن الـ89، تحوّلت إنكامبو وصديقتها منذ الطفولة تيريزا كاليا، البالغة من العمر 88 عامًا، إلى نجمتين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حصدتا ملايين المشاهدات على موقع "إنستغرام"، وعددًا لا يُحصى من الزوار لأقدم مخبز في هذه المنطقة بإيطاليا.

تُظهر مقاطع الفيديو الثنائي المرح أثناء الرقص على أنغام الموسيقى الإلكترونية، وعزف الغيتار، وتحضير مشروب المارغريتا.

حشود متجمعة حول تيريزا كاليا وغراتسييلا إنكامبو مقابل مخبز صغير في ألتامورا بإيطاليا. Credit: Giacomo Barattini

تحدث هذه الأنشطة في بقعةٍ مظلّلة وفناء من القرون الوسطى يمتد مقابل الزقاق الحجري الضيق من مخبز "Antico Forno Santa Caterina"، الذي تأسس في العام 1307، في مدينة ألتامورا المسورَّة التي تعود إلى القرون الوسطى.

هذا جزء من "تجربة الخبز" التي يُقدّمها المخبز، وهي رحلة طهوية مميزة تستكشف التاريخ، والخَبز، وصناعة الأجبان، والأعشاب الطبية.

لكن ليس ضروريًا الانضمام إلى الجولة لتذوق المخبوزات اللذيذة، فتُقدَّم الأطباق للزوار الذين يحجزون طاولة أسفل القبو، حيث يستمتعون بتناول خبز الفوكاشيا. 

كل شيء لذيذ
عملية تحضير خبز الفوكاتشيا الشهي.Credit: Giacomo Barattini

اكتشف العديد من الزوار، مثل غالينا نانكوفا من بلغاريا، المخبز عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

وأوضحت نانكوفا في رسالةٍ عبر موقع "إنستغرام": "اعتَبرتُ ذلك علامة. في غضون شهر، خططتُ لرحلة إلى باري مع شريكي. حرصتُ على إضافة ألتامورا، ومخبز سانتا كاترينا خصوصًا، إلى قائمة الأماكن التي يجب علي زيارتها".

ومن جانبها، قالت جوليانا نارديلا من البرازيل، التي زارت المكان في وقتٍ سابق من هذا العام: "لم أتوقع أن يكون الأمر رائعًا إلى هذا الحد! كان كل شيء لذيذًا!".

بدأت مقاطع الفيديو التي تحظى بشعبية كبيرة "كمزحة"، كما قال ابن أخت إنكامبو، جياكومو باراتيني، الذي يصنع مقاطع الفيديو باستخدام هاتفه الذكي.

كان باراتيني ومجموعة من الأصدقاء في مسقط رأسه يشعرون بالإحباط بشأن فكرة إغلاق أقدم مخبز في المدينة، وقرروا فعل شيء حيال ذلك. 

جمع الأصدقاء الموارد اللازمة وأعادوا افتتاحه في العام 2023.

استعان باراتيني بعمته الكبرى وصديقتها للمساعدة على نشر الخبر بروحهما المرحة. استمتعت الجدّتان بصنع مقاطع الفيديو حدّ أنّها أصبحت بمثابة طقسٍ يومي. 

حكمة جدّتين

أوضح باراتيني أنّ "الجدتين مرحتان وسعيدتان جدًا كل يوم. هما تضحكان وتبتسمان كثيرًا. هذه هي فلسفتهما في الحياة. لذا فكّرت: لماذا لا أربط الطعام التقليدي بفلسفتهما المتجذّرة في الشعور بالمتعة من أبسط الأمور".

تَظهر هذه الفلسفة يوميًا، سواءً عبر مقاطع الفيديو التي تعرض وصفة، أو تلك المخصصة لإلقاء تحية بمناسبة العطل. 

عادةً ما تجسّد أفعالهما تلك الرسالة، لكن يضيف باراتيني أحيانًا ترجمة باللغة الإنجليزية بغرض التوضيح.

بهذه الطريقة، أصبحت الجدتان سفيرتين غير رسميتين للمدينة البالغ عدد سكانها 70 ألف نسمة في الأجزاء الغربية من بوليا، التي نادرًا ما يزورها السياح.

ورُغم اعتبار كهوف بوليا في ماتيرا المجاورة ومنازل "ترولي" مخروطية الشكل في ألبيروبيلو محطات معروفة ضمن خطط السياح، تم تجاهل ألتامورا معظم الأحيان، إلى أن بدأت الجدتان بنشر مقاطع الفيديو بالطبع. 

"الأمر لا يتعلّق بالمال"

لا تزال ألتامورا تحتضن عشرات الأفران التقليدية التي تعمل بالحطب، والمُستخدمة لصنع المخبوزات.

تُخبز منتجات مخبز "سانتا كاترينا" وتُباع في المتجر الصغير الذي يقع على بعد خطوتين تحت مستوى الشارع، وهو المكان الوحيد الذي يمكن شراء أي ممّا يتم تحضيره.

يتم تشكيل عجين الخبز التقليدي على شكل رغيف مستدير يشبه "قبعة كاهن".

ومع أنّ وضع الأختام لم يعد ضروريًا، إلا أنّه جزء من التقاليد التي يسعى باراتيني للحفاظ عليها.

وقال: "فكرتُ في البيع عبر الإنترنت، لكن الأمر لا يتعلق بالمال فقط. أود أن يأتي الأشخاص إلى هنا لرؤية كيف يُصنع الخبز. لا يمكنك فهم ذلك بطريقةٍ أخرى". 

الحفاظ على التقاليد

تتميّز مدينة ألتامورا بالوِدّية. 

هنا، يخرج الأجداد والجدات، والآباء والأمهات اليافعين، بالإضافة إلى المراهقين للمشاركة في نزهة المساء التقليدية. 

يتجمّع بعضٌ من كبار السنّ ويتجادلون في ما بينهم حول الرياضة والسياسة في مكانهم المعتاد بالقرب من واجهة إحدى المتاجر، بينما يحتسي الأزواج المشروبات في الحانة المقابلة لكاتدرائية تعود إلى القرون الوسطى. 

بحلول المساء، لن ترى سوى عدد قليل من السيّاح، الذين يقيمون في بيوت الضيافة أو الفندق الوحيد في المكان.

يملك باراتيني، البالغ من العمر 32 عامًا، هذه الحانة مع أصدقائه. 

ترك الشاب وظيفته كمحامٍ حكومي في روما وعاد للعيش في مسقط رأسه بشكلٍ دائم، وأكّد: "أحب مدينتي. أريد أن يختبر الأشخاص الحياة الحقيقية، وهذا المكان الأصيل".

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

أخبار متعلقة :