عشرون دولارا مزيفة حملها الضحية في محل يملكه عربي في مدينة مينيابوليس ـ ولاية مانيسوتا، تسببت بقتله خنقا وانتشرت المظاهرات التي أصبحت تسمى بالربيع الأمريكي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحيانا تذهب إلى البنك الصرّاف الآلي وتسحب من حسابك مبلغا ماليا، ويكون بين القطع النقدية التي تسلمتها من الصراف الآلي قطعة أو أكثر مزورة. وهذا ما حصل مع الأمريكي جورج فلويد الأسود البشرة في مدينة مينيابوليس، حيث دخل لمتجر بقالة يملكه عربي، وكانت فتاة أمريكية (سوداء البشرة) تعمل موظفة في المحل حينما دخل السيد جورج فلويد للمحل ليشتري علبة سجائر، وقدّم للبائعة ورقة نقدية بقيمة 20 $ وكانت الورقة النقدية مزورة، فحسب القوانين الأمريكية المعمول بها، أن صاحب المتجر أو الموظف العامل، عليه أن لا يعيد قطعة النقد المزيفة للزبون (إذا شك بأن العملة مزيفة) فعليه الاحتفاظ بقطعة النقد والاتصال بالبوليس لتسليمهم القطعة المزيفة، عادة حامل القطعة المزيفة (إذا كان مدركا أن قطعته مزيفة) يغادر المكان، ليتجنب الاحتكاك بالبوليس، وفي حالة جورج الذي لم يغادر المنطقة لأنه سحب الفلوس من الصراف الآلي من بنك رسمي. البوليس لم يستجوب جورج، بل اعتقلوه وقادوه إلى مكان قريب من المنطقة وقاموا بخنقه علنا أمام عدسات التصوير، ولم يلقوا بالا لأي حسابات أو مضاعفات، كون البوليس معتاد على قتل البشر من ذوي البشرة السوداء ، دون أن يواجهوا أي مسائلة قانونية أو محاسبة لهكذا عمل إجرامي غير مبرر.
صاحب المحل عربي يدعى (أبو ميالة) في مدينة مينيابوليس، لم يكن في داخل المتجر، بل كانت موظفة بائعة هناك ومن ذوي البشرة السوداء أيضا. الاحتجاجات أدت إلى حرق معظم المحلات التي يملك بعضها أو معظمها عرب، لكن لم تحرق تلك المحلات لكون أصحابها عربا، بل لأن الفوضى عمّت كل شيئ، فاستغل اللصوص وأصحاب السوابق هذه الفوضى والتسيب الأمني، وبدأ النهب والسلب بشكل (غير مسبوق) في تاريخ الولايات المتحدة. وهناك بعض أصحاب المحلات (الأذكياء منهم) مؤمنين على محلاتهم وبضاعتهم بشكل رسمي، هؤلاء ستعوّض عليهم الخسائر التي تعرضوا لها، وبعض أصحاب المحلات الذين لم يشتروا التأمين لمواجهة كوارث كهذه، لهم الله. لعل في هذه الكارثة درسا يتعلمه أصحاب المحلات. وقد انتشرت الفوضى وأعمال الشغب والنهب في أكثر من 27 ولاية وحاول الرئيس ترامب الاستعانة بقوات الجيش لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد، إلا أنه ووجه برفض المدعي العام للاستجابة لطلبه وتحويل البلاد إلى ثكنة حربية، وقال له بالحرف، سكّر فمك، ودمتم.
حالد مصطفى قناة
فانكـوفـر ـ كنــدا
3 / حزيران / 2020