الخميس 4 ديسمبر 2025 05:28 مساءً فرط العنابي في فوز مستحق علي نظيره السوري بعدما اكتفى بالتعادل بنتيجة 1-1 أمام نسور قاسيون، في المباراة التي جمعت الفريقين على ستاد خليفة المونديالي، لحساب مباريات الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى ببطولة كاس العرب 2025-2026.
تقدم المنتخب القطري بهدف متأخر في الشوط الثاني عن طريق أحمد علاء الدين في الدقيقة 77 لكن عمر خريين نجم المنتخب السوري عدل النتيجة بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 90 من عمر المباراة ليكتفى كل فريق بنقطة من المباراة.
لكنها رفعت رصيد المنتخب السوري إلى 4 نقاط في الصدارة بالتساوي مع فلسطين، بعد فوزه في الجولة الأولى على تونس 1-0 ثم التعادل مع قطر أمس.
فيما عقد العنابي حساباته في التأهل عن هذه المجموعة بعدما توقف رصيده عند نقطة واحدة بالتساوي مع المنتخب التونسي، وسيلتقي الفريقان في الجولة الأخيرة والفاصلة بهدف الفوز فقط، انتظارا لنتيجة المباراة الثانية التي تجمع فلسطين مع سوريا ويحتاج كلا الفريقين لتحقيق نقطة التعادل للتأهل سويا إلى الدور المقبل.
وكان المنتخب الفلسطيني قد اقتنص تعادلا ثمينا من نظيره التونسي 2-2، ضمن مباريات نفس الجولة والتي جمعت الفريقين على ستاد لوسيل المونديالي.
الشوط الأول
بالعودة لأحداث المباراة، فقد جاءت بداية الشوط الأول سريعة وحماسية للغاية، وغلب الإيقاع السريع والندية العالية، على الفريقين.
دخل العنابي وهو يدرك أن النقاط الثلاث ضرورة لا رفاهية، فبدأ اللقاء بشكل هجومي شرس بحثاً عن هدف مبكر يريح الأعصاب ويمنحه أفضلية السيطرة وأجرى لوبيتيجي 8 تغييرات دفعة واحدة على التشكيلة التي خاض بها لقاء فلسطين الأول.
منذ صافرة البداية، بدا واضحاً أنّ لوبيتيغي اختار أسلوب الهجوم المتواصل، فارضا إيقاعاً سريعاً عبر تحركات نشطة في الأطراف والعمق، بينما اضطر المنتخب السوري للتراجع الكلي إلى مناطقه الدفاعية، مكتفياً بتضييق المساحات ومحاولة امتصاص الموجات الهجومية الأولى.
ورغم كثافة الخط الخلفي السوري، ظهرت ملامح الخطورة القطرية مبكراً حين أطلق محمد وعد تسديدة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة الخامسة علت المرمى بقليل، قبل أن يرسل همام الأمين كرة عرضية مثالية تعامل معها عبد العزيز حاتم بتسديدة مباشرة أبعدها الحارس السوري بثبات في الدقيقة الثامنة، مانعاً هدفاً مبكراً بدا قريباً جداً.
ومع مرور الدقائق، تزايدت وتيرة الضغط للعنابي، خصوصاً مع التحركات المؤثرة لأكرم عفيف في الجهة اليسرى.
وفي الدقيقة 15 كاد المنتخب القطري يفتتح التسجيل عندما نفذ عفيف ركلة ركنية انقض عليها محمد مناعي بتسديدة قوية مرت بمحاذاة القائم في فرصة أثارت حسرة الجماهير القطرية، ثم عاد العنّابي ليهدد المرمى عبر جاسم جابر الذي اختبر الحارس السوري بتسديدة من خارج المنطقة في الدقيقة 19 سيطر عليها الأخير دون صعوبة.
الدقيقة 25 حملت بدورها فرصة قطرية بالغة الخطورة، بعدما مرر إدميلسون كرة قصيرة داخل الصندوق إلى طارق سلمان الذي سدد بقوة لكن كرته اصطدمت بالشباك من الخارج، قبل أن يعود عبد العزيز حاتم بعد خمس دقائق ليقترب من التسجيل عبر رأسية علت العارضة بقليل.
وتحت هذا الضغط المتواصل، حاول السوريون كسر الطوق الدفاعي الذي حاصرهم طيلة النصف الأول من الشوط، فنجحوا في الوصول لأول تهديد حقيقي عبر كرة عرضها القائد عمر خريبين في الدقيقة 34 لتصل إلى عبد الله الشامي الذي سدد من مسافة قريبة لكنها مرت بجوار القائم، مهدداً للمرة الأولى مرمى قطر.
رغم هذا التحرك السوري المحدود، ظل العنّابي الطرف الأكثر سطوة حتى نهاية الشوط الأول، وكاد أكرم عفيف أن يهز الشباك بتسديدة من مشارف المنطقة لولا تدخل الدفاع السوري في اللحظة المناسبة الدقيقة 42، ليذهب الفريقان للاستراحة دون أهداف رغم الكم الكبير من الفرص للعنابي.
الشوط الثاني
الشوط الثاني بدا وكأن السيناريو يعيد نفسه، قطر تضغط وسوريا تدافع بكل ما أوتيت من قوة.
وبرزت أخطر الفرص للعناببي في الدقيقة 55، عندما شق أكرم عفيف طريقه بمجهود فردي رائع متجاوزاً أكثر من مدافع ثم مراوغاً الحارس قبل أن يمرر كرة ذهبية لعبد العزيز حاتم الذي سددها بقوة نحو المرمى الخالي، غير أن مدافعاً سورياً أنقذ الموقف بإبعاد الكرة من على خط المرمى في لحظة درامية حُرمت فيها قطر من هدف محقق.
وتوالت الأحداث المثيرة حين احتسب الحكم ركلة جزاء للعنّابي في الدقيقة 60 بعد تعرض همام الأمين لعرقلة داخل المنطقة، لكن تدخل تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) ألغى القرار بعد مراجعة اللقطة، وسط اعتراض قطري وإراحة للدفاع السوري الذي بدا أنه يستفيد من كل توقف يعيد له التوازن.
لم يرضَ المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي بهذا الإيقاع، فقرر إدخال تغييرات تهدف إلى إنعاش الجانب الهجومي، فدفع بأحمد علاء وسلطان البريك ثم أحمد فتحي، أملاً في إيجاد الاختراق المنتظر وسط الدفاع السوري المتماسك. وقد جاءت ثمار التبديلات بالفعل عندما تمكن البديل أحمد علاء من فك الشيفرة الدفاعية للمنتخب السوري في الدقيقة 78، بعد أن ارتقى لعرضية أدميلسون وحولها بضربة رأسية رائعة سكنت الشباك، مانحاً قطر هدفاً أشعل الملعب وأعطى اللاعبين دفعة معنوية كبيرة.
تأخر السوريين دفعهم للتحرر من تكتيك التراجع والدفاع، فبدأوا بالخروج بشكل أكبر نحو مناطق قطر، وكانوا قريبين جداً من إدراك التعادل في الدقيقة 87 عبر كرة أرسلها محمود المواس داخل المنطقة وصلت لسيمون أمين الذي سدد بقوة إلا أن المدافع القطري عيسى أبدى براعة كبيرة في إبعاد الكرة في اللحظة الأخيرة.
لكن المنتخب السوري لم يكتفِ بالاقتراب، بل نجح بالفعل في الوصول إلى شباك قطر في الدقيقة 90، عندما أطلق عمر خريبين تسديدة قوية مباغتة من خارج المنطقة استقرت في المرمى، معلناً هدف التعادل الذي قلب موازين اللقاء في توقيت حساس للغاية.
في اللحظات الأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، حاول العنّابي استعادة التقدم واندفع بكل خطوطه إلى الأمام، وكاد محمد مناعي أن يحقق المطلوب بتسديدة صاروخية من خارج المنطقة في الدقيقة 90، لكن الحارس السوري أبعد الكرة ببراعة، محافظاً لمنتخب بلاده على نقطة ثمينة أنهت المواجهة بالتعادل 1-1، في مباراة تداخلت فيها القوة والإثارة والندية حتى الأنفاس الأخيرة.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
