اخبارالعرب 24-كندا:الجمعة 13 سبتمبر 2024 11:32 صباحاً 13/9/2024-|آخر تحديث: 13/9/202405:59 م (بتوقيت مكة المكرمة)
نفق جبل المكبر هو جزء من القناة الرومانية التي نقلت المياه من برك سليمان في بيت لحم إلى القدس، وهو من أهم الأنفاق التي تُعتبر مأثرة عمرانية، ولا تزال تثير الاهتمام حتى بعد ألفي عام على إنشائها.
هذا النفق من أقدم القنوات التي نقلت الماء إلى القدس وأكثرها فاعلية، إذ استمرت في العمل حتى عام 1948، وكانت المياه تمر داخل نفق محفور في الصخر وأنابيب وسراديب، وتنتهي مسيرتها إلى سبيل الكأس في المسجد الأقصى المبارك.
تطور المدينة في العصور القديمة ونموها المتزايد أدى إلى استهلاك مياه الأمطار المتجمعة في الآبار الداخلية.
ولم تعد العين القديمة (عين سلوان) تكفي حاجات السكان، مما حدا بأصحاب القرار في ذلك الوقت إلى التفكير بجلب المياه من مناطق جنوب القدس الغنية بينابيعها عبر شبكة من القنوات التي سارت بخط ميل بسيط مع منحدرات الجبال والتلال، متغلبة على العوائق الطبيعية بأنفاق تحت الأرض.
وشُقّت لذلك 3 قنوات رئيسية منها قناة السبيل وقناة العروب (وسميت أيضا بالقناة السفلى وتصل مياهها إلى المسجد الأقصى وتزود سبيل الكأس بالمياه) والقناة العليا.
يجمع المؤرخون على أن الذي بنى القناة من وادي العروب إلى القدس هو بيلاطس حاكم القدس الروماني في القرن الأول الميلادي.
وفي العصور الإسلامية أُطلق على مشروع نقل المياه إلى القدس اسم "قناة السبيل"، ويُشار إليه أحيانا باسم "قناة الدنيا" لأهميته الكبيرة وطوله الذي يصل إلى حوالي 70 كيلومترًا، من العروب في الخليل إلى البرك في بيت لحم وصولا إلى القدس.
موقع نفق جبل المكبريقع نفق جبل المكبر بالقرب من قصر المندوب السامي الإنجليزي، الذي أطلق عليه الإسرائيليون اسم "نفق قصر المندوب".
ويبلغ طول هذا النفق نحو 420 مترا، وقد تم حفره لاختصار 4 كيلومترات من طول القناة التي كان يجب أن تلتف حول الجبال.
يحتوي النفق على 6 فتحات عمودية استُخدمت للتهوية وإخراج منتجات الحفر. وعند قصر المندوب السامي كشف الإسرائيليون عن إحدى هذه الفتحات بعمق 43 مترا، مما يبرز الجهود التي بُذلت في حفره.
خط سير قناة السبيل
القنوات الرومانية التي كانت توصل الماء إلى القدس كانت تأخذه 3 تجمعات جنوب القدس في وادي العروب، حيث كانت ينابيع المياه ترتفع عن سطح البحر بمعدل 810 أمتار، وفي وادي البيار الذي يوجد في طرفه الجنوبي ينبوع بارتفاع 870 مترا عن سطح البحر، وكذا منطقة برك سليمان التي بها ينبوع بارتفاع 800 متر عن سطح البحر، واثنان آخران بارتفاع 765 مترا.
وآخر مكان تصل إليه مياه أدنى القنوات عن سطح البحر هو مسطح المسجد الأقصى الذي يبلغ علوه عن سطح البحر 735 مترا.
وكانت هذه الاختلافات القليلة في الارتفاعات والعوائق الطبوغرافية العديدة تتطلب طريقا طويلا متعرجا تسير فيه هذه القنوات مع درجة ميلان خفيفة.
في تصميم القناة تم استخدام أنواع من الحجارة المكشوفة إلى أنابيب أرضية فخارية وصخرية ثم معدنية، وكذلك امتزجت القنوات المنخفضة بالقنوات المحمولة المرتفعة سواء المغطاة منها والمكشوفة.
وكان الهدف من هذه القنوات هو الحفاظ على الأمن المائي لمدينة القدس، وضمان وصول المياه إليها في كل وقت.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير