كتبت: كندا نيوز:الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 08:10 صباحاً لأكثر من خمسين عاما، كانت الليرة السورية أكثر من وسيلة للتبادل؛ فقد حملت على أوراقها وجوه حافظ وبشار الأسد، وظلت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية للسوريين، من المدارس والأسواق إلى الدوائر الحكومية.
واليوم، يطوى هذا الفصل للمرة الأولى مع إصدار عملة جديدة خالية من صور آل الأسد، في خطوة تتجاوز الجانب النقدي لتفكيك أحد أبرز رموز المرحلة السابقة في الوعي الجمعي.
وفي هذا السياق، أعلن مصرف سوريا المركزي إصدار عملة وطنية جديدة من ست فئات، خالية من الصور والرموز السياسية، لتودع الليرة رسميا صور حافظ وبشار الأسد، في خطوة رمزية غير مسبوقة منذ سبعينيات القرن الماضي.
وأوضح حاكم المصرف، عبد القادر الحصرية، أن التصميم الجديد يعكس هوية وطنية جامعة مستوحاة من التاريخ والثقافة السورية، بعيدا عن تقديس الأفراد، مؤكدا أن العملة الجديدة تتجاوز كونها مجرد أرقام لتكون رسالة سياسية واقتصادية عن مرحلة مختلفة.
أوضح مصرف سوريا المركزي أن الإصدار الجديد لليرة سيتضمن حذف صفرين من قيمتها الاسمية، بحيث تصبح كل 100 ليرة قديمة تعادل ليرة واحدة جديدة، في خطوة تهدف إلى تسهيل التعاملات النقدية دون تعزيز القيمة الحقيقية للعملة مباشرة.
وأكد الحاكم عبد القادر الحصرية أن الطباعة ستتم لدى عدة جهات لضمان الجودة والأمان، مع سحب تدريجي للفئات القديمة وضبط صارم للسيولة لمنع التضخم أو المضاربات.
ويرافق إطلاق العملة مجموعة إجراءات نقدية تهدف إلى ضبط الكتلة النقدية، واستبدال الأوراق التالفة، وتحسين انسيابية التداول دون زيادة فعلية في العرض النقدي.
ويعول المصرف على أن تساهم هذه الخطوات في تعزيز صورة الليرة وتقليل التعامل بالأوراق المزورة أو المهترئة.
ومن الناحية الاقتصادية، لا ينظر إلى إصدار العملة الجديدة كحل سحري لأزمة الليرة، بل كخطوة ذات بعد نفسي في المقام الأول، تهدف إلى استعادة الثقة المنهارة بين المواطن والعملة الوطنية بعد سنوات من التدهور الحاد.
فقبل اندلاع الثورة عام 2011، كان الدولار يعادل نحو 50 ليرة سورية، ثم انحدرت العملة تدريجيا مع العقوبات لتصل إلى نحو 15 ألف ليرة للدولار، قبل أن تستقر حاليا فوق مستوى 11 ألفا بقليل.
وخلال هذه السنوات، اضطر السوريون إلى التعامل مع “أكوام من النقد” تحمل صور حافظ وبشار الأسد، سواء على ورقة الألف لحافظ أو ورقة الألفين لبشار، في مشهد يومي يعكس فقدان العملة لقيمتها.
وتعكس أزمة الليرة هشاشة الاقتصاد السوري، حيث لم يتجاوز احتياطي النقد الأجنبي عند رحيل النظام السابق نحو 200 مليون دولار، مع مخزون ذهب يقدر بـ 26 طنا فقط.
كما تراجعت الصادرات نتيجة إغلاق المصانع وتوقف النفط بفعل العقوبات، وانهارت السياحة مع تدهور الأمن وتدمير البنى التحتية.
وقد تفتح العملة الجديدة نافذة أمل نحو استعادة الثقة بالليرة، في مرحلة جديدة تسعى إلى تجاوز الأزمة الاقتصادية.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير. c 1976-2016 Arab News24 Int'l - Canada : كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
أخبار متعلقة :