Arab News 24.ca اخبار العرب24-كندا

“لا تسافروا”.. خبراء يحذرون الكنديين من مخاطر السفر إلى الولايات المتحدة

كتبت: كندا نيوز:الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 08:22 مساءً حذر خبراء من تزايد مخاطر سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة، وسط تشديد سياسات الهجرة الأمريكية وارتفاع حالات توقيف واحتجاز الكنديين من قبل سلطات الهجرة خلال العامين الماضيين، وفقا لبيانات حكومية أمريكية حديثة.

وأظهرت البيانات، التي كشفت عنها CTV News من خلال قضية رفعتها مبادرة بيانات الترحيل ضد إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، أن أكثر من 200 كندي قضوا وقتا في مراكز احتجاز ICE منذ يناير الماضي، مقارنة بـ137 حالة احتجاز في عام 2024.

ورغم أن الزيادة تسارعت هذا العام، فإن السجلات تشير إلى حالات احتجاز تعود إلى ما قبل بدء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الثانية.

وكشفت سجلات ICE عن تسجيل 434 حالة احتجاز لكنديين بين سبتمبر 2023 ومنتصف أكتوبر 2025.

ومن بين هذه الحالات، تورط شخصان فقط في جرائم مصنفة كـ “جنايات مشددة”.

بينما كان لدى ستة آخرين سوابق جنائية أخرى، أما الغالبية العظمى، وعددها 366 شخصا، فلم يكن لديهم أي سجل بجنايات مشددة.

وتشمل الجنايات المشددة وفقا لقانون الهجرة الأمريكي قائمة واسعة من الجرائم، تمتد من الجرائم العنيفة إلى بعض قضايا الاحتيال والتهريب، بل وحتى بعض الجنح البسيطة.

من جهتها، قالت شاري آيكن، أستاذة القانون في جامعة Queen’s، إن الارتفاع الحاد لا يعكس زيادة في الجرائم الخطيرة، بل تحولا جذريا في أسلوب تطبيق قوانين الهجرة.

وأضافت لـ CTV: “نحن لا نتحدث عن أشخاص لهم تاريخ في العنف أو الاعتداءات.. ما نراه هو مخالفات جنائية بسيطة جدا، لكنها كافية لجذب انتباه سلطات الهجرة الأمريكية”.

وأشارت البيانات إلى أن 94 كنديا احتُجزوا بسبب عدم امتلاكهم تأشيرات سارية، بالإضافة إلى توقيف 66 آخرون بسبب تجاوز مدة الإقامة المسموح بها.

وأكدت آيكن أن مثل هذه الحالات كانت تُعالج في السابق بطرق مختلفة تماما.

وقالت: “في الماضي، كان يُطلب من الشخص الذي لا يحمل أوراقا صحيحة مغادرة الولايات المتحدة، ولم يكن الاحتجاز إجراء اعتياديا، لكن هذا تغير الآن”.

سياسة ترامب

وترى آيكن أن تشديد الإجراءات يرتبط مباشرة بسياسات الرئيس دونالد ترامب، الذي أطلق خلال ولايته الثانية حملة واسعة لإعادة هيكلة نظام الهجرة.

وشملت الحملة خططا للترحيل الجماعي، وتقليص قبول اللاجئين، وإنهاء منح الجنسية التلقائية للعديد من الأطفال المولودين على الأراضي الأمريكية.

وأوضحت: “هذا لم يكن يحدث بهذا الحجم خلال إدارة بايدن، وهو مرتبط مباشرة بالأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب فور توليه المنصب”.

وأظهرت السجلات احتجاز ما لا يقل عن ستة أطفال كنديين، تراوحت سنوات ميلادهم بين 2009 و2024.

كما احتُجز أحد الأطفال لمدة 51 يوما، أي أكثر من ضعف الحد الأقصى البالغ 20 يوما، المنصوص عليه في اتفاق قضائي أمريكي طويل الأمد لحماية الأطفال المحتجزين.

واحتُجز أربعة من هؤلاء الأطفال في مركز الإيواء العائلي بجنوب تكساس، وهو مرفق خضع هذا العام لشكاوى قانونية تتعلق بنقص مياه الشرب، والرعاية الطبية، والمساعدة القانونية.

وذكرت آيكن: “ما نراه هو احتجاز أطفال في ظروف قد تكون صادمة، مع نقص في الغذاء والرعاية الصحية والهواء الطلق، فضلا عن صعوبة الوصول إلى محامين.. هذا أمر مقلق للغاية”.

من جهته، قال محامي الهجرة، وارن كريتس، إن الأطفال نادرا ما يكونون الهدف الأساسي لإجراءات إنفاذ القانون.

وتابع: “غالبا ما يتعلق الأمر بوضع الوالدين أو الأوصياء القانونيين، وإذا لم يكن لديهم وضع قانوني سليم، فقد تتعرض العائلة بأكملها لما يُعرف بالترحيل السريع”.

وقال واين بيتروتسي، أستاذ السياسة والإدارة العامة المتقاعد في جامعة Toronto Metropolitan، إن الكنديين غالبا ما يستخفون بسهولة الوقوع في مخالفة القوانين الأمريكية.

وأردف قائلا: “عبور الحدود الآن يشبه وضع يدك داخل مروحة”.

وأشار إلى أن الضغوط على سلطات الهجرة زادت بعد إعلان مسؤولين في البيت الأبيض أن ضباط ICE مطالبون بتنفيذ ما لا يقل عن ثلاثة آلاف توقيف يوميا.

بدورها، قالت وزارة الشؤون العالمية الكندية في بيان لـ CTV إنها على علم بعدة حالات لكنديين، بينهم أطفال، محتجزين حاليا أو سابقا لأسباب تتعلق بالهجرة في الولايات المتحدة.

كما أكدت أنها تقدم خدمات قنصلية، بما في ذلك التواصل مع العائلات وتوفير معلومات قانونية، عندما يُبلغ عن حالات احتجاز.

لكن كريتس أوضح أن قدرة كندا على التدخل تبقى محدودة.

وأوضح: “الحكومة أوضحت أنها لا تتدخل في القضايا التي تخص أشخاصا لا يحملون وضعا قانونيا سليما في الولايات المتحدة أو خالفوا شروط الدخول”.

وجاءت هذه التطورات وسط تدقيق متزايد في ممارسات ICE، خاصة بعد وفاة الكندي جوني نوفييلو، البالغ من العمر 49 عاما، داخل مركز احتجاز في ميامي في يونيو الماضي.

وكشف تقرير داخلي لـICE، نُشر في نوفمبر، أن نوفييلو كان يعاني من أمراض مزمنة، بينها ارتفاع ضغط الدم واضطراب نوبات الصرع، مع تدهور حالته الصحية قبل وفاته.

كما أظهرت البيانات وفاة 15 شخصا آخرين في مراكز احتجاز ICE خلال عام 2025.

وأكدت آيكن أن تبعات الحملة قد تطال حتى من يعتقدون أنهم يلتزمون بالقوانين.

وتابعت: “سمعت عن حالة شخص حاصل على صفة حماية في كندا، ظن خطأ أنه يستطيع زيارة قريب له في الولايات المتحدة، وانتهى به الأمر محتجزا ثم مُرحلا إلى دولة ثالثة، رغم استعداد كندا لاستقباله”.

وأضافت: “أي شخص قد يقع في هذا الموقف، لكن غير المولودين في كندا يواجهون مخاطر أكبر”.

وبالنسبة للكنديين الذين يفكرون في السفر إلى الولايات المتحدة، كان بيتروتسي صريحا في نصيحته، وقال: “نصيحتي فعلا هي: لا تسافروا.. المخاطر الآن تفوق أي مكاسب محتملة”.

اقرأ أيضا:

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير. c 1976-2016 Arab News24 Int'l - Canada : كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها

أخبار متعلقة :